الرؤية الاستعمارية الصهيونية لـ”أرض اسرائيل” وخريطة الإبادة الجارية ضد الشعب الفلسطيني! | بقلم: نواف الزرو
الرؤية الاستعمارية الصهيونية لـ”أرض اسرائيل” وخريطة الإبادة الجارية ضد الشعب الفلسطيني!
|
بقلم: نواف الزرو
استعرض مقالات الكاتب |
تعرف على الكاتب
04-09-2024 -
256
ربما تكون شهادات وتصريحات كبار الحاخامات اليهود بشأن”أرض إسرائيل الكبرى” و”الكاملة” و”اختطاف فلسطين” وإاقتلاع الشعب الفلسطيني وتهجيره”هي الأهم والأخطر دائماً وخاصة في ظل هذه الحرب الابادية الاجرامية على اهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية.. وهي التي تشكل أساس وبوصلة السياسة الرسمية للدولة الصهيونية، ويربط أولئك الحاخامات بين الرؤية الاستعمارية الاستيطانية اليهودية و”أرض إسرائيل الكبرى”من منظورهم وخريطة الإبادة الجارية ضد شعبنا الفلسطيني..!
وفي هذا السياق وفي احدث فتاواهم المرتبطة بالعدوان الإبادي على غزة، قال الحاخام الإسرائيلي اليميني المتشدد عوزي شرباف” إنه يجب عودة الاستيطان إلى غزة كما أن كلا من شبه جزيرة سيناء ونهر النيل أراض إسرائيلية”، مضيفا خلال مؤتمر “الاستيطان في قطاع غزة”، الذي عقد بتل أبيب وبحضور أعضاء الكنيست، وفق صحيفة “هاآرتس الاربعاء -2023-12-10” أنه أمام إسرائيل فرصة تاريخية عظيمة لإستعادة أراضيها التوراتية مرة أخرى.”وتابع: “قطاع غزة هي القضية وفي هذه المرحلة العظيمة لدينا فرصة تاريخية مع اقتراب مجئ المسيح، فنحن في أيام فتح لنا فيها فتح عظيم للاستمرار في تحرير أرض إسرائيل في جنوب البلاد في غزة وما حولها”، وقالت الصحيفة التي تنتمي للتيار اليساري المعارض للحكومة الإسرائيلية،| إن مجموعة كبيرة من الحاخامات يرون أن كارثة 7 أكتوبر فرصة لإعادة الاستيطان في قطاع غزة إلى مجده السابق، ويحاولون تنويع الجمهور المستهدف”.فيما قال مايكل بيكار، أحد زعماء المستوطنين: “إذا لم يكن هناك شخص مجنون، فلن يحدث شيء. أرى أن هناك الكثير من المجانين هنا ويجب إستعادة أراضينا”.
كما انتشر في مواقع التواصل مقطع فيديو للكاتب الإسرائيلي آفي ليبكين، حيث توقع “أن تمتد حدودهم من لبنان للصحراء الكبرى أي السعودية، ومن البحر المتوسط إلى الفرات”، وفي مقطع الفيديو، قال ليبكين في تصريحات إعلامية: “أعتقد أن حدودنا ستمتد في نهاية المطاف من لبنان إلى الصحراء الكبرى أي المملكة العربية السعودية، وذلك بعد ضم مكة المكرمة والمدينة المنورة وجبل سيناء، ثم من البحر الأبيض المتوسط إلى الفرات”، وأردف: “الموجودون على الجانب الآخر من الفرات هم أصدقاؤنا الأكراد.. إذا لدينا البحر الأبيض المتوسط خلفنا والأكراد أمامنا.. ولبنان الذي يحتاج حقا إلى مظلة حماية إسرائيل وبعد ذلك أعتقد أننا سنأخذ مكة والمدينة وجبل سيناء
وفي أساس هذه الرؤيا الاستعمارية الاستيطانية لهم هناك ما يسمى “الاحتلال العظيم”:أي توسيع مملكة إسرائيل حتى الحدود الموعودة في العهد القديم. وتقول لجنة حاخامي مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة والقطاع في هذا الصدد:”كل من في قلبه إيمان.. لا يجب أن يساهم في خيانة وعد الرب الوارد في توراتنا والتي وعد بها شعب إسرائيل بأرض إسرائيل..”، والحاخام دودي شبيتس، من رؤساء كتاب حركة “قيادة يهودية”، يقرر: “الحفاظ على العهد الذي وعدت به البلاد لأبناء أبينا ابراهيم، ليس موضوعاً للمفاوضات. هذا إرث شعب إسرائيل.. وأقوال مشابهة كتب فيها “موتى كرفن” منظر”القيادة اليهودية” يقول أن”الوعي العقائدي يتناول حدود أرض إسرائيل كحدود الوعد، الحدود الواسعة، في يوم ما سنعود إلى أنفسنا، نقف على وعينا ونخرج في حرب الفريضة لتحرير البلاد”. والبروفسور هيلل فايس، أحد المنظرين والكتاب المهمين للحركة كتب يقول في كتابه “سبيل الملك” أموراً لا تقل حزماً عن ذلك. وعلى حد نهجه فان “غاية الكفاح المسلح هي إقامة دولة يهودية في كل أرض تحتل من نهر الفرات وحتى جدول مصر”، وفي موقع “قيادة يهودية” يمكن إيجاد دعاية لهذا الكتاب بل وأقوال تضامن مع مضمونه.
و”علم خلاص أرض الميعاد لإبراهيم لا يرفع علنا ولكن أحداً لم يلقه فهو ينتظر محروس بعناية، كي لا يوقظ شياطين الخوف العلماني من حروب الاحتلال ومن الواقع الديني الذي سيسود إسرائيل في أكنافها”.
وعندها، كما يقول غينسبرغ “من واجبنا أن نفرض على كل قادمي العالم الفرائض السبعة المريحة، وإلا فسيقتلون”.
ليتبين لنا في ضوء كل هذه التصريحات التوراتية الموثقة أننا أمام أدبيات توراتية حاخامية صهيونية تتحدث عن “أرض إسرائيل الكاملة” من النيل إلى الفرات، ولتتحول هذه الأحلام التوراتية في زمن الصهيونية السياسية إلى أهداف وخطط ومخططات ومؤامرات صهيونية صريحة مدعومة من الغرب الاستعماري وفي صميمها”اختطاف فلسطين كاملة من نهرها الى بحرها، وإلغاء وجود الشعب الفلسطيني وشطب حقوقه كاملة في الوطن والتاريخ والسيادة عبر نهج وحروب الإبادة المفتوحة الجارية التي نتابعها بالبث الحي والمباشر على امتداد مساحة غزة والضفة الغربية…!
في الحقيقة وميدانيا هم يجمعون ويعملون من أجل تحقيق هذه الاحلام التوراتية، بينما يحتاج الرد عليها وإحباطها الى أوسع جبهة وطنية فلسطينية عربية عروبية حقيقية وفاعلة…؟!
|