جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المجلس الاجتماعي

الرئيس الإيراني في العراق.. لماذا وماذا أراد وماذا حقّق؟ | بقلم: محمد صالح صدقيان
الرئيس الإيراني في العراق.. لماذا وماذا أراد وماذا حقّق؟



بقلم: محمد صالح صدقيان  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
19-09-2024 - 121

اختتم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أول زيارة خارجية له من بوابة العراق، تاركاً خلفه الكثير من الأسئلة التي كانت سبقت الزيارة وواكبتها من دون الحصول على أجوبة شافية.

زيارة بزشكيان إلى العراق “كانت ناجحة بكل المقاييس”، من وجهة النظر الإيرانية الرسمية. إنّها الأولی للرئيس الإيراني بعد تشكيل حكومته الجديدة، وهذا الاختيار والتوقيت له دلالات متعددة خصوصاً أنّه زار إضافة إلی العاصمة بغداد، كلاً من أربيل؛ السليمانية؛ النجف؛ كربلاء والبصرة والتقی العديد من الفعاليات السياسية والشعبية.

ثمة مدن للمرة الأولى تستقبل رئيساً إيرانياً مثل أربيل والسليمانية والبصرة. الزيارة تخلّلها توقيع 14 مذكرة تفاهم في مجالات متعددة كالسياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام والسياحة.

البعض نظر إلى هذه الزيارة نظرة تشكيك أو محاولة استغلال دولة جارة علی خلفية محاولة تجاوز المقاطعة الاقتصادية التي تتعرض لها إيران أو الالتفاف عليها.. على قاعدة أن العراق يُعتبر المتنفس الإقتصادي الأبرز لإيران.

البعض الآخر قال إن الإيرانيين يُريدون استباق الإنسحاب العسكري الأمريكي من العراق خلال العامين 2025 و2026 وبالتالي يحاولون سد الفراغ الذي سيتركه الأمريكي والتواجد محله.

أما البعض الثالث، فقد رأی أن زيارة بزشكيان لإقليم كردستان والتحدث باللغة الكردية مع وسائل اعلامها يهدف إلی تطوير علاقات إيران مع الإقليم وإعادة صياغة هذه العلاقات وتحديداً مع أحزابه الرئيسية كالحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني من أجل محاولة ترويض الأكراد الإيرانيين واستخدامهم في تحسين الوضع السياسي في المناطق الإيرانية التي تقطنها غالبية كردية.

لا أريد الدخول في صحة ما يتم تداوله من ملاحظات؛ لكن وقائع التاريخ والجغرافيا بين العراق وإيران تشي بغير ذلك. فامتلاك البلدين حدوداً مشتركة تزيد علی الألف وثلاثمئة كيلومتر تصطف بالقرب منها مدن البلدين من أقصی الشمال إلی أقصی الجنوب.. يُعطي لهذين البلدين مقومات جيوسياسية وجيواستراتيجية تصب في خدمة مصلحة البلدين والشعبين. زدْ على ذلك العوامل التاريخية والدينية والثقافية والاقتصادية التي تمتد في عمق التاريخ وتشكل نقاط قوة تخدم مصالح البلدين خصوصاً أن الحكومات التي حكمت العراق قبل العام 2003 حاولت السير عكس التيار وبدّدت بذلك مصالح الشعبين العراقي والإيراني علی حد سواء. واللافت للانتباه أن شعبي البلدين الجارين سارعا للمعانقة بعد العام 2003 وتمكنا من تخطي الحواجز من دون إذن من أحد ومن دون قرار سياسي من قيادتي البلدين؛ وما لمسه الرئيس بزشكيان في كل المدن العراقية التي زارها من حفاوة رسمية وشعبية وسياسية يعكس حقيقة هذه الأجواء، سواء في بغداد أم في الاقليم الكردي أم في بقية المحافظات والمدن العراقية.

