جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

ارتباك المفاهيم السياسية العربية حول «الأمة» | بقلم: يوسف مكي
ارتباك المفاهيم السياسية العربية حول «الأمة»



بقلم: يوسف مكي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
26-09-2017 - 2608
في أحد الاجتماعات الأكاديمية التي دارت مؤخراً، في أحد الأقطار العربية، حضرت معضلة مفهوم الأمة بقوة، في المناقشات التي دارت بين مثقفين، معظمهم دكاترة في الجامعات، ويفترض أنهم يمثلون عصارة النخبة الثقافية، في مجالات اختصاصهم. لكن ذلك لم يحل دون وجود حالة ارتباك شديدة، مرد بعضها غياب الوعي بمفهوم الجغرافيا السياسية، والبعض الآخر، مرتبط بقضايا إيديولوجية شديدة التعقيد. بعضهم يشطب مفهوم الأمة العربية، مشيراً إلى ارتباطها بالحالة القومية التي بلغت أوجها في عقدي الخمسينات والستينات من القرن الماضي لأن هذه الحقبة باتت من الماضي. ولم يتورع أشخاص ضمن هذا الفريق من المطالبة باعتماد «الأمة الإسلامية»، بديلاً عن «الأمة العربية»، لأنها أكثر حضوراً في هذه اللحظة من التاريخ. مثقفون آخرون، يقترحون أن الحل الوسط، هو الحديث عن عالم عربي، بدلاً من أمة عربية. لأن تعبير العالم، يشير إلى التنوع، وعدم التجانس، وذلك هو ما يوصف بالدقة حال العرب الآن. ويتواصل النقاش البيزنطي، في لقاء من المفترض فيه أن يكون أكاديمياً، فيؤشر البعض إلى أن تعبير العالم العربي، سيخرج المجال الإقليمي من خريطة التحليل السياسي. ستغيب عنه دول مهمة كتركيا وإيران، وكلاهما مرتبط بتاريخ المنطقة، ويؤثر ثقافياً بشكل كبير في أوضاعها. ولذلك يرون أن تعبير منطقة الشرق الأوسط هو الأدق، في هذا السياق. النقاش باختصار، نم عن ضعف في العلوم السياسية، وبالدراسات الدولية، وأيضاً بالتاريخ المعاصر، الذي أفرزت أحداثه مفاهيم الأمة والقومية. كما أنه يتجاهل أن بعض التسميات الموجودة في قاموسنا السياسي، لا تعبر عن واقع تاريخي، بل هي نتاج استراتيجيات غربية، وهي لا تخصنا بأي شكل، لأنها مرتبطة بالمصالح الحيوية للغرب الاستعماري، في مرحلة بسطه سيادته على العالم، المرحلة التي ارتبطت بوجود نمط لا يزال يفرض سطوته وجبروته، هو المركزية الأوروبية. وفي هذا السياق، نشير إلى أن تعبير الشرق الأوسط، وهو تعبير دقيق إذا اعتبرنا أوروبا، وتحديداً بريطانيا مركز العالم. فالشرق بالنسبة لها أدنى وأوسط وأقصى. وقد شاءت حقائق الجغرافيا، بالنسبة للخريطة البريطانية، أن نكون بين- بين، بين الأدنى والأقصى، فبتنا شرقاً أوسط. ولو كان التصنيف الجغرافي معتمداً على مشرق الشمس ومغربها، لقبلنا به. لكن القبول بذلك سيفرض تعديلات جذرية عليه، تتسق مع الشروق والغروب. لكنه لا يعتمد ذلك. ويغيب عنه أن الأرض كروية، وأن أي جزء منها يمكن أن يكون مركزاً، إذا غيبنا مشاريع الاقتصاد والسياسة، والهيمنة. لكنه وللأسف واقع ليس لنا القدرة على تغييره حتى الآن. العالم العربي، هو الآخر، تعبير محفوف بالشكوك والظنون، خاصة أننا العالم الذي يكاد يكون وحيداً فوق الكرة الأرضية. فحسب ما نعلم، لا توجد في الأدبيات السياسية إشارات إلى عالم صيني أو هندي، أو بريطاني أو فرنسي أو أمريكي.. والقائمة طويلة. يوجد كومنولث بريطاني، وآخر فرنسي، يضم الشعوب التي وقعت تحت قبضة الاستعمارين التقليديين، البريطاني والفرنسي، لكن ذلك لا يرقى لتوصيفه بالعالم. هل ذلك يعني تميز العرب، بالاختلاف، عن كل الأمم؛ بحيث يكون لهم عالماً خاصاً. وهل يعني ذلك أن سكان الصين والهند، وبلدان الواق واق، هم أكثر تجانساً منا جميعاً؛ بحيث لا يحتاج أي مهم إلى عالم خاص به؟ أم أن التعبير ذاته يحمل شبهة التواطؤ على الأمة، والإيحاء باستحالة وحدتها في كيان واحد، رغم توفر العنصر الأساسي الذي صنع من القارة الأوروبية، أمماً، تم تفصيل جغرافيتها في الأغلب على أساس اللغة، من دون أية عناصر أخرى. قلنا في أحاديث سابقة، أن الدولة في شكلها المعاصر، هي نتاج الحركات القومية، التي عمت بالقارة الأوروبية والتي ارتبطت بالثورة الصناعية. وكانت هذه الحركات في جزء كبير من ماهيتها، ثورة على الكنيسة، وإعلاء للدستور والبرلمان، وفصل الدين عن السياسة. وأن معظم الأمم الغربية، اكتسبت مقاسها الجغرافي، تبعاً لجغرافيا اللغة. بمعنى آخر، التاريخ الأوروبي، لم يعرف مسمى الأمة المسيحية، لأن مكان الدين المسيحي، هو القلب. إنه إيمان خاص وعلاقة بالخالق، لا يقلل من شأنه عدم وجود دولة، أو أمة. بل العكس ربما يكون صحيحاً، فالمسلمون الذين يعيشون في مجتمعات غير إسلامية، لا يقلون شأناً عن أقرانهم من المسلمين، الذين يعيشون في دول يعتنق أغلبية سكانها الدين الإسلامي. والدين الحنيف، رسالة أممية، ليس لها حدود في الجغرافيا. وكل إنسان في هذا الكوكب، من حقه اعتناق الدين الحنيف، فهو دين موجه لكل البشرية. وذلك بلا شك يختلف عن الانتماء للجغرافيا. بمعنى آخر، المسلم في دولة غير مسلمة، مطالب بالانصياع لقوانينها ودساتيرها، وآليات العمل بها، بل إنه مطالب، إن كان متجنساً، بالوفاء بالقسم الذي أداه لحظة حصوله على الجنسية، بالخدمة في جيش الدولة غير المسلمة، باعتباره بات منتمياً لجغرافيتها. ولا يقلل ذلك من إسلامه. الدول الإسلامية، لها انتماءات وطنية، وعلاقات دولية، تعمل من خلالها على ضمان مصالحها الخاصة. وبعض هذه الدول أقامت تحالفات بالضد من مصالحنا القومية، ووقفت في الخندق المعادي للقضية الفلسطينية. وحساباتها في ذلك كانت مرتبطة بالجغرافيا الخاصة بها، وليس بحقائق انتمائها لدين الإسلام. في حين لم يكن للعربي من خيار آخر، سوى اعتبار فلسطين قضيته المركزية، والدفاع عنها لم يكن مدفوعاً بعواطف دينية محضة، بل بمشاعر قومية، وعلاقة بالجغرافيا والتاريخ. ولو كان الأمر بغير ذلك، لكان الاندفاع الإسلامي نحو فلسطين، هو بحجم الاندفاع العربي. وذلك أمر كان سيجد كل الترحيب من العرب قادة وشعوباً. لكن الأمور تسير وفق الحقائق العلمية، وليس بالضرورة وفقاً لرغباتنا وتمنياتنا
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


حرب تخفي حربا أخرى
بقلم: تييري ميسان

كيف تعالج الحالة الانفصالية في كردستان العراق؟
بقلم: العميد د أمين محمد حطيط



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب يوسف مكي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//