هل هناك من وسام أعلى من وسام أرفع من سيف العدو الذي يرفع في وجهك؟
لايوحد وسام او شهادة تقر بأنك بطل الا سيف عدوك عندما يرتفع في وجهك .. وكل الأوسمة تنحني امام سيف عدوك وهو يبارزك .. فلا وسام يرفعك مثل ان يقر عدوك انك تستحق ان تطعن بسيفه وتستحق ان يبارزك ..
بالأمس اعطى نتنياهو وسام الشجاعة لعدوه الاكبر الرئيس الأسد عندما خصه بالتهديد الشديد وحذره بلغة الوعيد بألا يلعب بالنار .. ونحن أعلم بنتنباهو من نتن ياهو نفسه وأعلم به من سارة زوجته ..
من بين كل الامة العربية والاسلامية الطويلة والعريضة لم يقرر نتنياهو أن بهدد الا شخصا واحدا .. لأن نتنياهو هو أعرف اليهود بأشرس اعداء اسرائيل .. ترك نتنياهو 55 دولة اسلامية واختار الاسد .. لأنه يعلم ان سورية تساوي 55 دولة اسلامية وأنها العدو المر لاسرائيل وأن كل بلوى اسرائيل هي من هذه الـ”سورية” التي تقف كالعظمة في حلقه فلايقدر أن يبلع بسببها شعوبا عربية بأكملها .. بعد ان بلع مصر وتركيا والخليج والمغرب والسودان شعوبا وحكومات .. واذا لم يبتلع سورية فسيتقيأ كل ماابتلعه في الشرق مهما طال الزمن..
ترك نتنياهو كل ثرثرات الخليفة العثماني اردوغان التي لم يعرها اي اهتمام ومسح بها مؤخرته .. وألقاها في استانبول في مسجد اياصافيا .. فهو يعلم ان أردوغان حليفه السري وكلب الناتو الخادم الأمين .. وعندما مر بمصر ركلها بقدمه وسار غاضبا ليلقي خطابه .. وفي أثناء وصوله الى قرب الميكروفون ذكره البعض بملك البندورة الاردني فداس عليه وهرسه .. لم يكن أمام عيني نتنياهو سوى عدو واحد .. الأسد .. (أيها الأسد أنت تلعب بالنار !!!) .. *قالها والنار تقدح من عينيه ..
عجيب .. ألا يستحق هذا التهديد والوعيد ان يستنتج العربي ان الأسد هو الزعيم العربي الذي تسبب بكل بلاء اسرائيل ..؟؟ فلولا الأسد لما تورطت إسرائيل في اشرس وأخطر حروبها على الاطلاق في غزة ولبنان ..
فلو سقط الأسد وسورية لسقط حزب الله لأن إيران لاتقدر على الوصول إلى حزب الله من غير سورية .. ولو سقط الأسد لسقطت أهمية إيران في العالم .. فإيران لاتخيف العالم بمفاعلاتها النووية .. فهاهي باكستان نووية ولكن باكستان بعيدة عن اسرائيل .. فعصب العالم الغربي هو اسرائيل التي هي ابنة اوروبة وأندلسها وقاعدتها الاغلى .. وقرة عينها .. ولولا الأسد لما وقفت ايران على فم اسرائيل من الجولان الى جنوب لبنان .. لأن ايران طبعا لن يعطيها ملك البندورة موقعا على الحدود في الاغوار لكي تقترب من اسرائيل من المسافة صفر .. ولايمكن لملوك مصر المسلمين منهم والعسكر ان يقدموا سيناء لإيران لتقف على شبابيك نتنياهو من معبر رفع .. فمصر كلها صارت بلا شبابيك ولاأبواب .. ولامياه .. وهي في السياسة الدولية دورة مياه لأميريكا منذ كامب ديفيد .. ولو سقط الأسد وسقط حزب الله فكيف كان للسنوار هذه الجرأة على اسرائيل وكيف كان سيقاتل كل هذا القتال الشرس .. فالتدريب والتسليح لايمكن أن تغيب عنه قوى في الجوار .. ومن غير سورية وايران ..؟؟
من سيهدد نتنياهو؟ ملك السعودية ووولي عهده؟ لماذا؟ لأنهما غمزا لأجهزة الفتوى السعودية بالجهاد في فلسطين؟؟ ولكن نتنياهو نبش خزائنه وخزائن التاريخ عله يجد فتوى جهاد سعودية واحدة في فلسطين ليبرر تهديده للسعوديين فلم يجد ولافتوى واحدة طوال 100 سنة ماضية . رغم انه فتش ملايين الفتاوى ووجدها كلها للجهاد في افغانستان وسورية وليبيا واليمن والجزائر .. والفبين وداغستان والشيشان ..
من سيهدد نتنياهو؟؟ طبعا لا الامارت ولاقطر ولامغرب .. كلها ممالك ساقطة .. وكلها دورات مياه لاسرائيل ..
