جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

دروس وعبر في ذكرى النكبة | بقلم: هاني المصري
دروس وعبر في ذكرى النكبة



بقلم: هاني المصري  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
15-05-2016 / 14:52:34 - 1828
فكرت كثيرًا حول ماذا أكتب في ذكرى النكبة، ووجدت أنه من المناسب تقديم ما اعتبره بعض العبر والدروس المستخلصة من التجربة الفلسطينية منذ قيام "إسرائيل" على حساب الشعب الفلسطيني وحتى الآن.
سأبدأ بأكذوبة أن الرفض الفلسطيني والعربي لقرار التقسيم هو الذي ساهم في وقوع النكبة وجعل مساحة إسرائيل تصل إلى 78% من مساحة فلسطين الانتدابية، أي أكبر من المساحة التي خصصت لها في قرار التقسيم، وتصوير أنّ هذا "الخطأ" هو الذي منع قيام دولة فلسطينية على الضفة الغربية وقطاع غزة، وليس الرفض الصهيوني المدعوم من الدولة المنتدبة بريطانيا، ومن التواطؤ العربي، وبعد ذلك ساهم في حدوثه أخطاء فلسطينية.
تفنيد هذه الأكذوبة يمكن من خلال الإحالة إلى الوثائق الصهيونية التي باتت متاحة الآن، والتي تشير إلى وجود خطة صهيونية كانت موضوعة سلفًا لاستئناف العدوان والسيطرة على مزيد من الأراضي وممارسة تطهير عرقي لطرد أكبر عدد ممكن من السكان الأصليين، وتوسيع مساحة "إسرائيل" على أكبر مساحة ممكنة من الأرض، وهذا يؤكد أن "إسرائيل" ادّعت أنّ العرب برفضهم قرار التقسيم وشن الحرب على الدولة الوليدة لم يجعل أمامها مجال سوى الدفاع عن نفسها، وبما أنها هزمت العرب الذين حاولوا القضاء عليها فمن حقها بعد أن انتصرت عليهم أن تحصد الغنائم، مع العلم أن عدد وتسليح العصابات الصهيوينة العسكرية فاق كمًّا ونوعًا مجموع "الجيوش" العربية التي هبّت لنجدة فلسطين، وهذا بالإضافة إلى دعم دولة الانتداب للصهاينة أدى إلى هزيمة العرب، وليس رفضهم لقرار التقسيم.
لقد شُكّلت حكومة عموم فلسطين لكي تمارس سيطرتها على الأراضي الفلسطينية التي لم تكن ضمن "إسرائيل"، ولكنها لم تقف على رجليها بحكم رفض الحكام العرب وتواطئهم وتبعيتهم ورهانهم على حليفتهم العزيزة بريطانيا "صاحبة وعد بلفور".
لا يمكن محاسبة الشعب والقيادة على رفضهم تقسيم الوطن التاريخي على يد حركة استعمارية استيطانية إحلالية، لأن الموافقة كانت ستقسم الوطن والشعب والقضية، ولو حصل ذلك ووافقت القيادة الفلسطينية على قرار التقسيم لما بقيت قضية فلسطين حية حتى الآن.
لقد أحيت الثورة الفلسطينية المعاصرة القضية الفلسطينية بعد سنوات من وقوع النكبة، وما زالت حية رغم جميع المخاطر والتحديات التي تواجهها حاليًّا وتهددها بالتصفية.
طبعًا، كان بإمكان الفلسطينيين والعرب إعطاء اهتمام أكبر للشق الذي تحدث عن إقامة دولة فلسطينية (عربية وفق نص قرار التقسيم)، والتعاطي الإيجابي مع هذا الشق من دون الموافقة على القرار، وهذا كان سيفضح حقيقة الموقف الصهيوني منه، ولكن هذا على أهميته مجرد تفاصيل، لأن الأمر الحاسم كان ولا يزال الاختلال الفادح في ميزان القوى لصالح "إسرائيل" ومن يدعمها.
 فلسطينية القضية وعروبتها وعالميتها واستقلالية القرار الفلسطيني
من الدروس المستفادة من التجارب الفلسطينية أنه كان من الأخطاء الفادحة طمس البعد الفلسطيني في الصراع لصالح البعد العربي، خصوصًا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، أو العكس كما حصل منذ توقيع "اتفاق أوسلو" بتغليب البعد الفلسطيني بشكل طاغٍ طَمَسَ البعد العربي. ومن الخطأ الآن وضع ناصية القرار الفلسطيني في يد اللجنة الرباعية العربية، كما من الخطأ رفع الراية الأممية أو راية أي مشروع باسم القومية أو الدين على حساب البعد الفلسطيني الذي كان ولا يزال ويجب أن يبقى حاسمًا في إنجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية.
الفلسطيني صاحب الأرض والضحية ورأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني الذي هو تجسيد وامتداد لمشاريع الهيمنة الخارجية على المنطقة، وعلى هذا الأساس من الخطأ إهمال البعدين العربي والدولي، لأن احتلال فلسطين لم يستهدف فلسطين فقط، وإنما يهدف إلى إبقاء المنطقة العربية أسيرة التخلف والجهل والفقر والتبعية والتمزق حتى تبقى مهيمنًا عليها ومنهوبة ثرواتها ومستغلة أسواقها.
لن يستطيع الفلسطينيون وحدهم تحرير فلسطين، بحكم تداخل المشروع الصهيوني مع مشاريع الهيمنة على المنطقة، ولكنهم لا يمكنهم الانتظار حتى يستيقظ المارد العربي أو الإسلامي أو الأممي، بل من واجبهم إبقاء جذوة الصراع مشتعلة وإنجاز أقصى ما يمكن تحقيقه في كل مرحلة؛ فالثورة فلسطينية الوجه عربية العمق عالمية الآفاق والأبعاد.
