بقلم: ناجي الزعبي
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 09-02-2017 - 1712 أعلن الأردن عن تعهده بمشاركة المسلحين في جنوب سورية بمحادثات آستانة في موقف ضمني يقرّ بالعلاقة الاردنية الوثيقة معهم.
وقام بقصف جوي للواء خالد بن الوليد الذي تسيطر عليه داعش في وادي اليرموك ومستودعات ومنشآت لداعش في درعا في تحول اردني لافت يذكرنا بالتحول التركي والمصري الذي سلك سياسة الخطوة خطوة باتجاه كفة التحالف السوري وبأن التحول أعقب زيارة وفد عسكري سوري للأردن. بعد انظمام الجيش ألحر وعدد من الفصائل لجبهة النصرة وجد الاردن نفسه وجهاً لوجه بمجابهة فصيلين مسلحين في جنوب سورية هما النصرة وداعش مصنفين بالارهاب دوليا من قبل مجلس الامن بموافقة أوروبية اميركية بالطبع . لذا اصبح التعاطي مع هاتين القوتين خرق لقرار مجلس الامن وللموقف الاميركي لإدارة ترامب المعلن بمحاربة داعش. لذا وبعد الزيارة الملكية لموسكو وواشنطن التي أعطت الضؤ الأخضر للأردن بالضرورة اتخذ الاردن موقفه الذي أسفر عن هذا التحول الاستراتيجي اللافت والمهم في عكس اتجاه سير مشروع السعودية والخليج الذي تخلى عن دعم الاردن ، والذي يجابه - اي المشروع- فشلاً تجاه سورية والذي يَصْب في كفة التحالف السوري الروسي. كما انه أبقى على البوابة مواربة ربما باتجاه مشروع ترامب الداعم لإقامة دولة كردية تمتد من غرب العراق وشرق سورية للجنوب السوري ثم للعدوالصهيوني ، والحيلولة دون تمدد الحشد الشعبي لسورية ولبنان وكسر (التحالف الايراني العراقي السوري اللبناني ) السيناريو الذي سيجابه معاضل قد تحول دون ان يكتب له النجاح والذي يدفع تركيا باتجاه موسكو بسبب هواجسها ازاء الدور الكردي وسيدفع الاردن بهذا الاتجاه ايضاً لعدة اسباب أهمها التحول الإقليمي والدولي الدراماتيكي في موازين القوى لصالح التحالف السوري وانحسار الدور الاميركي والخليجي والصهيوني والتركي والازمة الاقتصادية وأحجام الخليج عن تقديم الدعم وخطر ارتداد الارهاب . ما يجري في سورية يفرض الى حد بعيد اتجاه السير الإقليمي والدولي والركب يتضح شيئا فشيئا والاردن اقدم في تحول صائب على الخطوات الاولى باتجاه هذا الركب . قد يضطره دوره وانحيازاته التاريخية ان يخرج عن النص بين الفينة والأخرى لكن شدة التيار ستضطر الجميع للتساوق مع التحولات الإقليمية الدولية سواء برغبة او بدون رغبة.
لا يوجد صور مرفقة
|