إنه يوم 7 أوكتوبر الذي حصلَ فيه طُوفان الأقصىَ يومٌ مجيد حفرَ على صخور فلسطين تاريخ الهزيمة النكراء لليهود الصهاينة وفَش الغليل الفلسطيني نيابة ٧٤ عام من القتل والتنكيل وممارسة الشدة والظلم، هوَ يومٌ ليس كباقي أيام السنه مَرَّ على الصهاينة والفلسطينيين على حدٍ سَوَاء إذ مَثَّلَ بالنسبة لغزَة وكل فلسطين والأمة العربية يومَ عِز وكرامة،
أما بالنسبة للصهاينة كانَ يوم المذلَّة بإمتياز،
سبقَ هذا اليوم شهور عديدة من التخطيط والتجهيز والتدريب وتجميع القِوَىَ والإعداد المُنَسَّق والتضليل للعدو،
يومٌ صَدَّعَ المجتمع الصهيوني وأرعبهُ وجعله يعيد حساباته ألف مرَّة حول جدوَىَ البقاء في فلسطين، وعن عمر الكيان المتبقي، وَوحَدَ أحرار العالم الذين يساندون القضية الفلسطينية ويؤيدون حق التحرير والعودة للفلسطينيين،
المجتمع الفلسطيني والعربي المُحِب لفلسطين أصبَحَ في غاية السعادة والثقة بأن قضية فلسطين لن تموت وأن التحرير آتٍ، بينما المجتمع والجيش الصهيونيين يحتاجون إلى إعادة تأهيل وعلاج نفسي،
وإن مجازر غَزَّة التي إرتُكِبَت على يَد الجنود الصهاينة تتَحمل مسؤوليتها الولايات المتحدة الأميركية والنظام العالمي ومعهم جبناء وأذِلَّاء "العرب" لأنهم هم جميعاً القَتَلَة الحقيقيين لأطفال ونساء غزة،
نتانياهو الذي قاد كيانه إلى الدمار والإنهيار ولم يتراجع حتى الآن حاولَ منع الإنهيار لكيانه الآتي من غَزَّة في غَزَّة!؟
نتانياهو شَنَّ على القطاع حرباً عسكرية واقتصادية وسياسية وإعلامية تضمنها تلفيق الأكاذيب وتضليل وقلب الحقائق، ولكن إعلام المقاومة قَلَب الحقائق بالصوت والصورة وكشف زَيف إدعاءآت العدو،
الزلزال الذي أحدثته عملية طُوفان الأقصىَ طغَىَ على كل ما سبقه من حروب وصراعات رغم سخونتها من أوكرانيا إلى أقصى بحر الصين الجنوبي وتصدرَت العملية شاشات التلفزة ووسائل الإعلام العالمية، حيث أصبح ما يحصل بين روسيا وأوكرانيا وبين اميركا والصين مجرد خبر عابر لا بل وضعت كل مشاكل العالم على الرف أمام ما يحصل في غزة، ووضعت العالم اجمع أمام مسؤولياته،
عملية طوفان الأقصى شكلت تحولاً كبيراً واستراتيجياً في الصراع مع الكيان الصهيوني وتركت تداعيات صعبه على العرب الذين إنكشفَ زيفهم بالكامل وضربت هيبة الجيش الذي كانوا يعتبرونه انه لا يُقهَر فقُهِرَ وأُذِل!
طوفان الأقصى إَجَلَ التطبيع أو جَمَّدَهُ لفترات طويلة،
صحيح أن يوم ٧ أوكتوبر جعل العالم برُمته يتكاتف مع الصهاينة لكن مشاهد الأطفال الخُدَج كيف يموتون وتمزيق أشلاء آخرين وصوَر الدمار غيَّرَ الرأي العام العالمي برُمَته وقضى بالضربة القاضية على مشروع أميركا الهندي،
صمود غزة الأسطوري فرض قضيتها على أولويات شاشات التلفزة ووسائل الإعلام العالمية وتصدرت مجازر جيش الكيان صورة المشهد في كل مكان،
أميركا التي تصرف المليارات على جيش الكيان وتقدم له أفتك انواع الأسلحة واكثرها تطوراً خابَ أملها من هذا الجيش الذي أنهار امام حفنة من المقاتلين! ولأن هزيمة إسرائيل بالمفهوم الأميركي الغربي يعني زوالها هَبُّوا جميعاً لنصرتها ونجدتها وحشدوا الأساطيل في البحر الأبيض المتوسط،
،، الجزء الثاني من تداعيات ٧ أوكتوبر على أميركا والكيان والعرب،