هل يهدد تركيا التي كانت تمده بالخضار والنفط والمتفجرات بسبب نفاذ المواد الاولية في معامل الذخيرة الاسرائيلية وتقوم بعملية اسناد له عبر ادلب وحشد الاسلاميين .. فكلما خشيت سورية ان يتحرك الجيش السوري كانت جبهة الاسناد الحقيقية لها في ادلب وشمال حلب حيث الصديق اردوغان يدير شؤون الشمال السوري .. وكما ابتدع حزب الله فكرة الاسناد لغزة فان اردوغان ابتدع فكرة الاسناد لاسرائيل عبر اشغال الجيش السوري وتحريك الجولاني ..
الأسد هو الزعيم الوحيد الذي تغير عليه طائرات نتنياهو كل يوم وتقصف كل شيء فيما تمر طائراته فوق العواصم العربية كما تمر غيمة هارون الرشيد الذي رأى غيمة فقال لها .. أينما ذهبت ياغيمة فان خراجك لي .. ونتنياهو هو هارون رشيد المنطقة .. فكل مافيها خراج لها .. نفط العرب واستثمارات العرب .. وجيوش العرب وأسلحة العرب وشعوب العرب .. الا شعب بشار الاسد وحسن نصرالل وشعب السنوار .. هؤلاء هم من يلعبون بالنار .. وهؤلاء من أشعل النار في مؤخرته .. ولذلك وجه ناره عليهم ..
نتنياهو يهدد الأسد وهو يدري ان الأسد عندما اختار ان يواجه الكون فلأنه شجاع .. وعندما اختار ان يقول للغرب لا .. فلأنه لاينتمي الى جوقة حسب الله العربية ..
نتنياهو يعلم أن الأسد يحمل وصية ألف عام .. وحلم ألف عام .. ومهمة ألف عام .. ولايقدر ان يخاف .. فمن يهمل المهام الصعبة لايحق له ان يخاف .. كما لم يخف نصرالله وكما لم يخف السنوار..
هذا النوع من الرجال لايفهمه نتنياهو .. فقد اعتاد ان يطأ كل زعماء العرب .. ويدوسهم ويبول عليهم واحدا واحدا .. ولكنه أمام الأسد يعرف انه لايقدر الا ان يرفع سيفه .. ويهدد .. وكأنه في استهدافه نصرالله سيخيف الأسد .. لأن هذا النتن لايعرف انه لايقدر ان يهدد السيد المسيح بالصلب لأن المسيح قد صلب .. ولايقدر ان يهدد الحسين بالقتل وسبي أهله .. فماذا بعد الصلب والقتل والسبي؟..
■ ماهي معركة حلب الثانية؟
كي لاندخل في تفاصيل الأشياء التي أعدناها مراراً فإن كل مانشهده منذ عام 2011 إلى يوم أمس هو معركة واحدة تتنقل .. وفكرة تغيير الشرق الأوسط لم تتغير .. والمتصارعون لم يتغيروا .. والأعداء لم يتغيروا .. فقط كانت استراحات للمحاربين ..
كان مشروع نتنياهو عندما عرضه على الامريكيين في آخر رحلة له ان يغير الشرق الاوسط من معركة غزة .. وان يكمل المهمة التي بدأت بالربيع العربي وتعثرت في سورية لقطع شرايين ايران وحبس روسيا والصين وتحطيم الخط الاوراسي .. *وكانت لحظة اعلان انطلاق مشروع الشرق الأوسط هي لحظة اغتيال السيد نصرالله التي نفذها حلف الناتو وليس اسرائيل .. حلف الناتو يفكر بطريقة تصفية الرؤوس التي وقفت ضده .. قاسم سليماني حسن نصرالله خامنئي .. الأسد .. بوتين .. للوصول إلى تصفية القوى التي يديرها هؤلاء القادة ..
كان اغتيال نصرالله اعلان ساعة الصفر .. وتوقع الاسرائيليون ان صفوف حزب الله انهارت بتصفية القيادات وفك شيفرة الاتصالات .. ولكن معجزة حدثت وهي ان الحزب صمد بشكل اسطوري .. وقاتل قتال الشياطين .. تعثرت اسرائيل وأنهكت وصار من الواضح ان المعركة تشتد وان لاسبيل لطريق دمشق بيروت من جنوب لبنان المستحيل .. ولكن البعض يتساءل عن سبب عدم رد سورية على استفزازات اسرائيل..
اردوغان من جديد كان يرسل التطمينات والوساطات انه يريد المصالحة .. وصار اعلامه يضخ تسريبات عن اوراق للانسحاب من ادلب وسورية .. ولكن المعلومات على الارض تقول انه يرسخ وجوده ولايتصرف بطريقة الذي يفكر بالانسحاب .. والتقدير كان ان اي معركة في الشمال ستسحب الحشد السوري في منطقة مواجهة محتملة اذا خرقت اسرائيل الجنوب اللبناني وعندها ستتدخل القوات السورية مباشرة ..
