ليسَ بعيداً عن قادة الدوَل العربية عنصر الوفاء لِمَن أوصلوهم إلى كرسي الحكم، وليسَ بعيداً عنهم التحوُل النوعي الذي يصيبهم عندما يكون الكيان الصهيوني يعيش أي ضائقة عسكرية او سياسية مع محيطه! فهُم يستميتون ويستشرسون ويظهرون شجاعه مبالغٌ فيها من أجل حمايته والدفاع عنهُ! أما عندما يتعلق الأمر بالشعب والقضية الفلسطينية يصبحون عاجزين مشلولين غير قادرين على فعل أي شيء لإنقاذ أطفال غزة من الموت إختناقاً!
أميركا التي خَفضت حرارة كل الجبهات على امتداد الأرض كرمَىَ لعيون أوكرانيا وتفرغت لها وجعلتها قضيتها المركزية، عندما وصل الخطر الحقيقي إلى قلب الكيان إنقلبت رأساً على عقب ورَمَت "بزيلينسكي" خلف ظهرها وحشدت الأساطيل في البحرين الاحمر والأبيض المتوسط خوفاً من سقوط إسرائيل حتى لا يعود الصهاينة إلى أمريكا وأوروبا فيسلبوهم نعمة النوم من عيونهم،
اما العرب فأصبحت خياراتهم ضَيِّقَة ومحصورة بإرضاء سيدهم الأميركي من أجل البقاء في السُلطَة ونهب ثروات ومقدرات البلاد َتقديمها إلى أمريكا وإسرائيل التي هجرتها الإستثمارات والشركات المالية الكبرى وأصبحت عملتها ليست ذات قيمة مقابل الدولار وخصوصاً بعدما انسحبت كبرى الشركات من البلاد وسحبت أرصدتها المالية الضخمة واوقفت شركات التأمين الكبيرة بوالص التأمين للسفن القادمة إلى ميناء حيفا وغيره من الموانئ الصهيونية وبالتحديد إيلات التي قصفها النمر اليمني بعنف وتركَ آثار دمارهِ فيها، والعين اليوم أصبحت مفتوحة على باب المندب بعدما احتجزت صنعاء سفينة إسرائيلية كانت تبحر في مياه البحر الأحمر،
بالعودة إلى الصهيوني الذي كان يبني عقيدته على أساس نقل الحرب إلى أرض العدو اليوم تدور المعارك وسط جسد كيانه المترهل الممزق، فهو فقد قوة الإندفاع العسكري خارج الحدود وأصبحَ أسير رد الفعل بفعل تنامي قدرات المقاومة الفلسطينية واللبنانية اللذآن يحاصرانه من الجنوب الغربي الفلسطيني ومن الشمال،
لذلك هو يحاول إخفاء عجزه في حرب غزة اليوم وإظهار بطشهِ وقوتهِ من خلال القصف المكثف والتدمير الممنهج للأبنية السكنية في القطاع، وحتى الآن بعد ٤٨ يوم من القتال لم يتمكن من تحقيق أي إنجاز سِوىَ بالنقاط من خلال توغله هنا بمسافة ٢٠٠ متر وهناك بمسافة ٥٠٠ متر فقط لا غير،
بينما لا زالت المقاومة تقاتل بشراسة ولم تستسلم (ولنّْ) تفعلها قطعاً،
وتحت عنوان فلسطين دولة أم دويلة نسأل ماذا تخطط واشنطن وإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني؟
بدايَةِ أخذت واشنطن على عاتقها إشغال حركات وفصائل المقاومة المعادية للكيان الصهيوني على امتداد اليمن العراق سوريا لبنان وخلق أعداء داخليين لهم في أماكن تموضعهم تعتمد عليهم واشنطن وتقوم بدعمهم، وتركت لتل أبيب الساحة الفلسطينية الداخلية لتقوم بمعالجتها عبر جيشها وأجهزتها الأمنية،
الإعلام الأميركي بدوره تولَّىَ مسألة التركيز على تشويه صورة حركات المقاومة ووصمها بالإرهاب وإظهار الكيان الصهيوني بأنه دولة ديمقراطية يُعتَدَى عليها من قِبَل الفلسطينيين والعرب لتحويل الأنظار عن فلسطين وقضيتها المقدسة وتصوير ما يحصل في غزة وكأنه قضية غاز وبحر وإعتداء بالصواريخ على المستوطنات!،
فلسطين لولا المقاومة كادت أن تكون في طي النسيان من البحر إلى النهر، لذلك يجب الوقوف خلف هذه المقاومة لكي تبقى قضية فلسطين رمز القضايا الخلافية مع أميركا، وعلينا تذكير العالم أم هذا الكيان اللقيط يحتجز من دون أي وجه حق ما يزيد عن تسعة الآف أسير وما يوازيهم لدى أجهزة امن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية المعتمدة الدفاع عن إسرائيل،
يتبع الجزء الرابع