جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

مفاهيم مغلوطة | بقلم: د. يوسف مكي
مفاهيم مغلوطة



بقلم: د. يوسف مكي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
23-07-2017 - 1681
بعد تفجير برجي مركز التجارة الدولي في نيويورك ومبنى للبنتاجون في واشنطون بالحادي عشر من سبتمبر 2001، وإعلان الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش حربا عالمية على الإرهاب برزت مفاهيم جديدة، ارتبطت بالحدث وبتجاذباته. ضمن تلك المفاهيم أن ما جرى كان نتيجة لسيادة ثقافة الكراهية والإرهاب، وسيادة أنظمة الاستبداد في منطقة الشرق الأوسط. وأن الحل للقضاء على الإرهاب هو فرض الديمقراطية بنمطها الغربي، المستند على الحرية الفردية، والإطاحة بالمستبدين، ولو كان ذلك عن طريق الاحتلال، وخارج أطر الشرعية الدولية. ولم تستثني الخرائط والبرامج المعدة للحرب على الإرهاب عدو أو صديق، فليس في القانون الأمريكي كما يقول تشرشل صداقات دائمة، ولكنها مصالح وموازين قوى وصراع إرادات.
وقد غيب برنامج بوش لتغيير الأنظمة في المنطقة حقائق أساسية، في مقدمتها أن التغيرات الجوهرية في البنيان السياسي هي انعكاس لتحولات كبرى في الهياكل الاجتماعية ومنظومة الثقافات، وأنها والحال هذه تعبير عن واقع موضوعي وتحول تاريخي. وأن فرضها بالطريقة التي طرحتها إدارة بوش لن ينتج عنها سوى تفجير الصراعات الطائفية والإثنية وسيادة حالة الفوضى، التي هي بالضد من أساسيات تأسيس الدولة المدنية، في شكلها المعاصر.
انتقلت رؤية إدارة الرئيس بوش، من التنظير إلى الفعل، لتتحول إلى معلم استراتيجي كوني باحتلال العراق وأفغانستان. ومر عقد على احتلال البلدين، ولم ينبثق في كليهما أفغانستان جديدة أو عراق جديد، ولا ديمقراطية ولا هم يحزنون. وتكشف زيف الوعود الأمريكية بتحويل البلدين إلى واحتين للنماء والازدهار. تحققت أشياء أخرى، مغايرة تماما لتلك الوعود. بروز لغة التشطير والتفتيت، التي فرضت بالقوة وبالتخطيط لتشمل أجزاء أخرى من الوطن العربي إضافة إلى ما تم تنفيذه بالاحتلال المباشر. فلدينا أكثر من سودان، والبقية قادمة في هذا البلد الجريح. وليبيا أزيل عن تشكيلها اللاصق الشمعي، لتتحول إلى برقة وفزان وطرابلس، وازدهارها ونماؤها تفصح عنه السيارات المفخخة، والتفجيرات التي تجري بين الحين والحين.
الفيدرالية العراقية، التي قيل أنها ستشكل أنموذجا متقدما للحكم في هذه المنطقة، أضحت مشروعا ناكصا، أحال أرض السواد، إلى رقعة شطرنج تتنافس فوقها الأقليات والطوائف. وأصبح هناك حكومتين تتصارعان على المواقف والثروات والحصص، والتفجيرات اليومية والقتل على الهوية يحصل عشرات الأبرياء كل يوم.
ومع أن المشروع الامبراطوري الأمريكي، للقرن الواحد والعشرين ووجه بفشل ذريع، فإن كثير من المثقفين لا زال ينظر بافتتان لتلك الشعارات. لا يزال كثير من الناس، يرون في الفيدرالية مدخلا للتماهي مع لغة هذا العصر. وحين تجادلهم بالقول، إن الفيدرالية مشروع يقوم بين أوطان وثقافات مختلفة، وليس بين أبناء مجتمع واحد، وأنها تعتبر حالة متقدمة حين تكون هناك أوطان، أما في ظل الوطن الواحد فإنها مشروع ناكص. إن الفيدرالية التي تحققت في عدد من دول العالم، جاءت استجابة لواقع موضوعي، وخرجت من رحم اختيار وإجماع وطني، ولم تفرض من الخارج، وبالضد من الإرادة الوطنية, يجادلونك بالهروب إلى الخلف، بالسخرية من موضوع الوطن والوطنية، داعين إلى رؤية إنسانية أرحب من فكرة الوطن، سرعان ما يتكشف ما يكمن خلفها من أطروحات طائفية وحزبية وفئوية.