وثمة ملاحظة من المفيد سوقها، فإيران تُعتبر من الدول الفريدة من نوعها التي تحدُّها 15 دولة تربطها بها علاقات اقتصادية مميزة سواء من الشرق حيث شبه القارة الهندية ودول آسيا الوسطی والصين وروسيا أو من الشمال حيث تركيا ومن الغرب حيث العراق مروراً بدول مجلس التعاون وانتهاء بسلطنة عمان وبالتالي نجحت إيران بتطوير علاقاتها التجارية وبتجاوز ظروف المقاطعة خلال العقود الأربعة الماضية.

ولا أريد هنا التقليل من حجم المخاطر التي تفرضها ظروف المقاطعة الظالمة علی الشعب الإيراني لكنني أعتقد أن من يقول إن إيران تستغل العراق للتنفيس الاقتصادي لا يُصيب كبد الحقيقة.. أو أن إيران تريد أن تملأ فراغ الإنسحاب الأمريكي. هذا الانسحاب سيقتصر علی القوات القتالية وطهران لا تريد أن ترسل قوات عسكرية إلى العراق لتحل محل القوات الأمريكية؛ أما ما يتعلق بالوضع الكردي، فأي قراءة تاريخية للعلاقة بين إيران والحركة الكردية العراقية خلال العقود السبعة الماضية كفيلة بدحض مثل تلك التصورات. العلاقة بين إيران وأكراد العراق علاقة متميزة قبل العام 2003 تاريخ الغزو الأمريكي للعراق وبعده؛ وما حصل من توترات لأسباب معروفة، نجح الجانبان في تجاوزها عندما زار رئيس الإقليم نجرفان برزاني طهران في مايو/أيار الماضي ليعيد بوصلة العلاقات إلى طبيعتها بما يُحقّق مصالح الشعبين والبلدين بعيداً عن تدخلات الآخرين.

زيارة الرئيس الإيراني تناولت أربعة ملفات أساسية:

الملف الأول؛ اقتصادي لمتابعة عملية تحرير الأموال الإيرانية المحتجزة في البنوك العراقية بسبب رفض الجانب الأمريكي السماح لهذه الأموال المتعلقة بمبيعات الغاز والكهرباء والمشتقات النفطية بالانتقال لإيران؛ إضافة إلی معالجة مشاكل التجار في كلا البلدين ووضع أطر مناسبة للتعامل التجاري وضمان رؤوس الأموال في الاتجاهين.

الملف الثاني؛ أمني ولا سيما لجهة متابعة الخطوات الأخيرة التي بدأها العراق بتفكيك معسكرات الحركات الكردية الإيرانية المنشقة بالقرب من الحدود الإيرانية وتأمين هذه الحدود لتكون حدوداً آمنة وتطوير عمليات التبادل التجاري والتنمية وإعادة بناء المدن المتضررة من تواجد تلك المجموعات المسلحة التي تضر بإيران ولا تخدم العراق.

الملف الثالث؛ متابعة خط سكك الحديد الذي يربط مدينة الشلمجة الإيرانية بمدينة البصرة العراقية والتأكيد علی أهمية هذا الخط الاستراتيجي للبلدين خصوصاً أنه يستطيع أن يتصل بشبكة سكك الحديد في البلدين ليصل العراق بآسيا الوسطی من جهة وشبه القارة الهندية والصين وروسيا من جهة أخری؛ فيما يربط إيران بتركيا وأوروبا ولربما بسوريا والبحر الأبيض المتوسط مستقبلاً.

الملف الرابع؛ استمرار جهود العراق السياسية والدبلوماسية لترطيب العلاقات بين إيران والدول العربية وتحديداً الأردن ومصر، وذلك في محاولة لاستسنساخ تجربة استضافة الجلسات الأولى للحوار السعودي الإيراني في العراق والتي أفضت إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من بوابة بكين في مرحلة لاحقة..

في المحصلة، يصبُ تطوير العلاقات البينية بين دول الإقليم في مصلحة شعوب المنطقة والأمن الإقليمي والاستقرار في هذه المنطقة التي تتطلع إلی عناصر الأمن والسلام والتعاون والتنسيق. (


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//