الاميريكون تابعوا حرب غزة في الشمال السوري ومن حلب .. فحرب غزة هي نفسها التي انتقلت الى جنوب لبنان ثم وصلت اليوم الى حلب .. لان المقصود بالحرب في الشمال السوري هو قطع شرايين ايران الباقية .. فامدادات ايران للحزب وسورية تتجنب المناطق الجنوبية المكشوفة وتسير عبر ممرات الشمال السوري ومطاراته .. لان ممرات العراق محكومة بوجود الامريكان في التنف والجزيرة السورية .. ولذلك فان أهم شرايين حزب الله وايران في سورية هي حلب وشمالها .. ولذلك تم تفعيل اردوغان من جديد .. حيث ان زر ايقاف التشغيل قد تحول الى زر تفعيل التشغيل .. اردوغان اليوم الذي تولى عملية استمرار الحرب على غزة ولبنان من ادلب وحلب .. وكان قرشه الابيض الجولاني والمعارضة السورية لهذا اليوم .. فقد خبأهم لمثل هذا اليوم .. وعاد الى لعب الحلم العثماني ..
لاشك ان مايحدث يقول أننا دخلنا مرحلة الحرب الفاصلة .. والطاحنة .. وتركيا دخلت بثقلها في الحرب ضد إيران وروسيا بشكل مباشر .. وحسمت أمرها .. أو لنقل أنها أنهت مرحلة المراوغة والتمسكن والمساكنة مع إيران و روسيا لانها ترى ان عهد ترامب جاء وهو سينسحب من سورية ولكن ليس لديه مانع بأن ترث تركيا مناطق قسد وشمال سورية لقطع شرايين إيران إلى المنطقة .. مما سيسهل على نتنياهو أن يكمل الحرب بعد مهلة 60 يوما حيث إيران لاتقدر ان تصل بسلاحها النوعي وامداداتها الى حزب الله فكل الطرق مقطوعة ومحاصرة ..
الأميركيون يفكرون أن ترامب يريد التخلي عن أوكرانيا وسيقبل ببقاء روسيا في سورية المحاصرة التي عزلت عن إيران نهائياً .. وبعزل ايران عن سورية ستضعف ايران جدا .. وربما يقترب تغيير داخل ايران عبر عملية عسكرية تشبه ضربة البيجر في لبنان واغتيال القيادات .. دون الحاجة لتغيير بعمل عسكري ضخم .. وبهذا يتغير كل الشرق الأوسط .. بإيران جديدة وسورية مقطعة وبغياب لحزب الله الذي سيموت تدريجيا وتنقلب عليه معادلات الداخل .. وسيتخلى عن سلاحه راضيا ويقبل باخلاء الجنوب من مقاتليه ..
لذلك هذه هي أحلك لحظات الحرب .. وهي التي ستصل إلى ذروتها قريبا جدا .. فكل ماادخرته الاطراف لهذه المواجهة سيخرج الى الساحة ..
انتظروا المواجهة الكبرى .. والتي كان لابد من ان تصل لحظاتها .. فبقاء جيب ادلب وتموضع تركيا وأمريكا في الشرق السوري لم يكن لإنهاء الحرب وإبقاء التوازن على حاله بل كان استعدادا لمعركة كنا نتوقعها في كل لحظة ولكن حرب غزة جرفتنا وشغلتنا .. واليوم انتقلت حرب غزة إلى حلب ..
أصدقكم القول أنني كنت اتوق الى هذه اللحظة التي انكشف فيها الجميع وتبين صدق تحليلي من ان الهدوء والمفاوضات هي أسلحة حرب .. وأن الهدوء ليس في صالح المقاومين والثوار .. وأن الشكوى من طول الحرب هي السبب في اطالتها بدل الشكوى من تباطؤها .. ويجب ان تنتهي الحرب أما بنصر مؤزر ونهاية المشروع الأمريكي الإسرائيلي في هذه المعركة الفاصلة .. ولايجب القبول بأنصاف انتصارات وأنصاف تحرير .. وهذا ماسيكون عليه القرار السوري الأكبر .. الذي كان يجب أن ينفذ عام 2018 .. وسيكتمل اليوم .. حرب حتى النصر واخراج كل ماادخرناه من خيارات استراتيجية كانت مخبأة لهذه اللحظة ..
أيها الاصدقاء .. تريثوا .. وتأكدوا .. وكونوا على يقين ان المعركة ليس ماتسمعون بل ماستسمعون به .. وسترونه .. فالقلب اشتاق للخروج من الهدوء والمفاوضات ..
قدرنا أن نحارب .. وسنحارب .. لأنه لاخيار لنا .. أما أن نسلم سورية ومستقبلنا جميعا .. أو أن نمسك كل المستقبل من حلب .. ويقينا انه لنا .. وستعرفون قريبا من الذي يلعب بالنار ..