السمة العامة المتداولة في العالم وبخاصة في منطقتنا عن الولايات المتحدة انها دولة العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، وهو تعريف مزيف ما زالت الولايات المتحدة تجهد في تكريسه .
بدأت الولايات المتحدة انطلاقتها العنفية بالحرب ، فقد ابادت الهنود الحمر اصحاب الارض الأصليين، ومارست في سبيل ذلك كل انواع الحروب ، من القتل المباشر والسيطرة على الارض ، الى استعمال الأوبئة والامراض لدرجة كانت تعطيهم بطانيات ملوثة بالأوبئة والبكتيريا والجراثيم المسببة للامراض والمميتة .
اشرت في مقال سابق الى استثمار الولايات المتحدة للحربين العالميتين لتكديس الثروة والقدرات العسكرية والتقنيات التي مكنتها من السيطرة على العالم عبر الإخضاع بالإقتصاد وعبر الحروب بأشكالها المتعددة وتنوعاتها من غير مداراة لاي معايير اخلاقية او انسانية .
كان انهيار الاتحاد السوفياتي الذي عمل كمفرمل للإندفاعة الاميركية الفرصة الذهبية لبروز جماعات الحرب من المحافظين الجدد الذين طفو على واجهة السلطة ، شجع جورج بوش الابن ذلك، ومعه ديك تشيني وعدد كبير من المفكرين امثال فوكوياما وهنتنغتون وبول وولفوويتز ، وريتشارد بيرل ، واليوت ابرامز ، وبرنارد لويس وغيرهم العشرات الذين نظروا للحرب وسيطروا على الحكم في فترة حكم جورش بوش الابن ، وحظوا بدعم شركات الصناعات الحربية التي يخدم الحرب مصالحها لبيع السلاح . ورغم ان باراك اوباما حاول الحد من سلطة هؤلاء الا ان غالبيتهم عاد مع حكومة بايدن امثال كمالا هاريس وفكتوريا نولاند التي ساهمت في انقلاب اوكرانيا عام ٢٠١٤ وفي انتاج مجموعات ازوف النازية المعادية لموسكو ، وزوجها الصهيوني المتطرف ، وانتوني بلينكن وزير الخارجية الذي لعب دورا في الحرب على العراق ، ومستشار الامن القومي جيك سوليفان وآخرين من دعاة الحروب الذين اعاد لهم بايدن اعتبارهم ، وقرب بعضهم من ادارته واوكل اليهم ادوارا ومهاما رئيسية مثل بلينكن وهاريس وسوليفان ونولاند واعضاء فاعلين في بنية المحافظين الجدد ، وتشي المعلومات المتسربة من الولايات المتحدة بمزيد من عودة المحافظين الجدد او ما يسمى جماعة الحروب الى الواجهة وتسلمهم مواقع وادوار بارزة في ادارة بايدن .
كذلك ذكرت في مقالتي السابقة ان الولايات المتحدة قامت بحوالي ٩٠ حربا منذ تأسيسها ، وان الإدعاءات الكاذبة والمزيفة عن حرية وديمقراطية وحقوق انسان ليس اكثر من قشرة خارجية كاذبة تغطي فيها عوراتها والجرائم الإنسانية التي ارتكبتها في الحروب التي شنتها وفي الدول التي احتلتها ، وما يزال سجنا غوانتانامو وابو غريب شاهدان على ذلك . ، هذه الدولة العسكرية التي قامت على الحرب والإبادة منذ لحظات تأسيسها الاولى لن تستطيع ان تغير وجهها او طبيعتها الحربية ، لذلك هي ترسل القنابل العنقودية واليورانيوم المنضب المحرمين دوليا الى اوكرانيا بهدف اطالة امد الحرب وايقاع اكبر قدر من الخسائر البشرية ، وهي تحارب الآن التحولات التي يشهدها العالم الذاهبة باتجاه التعددية القطبية ، وحقوق الشعوب في استثمار ثرواتها ، وفي تحقيق التوازن على الساحة الدولية، واعتماد القانون الدولي ، وتمارس العقوبات على أكثر من ثلاثين دولة ، وتقاوم اي عملية اصلاح للمؤسسات الدولية ولا سيما تلك المنبثقة عن الأمم المتحدة التي ما زالت تسيطر على غالبيتها . تلك حقائق يقر بها العالم وليس افتراء على تلك الدولة التي ما زالت تحيك المؤامرات في اربع ارجاء الارض للاستمرار في هيمنتها وسيطرتها على العالم .