![]() |
![]() |
![]() |
بقلم: يحيى عالم
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 09-11-2025 - 123 تعرف الفكر العربي الحديث على مفهوم المواطنة مع الرعيل الأول للنهضة منذ رفاعة الطهطاوي (شترستوك) ما طبيعة الجدل الذي مر به مفهوم المواطنة في الفكر والواقع منذ الفكر الإصلاحي النهضوي إلى حدود الربيع العربي؟ وإلى أي حد تشكل دولة المواطنة أفقا لاستيعاب التعددية وتحقيق الاندماج؟ كانت الأفكار النهضوية في زمنها، تعكس وعيا متقدما في الوعي بطبيعة المشكلات التي تعترض التقدم، فقدم رموزها مداخل متنوعة للعلاج والحل، تهمنا منها في مقالتنا هذه، ما يخص إشكاليتي السلطة والدين، ونشير إليهما بشكل مجمل. مفهوم المواطنة في الفكر النهضوي وجدل الدين والسياسة لعل الناظر إلى الحقبة التي سبقت كتابة فرح أنطون لمقالته، سيجد أنها كانت مصطبغة بنزاع حاد منتصف القرن الـ19، كما أن تجربة التحديث التي قامت بها الدولة العثمانية مع ما اصطلح عليه بـ"عهد التنظيمات" لم يستمر، بفعل عوامل متعددة، نذكرها كالآتي: المد الاستعماري، حيث تغيرت موازين القوى وأضحت المجتمعات الشرقية متأرجحة بين معالجة مشكلاتها المركبة، ومواجهة التحديات والأخطار الخارجية. المنحى الأول يخص إشكالية السلطة المنحى الثاني: البعد الديني ونحن إذا نظرنا إلى ما قدمه الكواكبي، بين طبائع الاستبداد وأم القرى، كأننا نجده في ذلك السياق المشوب بكثير من الجدل والتحديات، يقدم مداخل العلاج في منحيي تحديث النسق السياسي من خلال الفكرة الدستورية، وتجديد الفكر والخطاب الديني، ومثل هذه الدعوى كانت في المشرق والمغرب، أي كانت عبارة عن روح عامل تسري في وعي النخبة المتعلمة من مختلف المشارب. شكل البعد الديني في واقع الأمر، عاملا أساسيا في تشكل السلطة/ الدولة في التاريخ العربي والإسلامي -وكذلك بقية المجتمعات قديما- بل إن العرب حسب ابن خلدون، لا يحصل لهم الملك، إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين إن استحضار هذا السياق المشوب بجدل متداخل الأبعاد، فكرية وسياسية واجتماعية، الغاية منه إبراز الدوافع التي جعلت فكرة المواطنة مفهوما يحتاج إلى التبيئة كما هي دعوى أنطون في مقالته، لحل مشكلة العلاقة مع السلطة، بحيث تكون العلاقة علاقة سياسية وقانونية، وليست دينية أو عقائدية، وبصيغة أخرى أن تكون الرابطة الوطنية هي أساس العلاقة مع الدولة، وليست الرابطة الدينية، وفي ذلك اعتراف بالتعددية في صبغتها الدينية، ونزع للقداسة عن السياسة والحكم. لم يختلف محمد عبده مع أنطون من حيث العلاقة السياسية والقانونية مع السلطة، لكنه اختلف معه في الحجج الذي قامت عليها رؤيته، من حيث المطابقة والتعميم بين التاريخ الأوروبي والتاريخ العربي الإسلامي في علاقة الدين بالسلطة، إذ عمل محمد عبده على اعتبار أن مصدر الإكراه في ممارسات السلطة، قائم في نوازع الاستبداد السياسي لدى الحكام وفساد أحوالهم، وليس في الدين الذي يؤسس للحرية الفكرية والتعارف، ويمد العلاقة مع الآخر إلى حدود المصاهرة، مما يعني الاندماج الكامل نفسيا واجتماعيا. بل إنه يمكن استنتاج أطروحة أو فرضية تناقض المتداول في الخطاب الفكري المعاصر بخصوص الحرية والإكراه بين الدين والسياسة، باعتبار أن الحرية قيمة مركزية ومبدأ أصيل في الدين على المستوى المعياري المجرد، تتلاشى أو تضمحل على مستوى التاريخ، بفعل نوازع الاستبداد، وأهواء السياسة، فالحرية حسب هذا المقول تتسع مع الدين في