بقلم: نشرها نارام سرجون
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 07-12-2024 - 206 في هذه اللحظات تجلس العائلات السورية تنتظر الاخبار .. القلق هو مايجمعها .. وقد عدنا الى سنوات الحرب الأولى وزمن 2012 .. عدم وضوح الرؤية هو مايسبب القلق اضافة الى التغطية النارية الاعلامية المفرطة في قسوتها على قلوب السوريين .. وللأسف بسبب غياب التغطية الاعلامية الذكية والناجحة للحرب .. وفارق الامكانات الاعلامية بيننا وبين العدو .. أَسَدٌ عليَّ وفي الحروب نعامة الناس نسوا اننا خضنا الحرب منذ عام 2011 وحدنا وبقينا بلا سند او حليف حتى عام 2015 حيث دخل الروس جوا في أخر سنة في الحرب الى جانب الحليف الايراني الذي أرسل بعض المتطوعين الى جانب المحبين والخلص في حزب الله العظيم .. لكن من صنع النصر هو شباب الجيش العربي السوري ورجاله .. ينسى الناس أننا مررنا بما هو أقسى وأننا تراجعنا في يوم مضى في ايام الحرب وتخلينا عن جغرافيات كثيرة .. وينسى الجميع اننا دوما كنا نملك اوراقا لايملكها أحد في الشرق الاوسط وهي لاتزال في يدنا .. أوراق عسكرية لم نتخل عنها وبقيت في يدنا .. من أجل لحظة مثل هذه اللحظة .. اليوم يتكرر المشهد .. ويعيد التاريخ نفسه .. ولكنني ارى في المشهد أيضا ان الجيش ينسحب بمرونة ويتجنب الخسائر وصارت خارطة الطريق في الحرب واضحة لديه .. وصار دور حلفائه واضحا .. كما أن الجيش ابدى انضباطا مذهلا ولم يظهر عليه الضعف والتردد والقلق الذي ظهر في بدايات الحرب عام 2011 و 2012 حيث ظهرت انشقاقات الضباط والجنود وانتشرت حالات الفرار .. اليوم هناك حماس منقطع النظير لدى الشباب للالتحاق بالجيش وهناك حالة من الوطنية التي تفجرت وسط هذا القلق .. وغابت حالة التردد والتذكير بالفاسدين وخيبات الامل .. فالوطن أهم من النفس والروح .. وغابت حالات الانشقاق والتمرد والفرار .. والجيش متماسك جدا ويبدي ثقة وشجاعة في القرار .. لأنه تمكن من اعادة بناء نفسه واستبعاد العناصر الضعيفة الوطنية .. اليوم ستكون للمعركة البرية أهمية قصوى وسيكون للحشد البشري الكلمة الفاصلة .. فالكتلة الفوضوية المسعورة التي دفع بها اردوغان الى الاراضي السورية تحتاج الى ان يتم استئصالها ومنع اعادة تكوينها .. ولذلك فان القلق الاسرائيلي من الحشد السوري الضخم والحلفاء على الارض مبرر لأنه عدو ذكي ولايستمع لاعلام الجزيرة و”هوبراتها” وشعبويتها .. وحشدنا سيكون مختلفا هذه المرة .. وسيكون حتى قريبا منها .. اردوغان يحاول ان يخيفنا بتصريحات عن نيته الوصول الى دمشق .. وهو يتصرف وكأنه السلطان سليم الاول .. رغم انه سيدخل التاريخ مثل السلطان عبد الحميد بخروجه المذل من سورية .. وأردوغان قد حاول قبل اليوم الصلاة في الجامع الأموي وراودته نفسه وأحلامه العثمانية ان يصلي في جامعنا الاموي .. واليوم هذه هي المحاولة الثانية له .. ولكن سيموت ويبعث وسيموت ويبعث وسيموت ويبعث وسيدخل جهنم ولن يدخل دمشق ولن نسمح له ان يدنس جامع بني أمية .. جامع كل السوريين ورمز امبراطورية دمشق العربية الاموية .. وسيكون بامكانه ان يدخل في ثقب ابرة ولكنه لن يدخل دمشق .. والمعركة التي ستحصل الآن ستثبت أننا أصحاب المعجزات .. معجزة الانتصار في الحرب الكونية الشهيرة التي صنعناها .. وأيضا هذه المعركة التي لن تنتهي الا بنصر ناجز .. وسيعرف الاعداء من هو الرئيس بشار الاسد .. ومن هو الشعب السوري .. ومن هو الجيش السوري ..
لا يوجد صور مرفقة
|