بقلم: نارام سرجون
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 10-10-2023 - 396 لطالما يحب الاسرائيليون العودة للتاريخ وغباره السحيق فان علينا ان تقول لهم بأنهم لم يمروا بيوم يشبه السابع من اوكتوبر منذ ايام نبوخذ نصر .. عندما يسقط 4000 اسرائيلي في يوم واحد بين قتيل وجريح وأسير أو (مسبي) .. فماحدث اليوم لم يحدث في ألمانيا او اي بلد على الارض حيث يعيش اليهود .. بل حدث في قلب مملكتهم العزيزة التي صنعوها بكل ماأبدعته قريحتهم من الأكاذيب وتوراة وعود بلفور الذي لعب دور الرب ووعدهم بوطن قومي .. وحدث رغم تلمود الامم المتحدة وتلكود الهولوكوست .. ورغم ان كل انبيائهم الجدد من تيودور هرتزل الى الملك الاخير نتنياهو .. ورغم ان كل مال داود وسليمان في عائلة روتشيلد .. فقد خسروا في ليلة واحدة 4000 انسان .. والاصح انهم خسروا 5 ملايين عبراني ماتت أرواحهم .. عندما فقدوا يقينهم باسرائيل القوية التي تخيف أعداءها والتي يهتز عرش الرب اذا صفع اليهودي .. فاذا رب اسرائيل نفسه يهتز ويقع عن عرشه ويتدحرج عندما سقطت كل اسرائيل في هذه الفضيحة العسكرية .. ولم ينفعها داود ولامقلاعه ولاشمشون ولاشعره النووي ..
ولكن لاسبيل لفعل ذلك الا بالدخول في بر غزة .. وهذا هو ماينتظره أهل غزة ومحمد ضيف وسورية وايران .. لأن من سيكون في غزة ليس حماس والفلسطينيون بل خطط ايران وتقنياتها .. وسلاح سورية .. وعبقرية حزب الله .. المخلوطة بالارادة الفلسطينية العنيدة والتعطش للقتال .. والكلام الان عن ان مناورات حزب الله التي صورها عن كيفية اقتحام الاسوار والاسلاك والبوابات بالدراجات النارية تبين انها تدريبات لحماس اجرتها في جنوب لبنان .. ولكن ماهو أهم من ايران وسورية وحزب الله في غزة فهو الفلسطينيون الذين كانوا يحلمون بتلك اللحظة التي تستدرج فيها اسرائيل الى بر غزة .. لأن هناك ستكون ملحمة من ملاحم الحروب .. وسيفتح فرع كبير لوادي الحجير .. وستموت الدبابات والعربات .. وسيفنى جنود اسرائيل بالالغام والانتحاريين .. وستعلق الدبابات من سلاسلها في دكاكين غزة مثل المواشي المذبوحة .. وستكون هذه هي المعركة الأخيرة للعبرانيين الجدد ..
لن ينفع اسرائيل الجسور الجوية .. فهنا لاتحتاج اسرائيل السلاح بل لديها فائض منه .. بل تحتاج الكثير من الشجاعة والجسارة والارادة وهي كلها لدى محور المقاومة .. لكن محور المقاومة الذي سيقدر لغزة مافعلته كدور منسق مع المحور .. لن يترك غزة .. ولذلك فان غزة لن تترك .. وفي لحظة حاسمة سيدخل المحور تباعا حسب تقديرات المرحلة بالتتابع .. والسبب هو ان عملية بهذا الحجم لن تقدم عليها اي جهة فلسطينية قبل ان تؤمن التنسيق الكامل والغطاء الكامل .. مع محور كان يعلم بحجم العملية وتفاصيلها .. والا فانه سينأى بنفسه فورا عن عملية بهذا الحجم اذا لم يوافق عليها .. لأن حجم الاذى فيها والجرح للعنكبوت سيكون كبيرا .. حجم العملية يدل على انها متفق عليها بين اعضاء المحور .. وان المحور كله مستعد لرد الفعل الاسرائيلية خطوة بخطوة .. ورد فعله قد يكون هو مايريده المحور لفرض معادلة ردع قاسية جدا على اسرائيل .. بكسر أنفها وفرض تحرير غزة من حصارها .. والتخلي عن أراض لم تكن تفكر بالتخلي عنها في لبنان او سورية .. ورطة العبرانيين لم تسبقها ورطة .. وخسائرهم فجائعية .. وخياراتهم صعبة جدا .. ويحتاجون لكسب الحرب ان يكونوا مستعدين لحرب في الجنوب والشمال .. وربما في الضفة .. وربما لهاماجيدون عبرية .. سأعترف ان نتنياهو يحظى اليوم بشفقتي .. ومن يراه عندما كان يتمرجل علينا ويطل علينا من شرفته في اعالي الجولان ويأكل تفاح الجولان ويرسل لنا طائراته لمنع تزويد حزب الله بالسلاح تبين انه فعلا غبي ومغرور وساذج .. وكان يضيع وقته وسلاحه لأن السلاح كان يمر من بين رجليه وتحت أنفه ومن مطبخه ومن غرفة نومه .. ومن تحت فراشه ومن خزانة زوجته سارة .. ويصل الى غزة فيما نتنياهو يضرب أهدافا مبعثرة في سورية تبين انها كانت خلبية ووهمية .. بدليل مفاجأة غزة .. غالب الظن ان الاسرائيليين سيبلعون هزيمتهم وسيقدمون نتنياهو على انه السبب في الهزيمة .. وسيتم تقديمه كقربان ..
لا يوجد صور مرفقة
|