بعده المعياري وتضيق مع السياسة والسلطة بين ثنايا التاريخ، والتي تعتمد الدين وتوظفه في الغالب فيما يخدم شرعيتها ويقوي أسها وبنيانها أمام الجمهور. ينبغي أن نشير إلى أن الجدل الذي حصل بين عبده وأنطون، كان يبرز القابلية لتوطين فكرة المواطنة في الفكر العربي إبان النهضة المجهضة، لكن تبيئتها واقعيا اصطدم بمعضلتي النزوع الاستبدادي من جهة، والذي له جذور نفسية وفكرية واجتماعية (ينظر: من ديوان السياسية، تأليف عبد الله العروي. وحنا أرندت: الأصول الاجتماعية للدكتاتورية والديمقراطية)، حيث إن السلطة كانت محصنة بخطاب تقليدي في تدبير شؤون الحكم موروث من الآداب السلطانية، وينظر بريبة إلى الفكر الدستوري والسياسي الحديث، باعتبار أن هذا الأخير سينزع عنه أحد مرتكزات الشرعية. لقد شكل البعد الديني في واقع الأمر، عاملا أساسيا في تشكل السلطة/ الدولة في التاريخ العربي والإسلامي، وكذلك بقية المجتمعات قديما، بل إن العرب حسب ابن خلدون، لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة (ينظر مقدمة ابن خلدون: الفصل السابع والعشرون)، مما يفسر لنا توظيف السلطة للدين، لضمان استمراريتها والحفاظ على التقليد والعلاقات القائمة. وقد تجلى ذلك في الاستعانة بخطاب ديني رافض للربيع العربي أو في الانقلاب عليه رفضا لإقرار نظم ديمقراطية تكون فيها العلاقة بين السلطة والشعب والحاكم والمحكوم قائمة على أساس التعاقد وليس التغلب والقهر، وهو نفسه ما حصل في السياق النهضوي، ممانعة للتحديث السياسي، وفي الحالتين معا، إن وجد خطاب ديني رافض للمواطنة وآخر متصالح معها، مما يستدعي تفسيرا مركبا للديني والسياسي، أو الدولة والدين، ومن ثم العلاقة بالتعددية في مناحيها المختلفة. المواطنة في الفكر العربي والإسلامي المعاصر.. جدل الرفض والتبيئة المنحى الأول: سيادة ذهنية التحريم بخلفية دينية إعلان ولاحقا مع تطور الفكر السياسي الإسلامي، الذي حاول تجاوز مأزق الانغلاق والتقوقع على الذات، بالتأصيل للحرية والمواطنة والديمقراطية، بإعمال نزعة توفيقية بين الشورى والديمقراطية، أو البحث عن أسس للمواطنة الجامعة في التراث الإسلامي والتجربة النبوية مع وثيقة المدينة (ينظر: راشد الغنوشي، الحريات العامة في الدولة الإسلامية)، لكن رغم ذلك بقي الفكر السياسي الإسلامي مشوبا بالقصور لعدم استيعاب تطور المواطنة في النظرية السياسية الراهنة. المنحى الثاني: الأيدولوجيا والنزعة الشمولية المنحى الثالث: دولة ما بعد الاستقلال إن نسقا من هذا القبيل لا يمكن أن يعبر عن المواطنة التي هي في حقيقتها مساهمة تعبر عن كل المواطنين (عبد الله العروي: المواطنة والمساهمة والمجاورة)، مما يعني أنها ليست دولة قبيلة أو طائفة أو إثنية معينة، بل دولة تعبر عن مجموع تعددية المجتمع، ويكون ناظمهم الأساسي المواطنة، والتي تعني وفق تطور النظرية السياسية، حيث تطور مفهوم المواطنة نفسه، وأضحى مرتبطا بمجموعات بشرية وليس فقط في سياق الدولة القومية، فما استقرت عليه الحقوق الدولية من مواطنة شاملة أو جامعة، ليست معهودة في الأدبيات السياسية التي جعلت المواطنة المساهمة والفاعلة مرتبطة بمجموعة صفات، مما جعلها حقا لبعض وليس حقا لفئات أخرى تنعدم فيها هذه الصفات، من حرية وذكورة ورشد وأمانة. (روسو: العقد الاجتماعي). فالتحول الذي حصل مع ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ثم ما تلاه من معاهدات، يعيد تعريف المواطنة، لتكون جامعة تحت لوائها