جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

حدود اللعبة الأمريكية في سورية | بقلم: الدكتور ابراهيم علوش
حدود اللعبة الأمريكية في سورية



بقلم: الدكتور ابراهيم علوش  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
20-07-2017 - 1584
التورط الكلي والشامل في سورية من جهة، وبالتزام سورية وحلفائها الكلي والشامل، من جهةٍ أخرى، بخوض المعركة حتى النهاية.
فالولايات المتحدة أبعد ما تكون عن الشروع بمحاولة اقتراف مغامرة كبيرة في سورية، وهي لما تتخلصْ بعد من تبعات احتلالها الفاشل للعراق وأفغانستان، وهي أبعد ما تكون عن إرسال الجيوش وإحضار النعوش وهدر المليارات وتدمير الذات لتمويل مغامرة جديدة من هذا النوع، ولا يوجد حتى شبه إجماع داخلي في المؤسستين العسكرية والسياسية الأمريكية يدعم القيام بمثل هذه الخطوة الرعناء، ونذكر هنا أن ترامب وصل للحكم جزئياً بناءً على برنامج انتخابي ينتقد المغامرات الخارجية ويدعو لتقليص الدور الأمريكي في الخارج وللتفاهم مع روسيا، وإذا كانت المحصلة النهائية للسياسات الأمريكية نتاج المقايضات والصراعات بين مراكز القوى المختلفة في النظام الأمريكي، وإذا كان ترامب اضطر للخروج عن الخط الذي تبناه في حملته الانتخابية في بعض المفاصل، فإن ذلك لا يعني بتاتاً أن الولايات المتحدة مهيأة نفسياً أو سياسياً لخوض حرب كبرى جديدة تعرف جيداً أنها ستُدخِلها في مستنقع الدم والاستنزاف، وأن دخولها أسهل من الخروج منها.
ولو ذهبنا بالتصعيد اللفظي والميداني الأمريكي إلى ما دون الانجرار للتورط الكلي والشامل في سورية، إلى مستوى تصعيد الاعتداءات الجوية والصاروخية مثلاً، من دون الدخول بعشرات الآلاف براً، فإن ذلك سيمثل تحدياً مباشراً لمنظومة الدفاع الجوي فوق سورية، وهو ما لا يمكن لسورية أو روسيا أو إيران أن تسكت عنه، كما سيمثل تصعيداً خطيراً لا يمكن التنبؤ بعواقبه الإقليمية والدولية خارج سورية. وروسيا لم توافق على دخول الميدان، بناءً على طلب الدولة السورية، لكي تتعرض لإهانة أمريكية قد تهز صورتها العالمية من دون أن ترد بقوة. وسورية لم تدفع أغلى التضحيات وتصمد مثل هذا الصمود الأسطوري لتواجه عدواناً كهذا لو وقع ويداها مكتفتان، فالدفاعات الجوية السورية تمتلك إمكانات كبيرة ومهمة، والرد قد لا يكون جوياً فحسب على أي حال، فما يبدأ جوياً لا ينتهي جوياً بالضرورة. والنقطة الأخرى هنا هي أن تصعيداً من هذا النوع قد يفتح الأبواب لمواجهة كبرى مع إيران على مستوى إقليمي، قد تفجر المنطقة في الواقع، ولن يكون الكيان الصهيوني بمنأىً عنها على الأرجح.
من الواضح أن دخول الولايات المتحدة على خط الأزمة في سورية راح يتبلور أكثر فأكثر كحملة ضد الدولة السورية ومحور المقاومة وروسيا، وثمة فروق عديدة بين قطبي هذا الصراع، منها أن محور المقاومة وروسيا يحاربان في مجالهما الحيوي، أما الولايات المتحدة وحلفاؤها فيسعون للتمدد خارج مجالهم. النقطة الثانية هي أن حلفاء سورية أكثر تماسكاً من حلفاء الولايات المتحدة والكيان الصهيوني الذين نرى الصراعات تمزقهم. النقطة الثالثة هي أن سورية تدافع عن وجودها وحياتها، بينما تمارس الولايات المتحدة وحلفاؤها المغامرة العدوانية، والأفضلية في معركة من هذا النوع تقع إلى جانب المدافع، بحسب حكيم «فن الحرب» الصيني صن تزو. والمقصود مما سبق أن حزم وإصرار سورية وحلفائها أكبر بكثير، وهو ما يلمسه القاصي والداني، ولاشك في أن الولايات المتحدة تدركه أيضاً، وتدرك معنى التورط في صراع عسكري مع طرف قرر أن يخوض المعركة حتى النهاية.
وتستطيع الولايات المتحدة أن تعيث خراباً وأن تثير الفتن وأن تطيل أمد الأزمة في سورية، وتستطيع هي وحلفاؤها أن يعطلوا الحل السياسي، لكنها لا تستطيع «انتزاع سورية» أو احتلالها أو فرض التبعية عليها، ولذلك فإن اللعبة الأمريكية في سورية اليوم تقوم على التظاهر بالتفلت لدخول الحلبة بكامل عددها وعتادها، إنما هو تهويلٌ وتهويشٌ هدفه إيجاد موقع مؤثر لها على طاولة المفاوضات وعدم الخروج من المولد بلا حمص في صياغة مستقبل سورية في اللحظة التي بات من الواضح فيها أن الميزان الميداني والسياسي يميل فيها بشكلٍ حاسمٍ مع سورية وحلفائها. فالولايات المتحدة لا تملك القدرة ولا الاستعداد لفرض رؤيتها على مستقبل سورية، إنما باتت في موقع من يحارب «التهميش» في سورية، ونلاحظ هنا أن حسها «الهجومي» ازداد طردياً مع انهيار وضع الجماعات التكفيرية والعصابات المسلحة.
كما تحاول الولايات المتحدة من خلال التهويش و«الهوبرة» أن توحي لحلفائها في أنظمة البترودولار أنها تسير بالاتجاه الذي ما برحوا يتوسلون إليها أن تتبعه في سورية منذ سنوات، وهو الانخراط العسكري المباشر، ولكنهم سيكتشفون أنهم خُدِعوا في النهاية، بعد أن يكونوا قد قدموا التعاون المطلوب منهم أمريكياً في ملفات شتى، من الابتزاز المالي إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني.
تحاول الإدارة الأمريكية أيضاً أن تبدو أكثر صلابةً وتماسكاً من إدارة أوباما التي طالما اتهمها ترامب بالضعف والتردد، إنما حدود القوة الأمريكية في سورية التي واجهت الإدارتين هي التي تفرض نفسها، وفي الحالتين، لم تجد الإدارة الأمريكية مفراً من القبول بالرعاية الروسية للحل السياسي في سورية، إن أرادت أن تسلك باب الحل، وإن لم ترد، فإن عليها أن تقبل بالتهميش. وإن أرادت المواجهة مع محور المقاومة، فإن ذلك سيفتح أبواب الجحيم في الإقليم ككل، فخيارها الأفضل يظل محاولة تحسين شروط الحل من منظورها وتدعيم وضعها في سورية من خلال الوكلاء المحليين والإقليميين، وقد ثبت بعد ست سنوات ونيف منذ بداية الأزمة أنهم مثل «معلميهم» في الإدارة الأمريكية يقوون على التدمير والتخريب ولا يقوون على فرض رؤيتهم ومشروعهم.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


السنة والشيعة صراع على السلطة ام على الجنة؟
بقلم: الباحث محمد بوداي

ظاهرة الشّعراء الصّراصير
بقلم: فراس حج محمد



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور ابراهيم علوش |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//