إيران تعلم أن تحرير فلسطين لا يمكن أن يتم بمواجهة عسكرية بين جيوش نظامية، فقد جرب ذلك العرب وتم هزيمة 6 جيوش في ساعات، وإيران تتعرض لحصار وعقوبات منذ عقود بينما جيش الكيان الصهيوني لديه أفضل ما اخترعه الانسان في القوة العسكرية ويضاف له دعم مباشر من كل الدول العظمى لذلك ليس من الحكمة مواجهته بجيش نظامي وبعيد عن حدوده.
فالحل هو حرب الاستنزاف بحرب العصابات وتشكيل جبهات المقاومة من داخله ومن الدول المجاورة له.
فعندما بدأت إيران قبل عقود بإعداد العدة لتحرير القدس كانت تعلم جيدا أن مواجهة هذا العدو لا يمكن أن تتم من الجبهة الداخلية لفلسطين فقط، والتي تحاصر من الوصول إليها من الدول المطبعة، لذلك بدأت بتشكيل عدة جبهات سوف تشارك في حرب التحرير الكبرى القادمة،
اليوم يتبين لنا صحة ودقة تلك الخطة وأنها تتميز بذكاء واستشراف للمستقبل، فلن تستطيع أن تحرر القدس والخونة والمطبعين يحيطون بالصهاينة ويضربونك من الظهر وأنت تحارب العدو.
إيران كذلك خصصت فيلق للقدس وهو من أشرف وأسند كل الجبهات ومنها جبهة غزة، وخصصت إيران يوم القدس العالمي للاحتفال بهذا اليوم.
اليوم نرى فاعلية وفائدة تشتيت العدو بأكثر من جبهة، فاليمن أقام حصار على الصهاينة، والعراق يضرب القواعد الامريكية التي تقدم الإسناد للصهاينة، وسوريا توفر المدد والطريق للأسلحة نحو جبهة لبنان، ولبنان يستنزف الكيان الغاصب حتى لا يهجم على غزة بكل قوته، والضفة تتحرك بالعمليات والتفجيرات والدهس، وسوريا أعطت قواعد متقدمة للقيادة والمراقبة،
بينما العائق الذي ما زال يعيق إيران من تدمير الكيان الصهيوني وتوصيل السلاح للجبهة الداخلية سواء بغزة أو الضفة هي الأنظمة العربية المطبعة والمحيطة بالكيان والتي تحارب كل من حاول أن يوصل السلاح للداخل ولو بطريقة سرية،
ما نلاحظه الآن أن الخطة ناجحة والذي يؤخر إنهاء الكيان هي الانظمة المطبعة بالمنطقة والانظمة التي تحارب وتعادي إيران في تشكيل تلك الجبهات،
ورأينا دورهم بشكل واضح الآن في اليمن حيث يضغطون على الاطراف السياسية باليمن بمطالبة الغرب بالهجوم على أنصار الله وتصنيفهم جماعة إرهابية بسبب دعمهم لغزة!!
ورأينا بأن سموا منع السفن الصهيونية بأنها قرصنة، وهؤلاء من يراد لهم حكم اليمن لحماية ظهر الصهاينة،
كذلك رأينا دعمهم للاحزاب بلبنان ومطالبتها بسحب سلاح حزب الله، ورأينا الحرب الكونية التي شنوها على سوريا لإسقاط النظام الذي يدعم ويقف مع المقاومة، ورأينا كيف يضغطون على الحكومة العراقية لإنهاء الجماعات التي تقاوم الوجود الامريكي، ودعموا داعش لأجل السيطرة وإنهاء كل من يقاوم المحتل.
ناهيك عن حربهم العلنية والسرية على المقاومة البريئة في غزة والتي لم تعتدي على أحد ومع ذلك شيطنوها وكفروها وحملوها مجازر الحرب!!!
لذلك هذه الحرب كشفت لنا من هو العدو ومن هو الوفي المخلص لتحرير القدس والذي يقف مع الضعفاء،
إيران عرضت عليها خزائن الارض وكل ما تريد من الغرب فقط تتوقف عن دعم مقاومة الصهاينة، ولكن رفضت وتحملت الحصار لعقود والعقوبات وإثارة جبهتها الداخلية وتحملت دعم مجاني بالاسلحة لكل تلك الجبهات، والله تعالى سينصر إيران لأنها بقت وحيدة من أعد مشروع جهادي لتحرير القدس.
والبعض يتحدث أن لديها مصالح الخ، وهذا كلام ساذج لأن الغرب عرض عليها أن تسيطر حتى على المنطقة مقابل تتوقف عن دعم المقاومة وتحرير القدس ورفضت، ولا أحد سيتحمل كل هذه العقوبات وتدمير اقتصاده لعقود لو كان هدفه فقط مصالح لبلده.
نسأل الله أن ينصرها على الهيمنة الغربية وعلى لقيطها الصهيوني، وأن يسخر لها من الشباب العربي المجاهد والمخلص في تحرير القدس.
هذه الحقيقة التي صعب أن يفهمها من تعرض لغسل دماغ من الآلة الاعلامية الصهيوعربية.