يا صبْرَ أيّـوبَ قد ضاقـتْ بـنا الـسُّـبُـلُ فلا
هـدىً يُـرتجـى فـيـنا ولا أمـلُ
أقدامنا في ذرى الإفـسـاد راسخة ٌ
يـنـوشُـنا الـشـرُّ فـالأمـراضُ والعِـلـَلُ
وخِـفـَّة ُ العـقـل وشْـمٌ في مـسـارحنا وفي
رباها تـسـاوى الذئبُ والحملُ
فإن هَمَمْـنا إلى العـلياء نقـْصدُها يـنوءُ من
سـيـرنا الإعـياء والـفـشـلُ
تسـوسـنا داهـيات الدهـر مظـْلمة ً ويـسـتـظـلُّ
حـمانا الوهْـنُ والمـلـلُ
وقد صبرنا على الأوباش تنهـشُـنا فضاق من
صبرنا الجلمودُ والجـمـلُ
يـسـودُنا جاهـلٌ في كـل ناحـيةٍ والجـهـل
يَعـصمُـهُ والـمـكـرُ والحِـيَـلُ
إذا العـدوّ أتى الأوطان يُـرهـقها يـسـود
حـكامـنا الاحجـامُ والـوجـلُ
وإن أتى الشعبُ يشكو من مظالمه به اسـتهانـوا
فـلا عـارٌ ولا خـجـلُ
يسوٍّفون حـقـوق الناس في صلفٍ فـتـلـك
مهـنتهـمْ قـد حَـفـَّهـا الدجـلُ
تـبّـاً لـنا ولـنـا الـحـكـّام سـائـمـة ٌ صُـمٌّ
وبُـكـْمٌ فـلا قـولٌ ولا عـمـلُ
فـكـيـف نـُصبحُ والأخطار داهمة ٌ وكـيـف
نـُمـسـي وفـيـنا الذلُّ يعـتـمـلُ
نـسْـتعْـذبُ الكُـفـْرَ بالألـوان نـرْسـمُـهُ
ورأس أفـكارنـا يعْـلو بهـا هُـبَـلُ
ونخـزنُ الحـقـدَ أطـبـاقـاً مُـكدَّسـة ً
ويـزعـمُ الغِـرُّ فـيـنا أنـَّهُ الـبـطـلُ