ما هي الفكرة؟
سؤال قد يبدو لوهلة فلسفياً، والإجابة عنه لا تكاد أن تكون محصورة بتعريف محدد. فالفكرة هي أصل الأشياء، وهي صورة العقل، وتمثيله الواقعي لشيء ما، والفكرة هي المفهوم الذي نرغب بإيصاله إلى الناس حول موضوع ما، وهي «عمل ترابط» كما وصفها الشاعر الأمريكي روبرت فروست، وهي كل ما يخطر في العقل من أشياء وحلول واقتراحات. والفكرة هي نتاج العصف الذهني، الذي يضع الأشياء كلها على الطاولة ويقوم بتحليلها، أملاً في الخروج بمشروع لافت للعين وجاذب للآخرين.
أصل الاختراعات والابتكارات فكرة، وعليها يقوم المستقبل. قد يستهين بها البعض حيناً، ولكن على أكتافها يقوم النجاح الحقيقي، وكل ما حولنا من إنجازات كان أصله فكرة، زرعت في أرض خصبة وسقيت بماء الاجتهاد، وأينعت إنجازاً.
وفي بلادنا كثيرة هي الأفكار، التي ما أن كبرت حتى تحولت إلى فرص، عادت على أصحابها بالفائدة والخير، وأضحت نموذجاً يحتذى به، كما مهرجان دبي للتسوق، الذي كان قبل أكثر من ربع قرن، مجرد فكرة وحبراً على ورق، ولكنه اليوم أصبح علامة بارزة في سجل دبي، وما أن يطل برأسه حتى ترتدي «دانة الدنيا» أجمل حللها، استعداداً لاستقبال زوارها، لتنعشهم بما تقدمه من عروض وترفيه «عالي المستوى»، وكذلك حملة «أجمل شتاء في العالم» كانت مجرد فكرة، وها هي الإمارات تحتفي بهذه المبادرة للعام الثاني على التوالي، وقد تحولت إلى دفء يلم شمل العائلة، والأمر ذاته ينسحب على معرض «إكسبو 2020 دبي»، الذي كانت استضافته مجرد فكرة، وقد أصبحت واقعاً، حيث استطاع أن يستقطب أكثر من 8 ملايين زائر خلال 3 أشهر أو أقل، ومطار دبي كان بالأصل فكرة وحلماً، وها هو اليوم يفتح أجواءه أمام الملايين من البشر. أصل الأشياء هي فكرة، إن تمت دراستها جيداً، ستغدو مشاريع ناجحة.
مسار:
الفكرة هي تحليل للوقائع والأحداث، والخاطرة الأكثر شمولية