وفي هذا الجدل البيزنطي، يبرز مفهوم جديد، سطحي وساذج ولا يتسق مع مع حاجات البشر الأساسية، خلاصته أن الإنسان أهم من الوطن، لأنه قيمة مطلقة بينما الآخر قيمة نسبية. يقال ذلك، مع أن الوطن، كما يراه العلامة عبد الرحمن بن خلدون هو الاستقرار، وهو انتقال الإنسان من حالة السير والترحال إلى العمران والحضارة والمدنية.
وحتى إذا سلمنا جدلا بأرجحية مقولة أولوية الإنسان على الأوطان، فإن السؤال عن حق الإنسان في المأوى والهوية سيصدمنا، ليعيد طرح الهوية والانتماء الوطني بقوة. كيف يحقق فلسطيني احتلت بلاده وشرد من أرضه، وصودرت ممتلكاته، وحرم من وثيقة تؤكد هويته الوطنية، تحقيق إنسانيته؟ وكيف يمكن لخمسة من الملايين العراقيين الذين فرضت عليهم الحرب الطائفية، والاحتلال الأمريكي لبلادهم، مغادرة العراق، والعيش لما يقرب عقد من الزمن في الشتات، دون الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية؟. كيف يتحرك الإنسان في هذا العالم الرحب دون جواز سفر ومن غير هوية، أو انتماء لوطن... كيف... وكيف... أسئلة كثيرة تتداعى، لتؤكد زيف مقولة أن الإنسان أهم من الوطن، لنوضع أمام تقابل بين مطلقين، ليس منطقيا أو مقبولا التمييز بينهما، أو إعطاء أحدهما أرجحية على الآخر.
الوعي بأهمية حرية الوطن، وتأمين استقلاله واستقراره، أدى إلى فرض خدمة العلم، وأصبحت هذه الخدمة قانونا تنص عليه معظم دساتير دول العالم. وهو بالذات ما ارتقى بالوعي في المجتمعات الإنسانية، لتصبح العلاقة بين الحاكم والمحكوم، علاقة تعاقدية تحكمها قائمة من الحقوق والواجبات التي يؤديها الجميع، من غير احتجاج أو ضجر، كونها ضريبة الانتماء للوطن، يدفعها الجميع عن طيب خاطر.
هذه المفاهيم المغلوطة، تنسحب أيضا على التبشير بالتنمية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتغليبها على مقاومة الاحتلال. كيف يمكن تحقيق تنمية في بلد لا يملك حق الإمساك بزمام مقاديره. وهل فعلا يمكن لبلد صغير محاصر، كقطاع غزة أن يحقق تنمية حقيقية في ظل الحصار وشحة الموارد.
في هذا السياق، نذكر أن الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات أسس مجموعة من المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية على الأراضي اللبنانية بحسبان نقلها بالجملة بعد تحرير فلسطين. وأدى انشغاله بذلك إلى التركيز على حمايتها، مستبدلا روح المبادرة والاقتحام بالتريث والتردد، لكن هذه المؤسسات جرى تدميرها بالجملة بعد الغز الإسرائيلي لبيروت في مطالع الثمانينات، لتؤكد تعارض إنجاز أي تنمية اقتصادية واجتماعية، ما لم ينجز الفلسطينيون مشروع الاستقلال.
وإذن فنحن أمام جملة من المفاهيم المغلوطة، التي ينبغي أن تقرأ في سياقها التاريخي، سياق الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية. وهي هيمنة ينبغي في كل الأحوال أن لا تفرض مفاهيم
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


ظاهرة الشّعراء الصّراصير
بقلم: فراس حج محمد

أيلول أسود ينتظر منطقة الشرق الأوسط
بقلم: الدكتور نواف ابراهيم



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب د. يوسف مكي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//