مختلف أنماط التعددية الدينية والعرقية والثقافية (يمكن العودة في هذا الصدد لويل كيمليكا: أوديسا التعددية الثقافية)، وهو ما شكل لحظة ولادة جديدة عربيا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع الربيع العربي، أي مسعى نحو التبيئة الشاملة بعيدا عن الجدل الذي صاحب مفهوم المواطنة فكريا، وواقعا سياسيا على المستوى العربي. إن ما عبر عنه الربيع العربي في لحظات التوافق الوطني بين مختلف المكونات، كان في حقيقته تعبيرا مجتمعيا يتجاوز الحواجز الأيديولوجية وما تضعه الهويات من أغلال وقيود على الأفراد دولة المواطنة أفقا للاندماج واستيعاب التعددية إعلان كما نشير إلى أن ردة الفعل التي أعادت السلطة وطرق تشكلها إلى مركز الاهتمام الانشغال المجتمعي، بحيث ينبغي لها أن تعبر عن إرادة المجتمع، قد دلت على لحظة حضارية فارقة في تاريخ المنطقة، على الرغم مما عرفه الربيع العربي من ارتدادات، هي في حقيقتها طبيعية في تاريخ الثورات ومسارات التغيير والنهضة. لعل السمة البارزة والعنوان الرئيسي للفعل الاحتجاجي، تحلله من أعباء الانغلاق على الهويات الفرعية، وانسياقه العفوي والخلاق في روح جماعية، لا تنظر للخلفيات الدينية أو المذهبية أو الاثنية أو الإيديولوجية لمكوناتها، إنما تنظر للجميع باعتبارهم مواطنين أحرارا من كل قيد، ولم يبرز الانقسام إلا لاحقا مع ديناميات الثورة المضادة، والشرط الخارجي الذي كان معيقا لصيرورات الانتقال الديمقراطي وبناء دولة المواطنة. ختاما: إن ما عبر عنه الربيع العربي في لحظات التوافق الوطني بين مختلف المكونات، كان في حقيقته تعبيرا مجتمعيا يتجاوز الحواجز الأيديولوجية وما تضعه الهويات من أغلال وقيود على الأفراد، فالمجتمع عبر عن أصالة تعدديته دون اندراج في التحيزات الضيقة، وأغلبية المكونات المجتمعية، أضحت تنظر إلى العلاقات من منظار سياسي مواطني، وليس من منظار عقائدي أو إثني أو أيديولوجي، مما يعني أن الربيع العربي أحدث رجة في الفكر والواقع معا. الأهم في التمثلات الذهنية عن طبيعِة المشكلة وطرائق حلولها، فاستعاد الوصل في تونس مع مطلع قصيدة شاعر الحياة أبي القاسم الشابي، التي أصبحت نشيد الربيع وجمهور المحتجين، كما ربط الوعي من جديد مع الكواكبي، كون الاستبداد أصل الداء والمعضلة الكبرى، وهو استبداد يقسم ولا يوحد، يفرق ولا يجمع، مستغلا في ذلك كل أنماط الخطاب، الفكري والديني والثقافي وغير ذلك، وأن تجاوز ذلك، في تفكيك البنى التي يقوم عليها، وتركيز النظر على الوعي الدستوري الحديث، وإرساء دعائم المواطنة، وتقييد صلاحيات السلطة والحكم بالقانون، ذلك أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة.
لا يوجد صور مرفقة
|
64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//
فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//
ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//
القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//
أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//
ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//
المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//
الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//
نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//
فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//
مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//