المقاومة المسلحة والسلمية والعمل السياسي
لقد أعطت الثورة الفلسطينية بعد انطلاقتها، وخصوصًا حركة فتح المقاومة المسلحة اهتمامًا طاغيًا، لدرجة إطلاق شعار "هويتي بندقيتي"، وأن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد، وبعد ذلك أصبح الرئيسي لتحرير فلسطين، ثم انقلبت القيادة الفلسطينية على منطلقاتها واعتبرت أن المفاوضات وبقية أشكال العمل السياسي السلمية هي الطريق الوحيد لإنجاز الحقوق والأهداف الوطنية، لدرجة تجاوزت في تنازلاتها التخلي عن الكفاح المسلح عند توقيعها لاتفاق أوسلو لتصل إلى إدانته وإعلان نبذه والتخلي عنه واعتباره نوعًا من الاٍرهاب، إضافة إلى الاعتراف المشؤوم بحق "إسرائيل" في الوجود على 78% من أرض فلسطين من دون اعترافها بأي حق من الحقوق الفلسطينية.
وعندما فشل نهج المفاوضات حياة وإلى الأبد، وعندما تفشل المفاوضات، فالحل يكمن في المزيد من المفاوضات أو انتظار انطلاقها، وأقصى ما يتم فعله العمل من أجل تحسين بعض شروطها، وتوفير رعاية دولية شكلية لها.
الخلاصة التي يمكن الخروج بها من تجربة الكفاح الفلسطيني أنه يمكن ويجب الجمع ما بين المقاومة المسلحة والسلمية، كما يمكن التركيز على شكل دون آخر، أو اعتبار هذا الشكل أو ذاك الرئيسي في هذه المرحلة أو تلك، على أساس حساب مقتضيات وظروف المرحلة والجدوى لجهة حساب التناسب بين الأرباح والخسائر، ولكن من دون التنازل على ما أكدته الخبرة المستفادة بعد أكثر من قرن من الكفاح من أنّ حق الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال في المقاومة المسلحة مقدس ومكفول في قرارات الأمم المتحدة وفي القانون الدولي الإنساني وفي جميع الأديان، وتخضع ممارسة هذا الحق للاستراتيجية السياسية في كل مرحلة والمرجعية الوطنية المعتمدة لتجسيدها.
ما يحدد شكل أو أشكال النضال ليس طرفًا واحدًا أو عنصرًا واحدًا، وإنما طبيعة الصراع، وخصائصه، وموازين القوى، والأطراف والعوامل المؤثرة فيه، واستعداد أو عدم استعداد طرف أو طرفي الصراع للتوصل إلى تسويات، ومدى استخدام القوة والدمار والموت، فلا يمكن مواجهة المجازر الإسرائيلية واستخدام القوة المفرط من قبل "إسرائيل" بالمقاومة السلمية وحدها، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثير غياب العمق العربي والإقليمي والدولي والاستراتيجي على الكفاح المسلح بعد المتغيرات المحلية والعربية والإقليمية والدولية، وانهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومته الاشتراكية وحركة التحرر العالمي والتضامن العربي، وخصوصًا في ظل الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية حاليًّا.
الممكن والمستحيل ... كل شيء أو لا شيء
انطلقت الحركة الوطنية الحديثة من مسلّمة مفادها أنه يمكن تحرير فلسطين بضربة واحدة أو دفعة واحدة بعد تحقيق الوحدة العربية، أو قيام دولة الخلافة الإسلامية، وأن لا مكان للمراحل والتسويات المؤقتة؛ لذا اعتبرت في البداية كل من يتحدث عن التسوية أو الدولة على جزء من فلسطين خائنًا، ثم انقلبت أوساط رئيسية نافذة في الحركة الوطنية واعتبرت أن تحقيق "شيء أفضل من لا شيء"، وطالبت "بإنقاذ ما يمكن إنقاذه"، ومضت بعيدًا في هذا الاتجاه، لدرجة وصلت فيها إلى التنازل عن معظم فلسطين والمساومة على حق العودة وعلى سيادة ومساحة الدولة الفلسطينية دون أن يؤدي ذلك إلى تحقيق أي شيء، بما في ذلك إقامة الدولة على جزء من فلسطين.
محصلة هذا النهج ضياع كل شيء؛ فلم يتم الحفاظ على وحدة القضية والأرض والشعب، ولا على الرواية والحقوق التاريخية، ولم يُحرر أي جزء من فلسطين.
الدرس المستفاد من كل ما سبق، أن تحقيق شيء أو الممكن، والأصح أقصى الممكنات، في كل مرحلة لا يمكن أن يتعارض مع الحقوق والمبادئ والأهداف، شرط ألا يكون ثمنه التنازل عن المصالح والحقوق الأساسية. فما قيمة تحقيق إنجاز إذا كان ثمنه التنازل عن القضية؟!
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


إعادة هيكلة إسرائيل في المستقبل
بقلم: د.جهاد عودة

صك الانتداب على فلسطين.. تمهيد للنكبة
بقلم:



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب هاني المصري |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//