بقلم: خالد العبود
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 28-08-2023 - 410 -نعتقد أنّ هناك توجيهاتٍ صارمةً جدّاً من القيادة السوريّة، وتحديداً من قبل الرئيس الأسد، لجميع مؤسّسات الدولة المسؤولة، بعدم التعرّض لمتظاهري السويداء، أخذاً بعين الاعتبار البنية الاجتماعيّة - الروحيّة للمحافظة، وأملاً بقيادات القوى الروحيّة - الاجتماعيّة، أن تقوم بدورها في ضبط عملية التظاهر، تفهّماً واحتراماً لمعاناة المواطنين من أبناء المحافظة!!.. -إضافةً إلى احتمالاتِ استغلالِ تدخّلِ مؤسساتِ الدولة، من قبل طرفٍ ثالثٍ، للإيقاع بين هذه المؤسسات والمتظاهرين، تماماً مثلما حصل في مواقع ومناطق أخرى من البلاد، خلال السنوات الماضية من عمر العدوان!!.. -لقد استطاعت الدولة أن تتعامل مع هذه التظاهرات، ومع ما يحصل في السويداء، بكفاءةٍ عاليةٍ جدّاً، حيث أسقطت كلّ احتمالات سيناريوهات المواجهة التي كان يعوّل عليها كثيرون، بين مؤسسات الدولة وبين المتظاهرين، وفي الآن ذاته لم تستطع بعض القوى المجتمعيّة في السويداء، من أن تكون على مستوى المسؤوليّة، في فهم دورها الحقيقيّ، أو في فهم موقف ودور الدولة ممّا يحصل!!.. -إنّ هذا الموقف الذي اتخذته الدولة، في مواجهة ما يحصل في السويداء، وصل إلى كثيرٍ من أطراف القوى المجتمعيّة في المحافظة، على أنّه ضياعٌ وتردّدٌ وضعفٌ تعاني منه الدولة، وهو تقديرٌ خاطئٌ جدّاً، دفع كثيراً من هذه القوى، إلى الاصطفاف الكامل وراء هذا الحَراك، بدلاً من أن تكون أمامه، وتقوده، تحت يافطةٍ وطنيّةٍ محدّدةٍ، وشعاراتٍ سياسيّةٍ دستوريّةٍ!!.. -وهو الأمر الذي جعل الحَراك يسيطر على المشهد بكامله، تحت يافطةٍ تؤكّد على تفكيك الدولة طائفيّاً، وشعاراتٍ بائسةٍ مستنسخةٍ من ذاكرةٍ جمعيّةٍ مؤلمةٍ لدى السّوريّين، وأدبياتٍ باليةٍ لم تأتِ إلاّ بالويل علينا جميعاً!!.. -إنّه أخطر ما يحصل الآن، باعتبار أنّ هذا الحَراك يمكن أن ينتقل إلى مرحلة جديدة، وهي مرحلة يحمل بها السلاح، ويذهب إلى مواجهة مؤسسات الدولة، كون أنّ هناك من يدفع به بهذا الاتجاه، وهو ما نخشاه!!..
لا يوجد صور مرفقة
|