بقلم: ناجي صفا
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 15-06-2016 / 14:18:10 - 1875 بداية ينبغي القول ان تأريخا جديدا للأزمة السورية قد بدأ . سجلوا معي ان العاشر من حزيران عام 2016 هو بدء تاريخ جديد للأزمة السورية، ربما استبق نتائجه الرئيس الأسد بقوله بتحرير كامل تراب سوريا من الإرهاب . هو أولا اقرار روسي غير معلن بتعرضها للخديعة بعد الذي جرى في خان طومان والعيس وحلب ومناطق اخرى من بينها بعض قرى شمال شرق اللاذقية وقرب ذلك من مطار حميميم وتنصل الإدارة الأميركية عن مسؤوليتها او قدرتها على لجم الحلفاء ، وهو ايضا إقرار روسي بضرورة كسر الإستراتيجيات في المنطقة لصالح استراتيجية جديدة تقوم على تحالف ثلاثي الأبعاد بين روسيا وسوريا وايران قوامه رؤية مشتركة وتحليل واحد حيال الكثير من القضايا وفي طليعتها الإرهاب في المنطقة ان مجرد الإعلان عن وجود عسكري اجنبي قوامه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا ولو بصفة مستشارين انما هو اعلان غير مباشر عن انخراط مقنع لحلف شمال الأطلسي في الأزمة السورية، ليكون لذلك لاحقا دور فعال وحصة وازنة في صياغة الحل السياسي ، وهو وجود على كل حال يمثل حساسية كبرى لروسيا التي يحاول الحلف تطويقها في اوروبا الشرقية وصولا الى آسيا . ان مجرد حصول الإجتماع في طهران وليس في موسكو أو دمشق انما هو ايذان روسي لا بل اعتراف بالإنزياح الروسي باتجاه تحليل محور المقاومة والإقرار بصحة رؤيته، لا سيما بعد اتضاح الخط التقسيمي الذي تعمل عليه الولايات المتحدة والذي يبدأ من دير الزور مرورا بالرقة وصولا الى حلب بالتكامل مع ما يقابله من خط آخر تعمل عليه في العراق يبدأ من الأنبار وينتهي في الموصل بحيث تكتمل الدولة السنية التي تريدها ان تشكل فاصلا جغرافيا ما بين سوريا وايران وبالتالي قطع خط امداد المقاومة لصالح اسرائيل . وليس صدفة ان يعقد هذا اللقاء بالتزامن مع ما ذكره كل من الرئيس الأسد حول وحدة سوريا وتطهيرها من الإرهاب حتى آخر شبر ، ومن الإرهابيين حتى آخر ارهابي ، وبين ما ذكره وزير الخارجية لافروف من انه استنفذت المهل المعطاة لتحديد المنظمات غير الإرهابية وابتعادها عن مواقع النصرة ، وإستنفذ زمن الرد الأميركي حول رفضهم التنسيق العسكري فيما يتعلق بضرب الإرهاب ، انه استنفاذ الوقت وأوان الفصل بين استراتيجيتين، واحدة تقاتل ضد الإرهاب وأخرى تستثمر في الإرهاب بالتأكيد سينتج عن هذا اللقاء لجان تنسيقية بين الأطراف الثلاثة، سيقع على عاتقها تنسيق الخطط وربما رسم العمليات ، بهذا المعنى يمكن وصف هذا اللقاء بأنه تقييمي وفي نفس الوقت هو تنسيقي وايضا تخطيطي ، وهو يرسم ملامح مرحلة قادمة ربما تتجاوز بتفاعلاتها الأزمة السورية لتطال المنطقة ككل ، سيكون العراق من صلبها بالتأكيد، رغم غيابه القسري عن اللقاء بسبب معركة الفلوجة ، وهذا ربما سيؤذن بافتراق شديد في الإستراتيجيات الروسية والأميركية، لا سيما في العراق والمحيط الإقليمي، والذي يمكن ان يشمل اضافة الى سوريا والعراق، كل من اليمن وليبيا وربما مناطق اخرى أكثر بعدا ، لا سيما بعد تصريحات اشتون كارتر وزير الدفاع الأميركي حول منطقة جنوب شرق آسيا، وبهذا المعنى لا استبعد ان تنضم لاحقا الصين الى هذا الإئتلاف والتنسيق بحيث يصبح تنسيقا خماسيا قوامه سوريا والعراق وايران وروسيا والصين .
لا يوجد صور مرفقة
|