بقلم: الدكتور محمد رقية
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 07-03-2023 - 435 إن من يتابع المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي يشيب رأسه من كثرة الأخبار الملفقة أوالمبالغ فيها والتضخيم الاعلامي والتهويل في الأحداث. ومن كثرة المتحدثين والمحللين والعارفين والدجالين وبينهم بعض المختصين مدعي المعرفة ، وآخر هذه الإرهاصات وجود نشاط زلزالي متصاعد غير معتاد في سورية يتوقع ذروته بين سبعة وثمانية من آذار الجاري ليطال وسط البلاد والساحل والعاصمة وصولا إلى لبنان وفلسطين . فمنذ حدوث زلزال كهرمان مرعش الكبير في تركيا في ٦ شباط الماضي ظهرت كل أشكال الفوضى والتنجيم والدجل والتخويف من حدوث زلازل لا تبقي ولا تذر على طريقة فرانك الهولندي وتابعيه من الجهلة المتعلمين ومعهم الكثير من الأشخاص الواقعين بوهم المعرفة . وأشير هنا الى مثال واحد فقط مما حصل اذن هناك جهات تصنع الخبر وتنشره بسرعة البرق من خلال أصحاب وهم المعرفة يقول العالم الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ ( اعظم عدو للمعرفة ليس الجهل وانما وهم المعرفة ) لقد ساهمت الفضائيات وعصر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في انتشار هذه الظاهرة، لاعتقاد الناس أنهم يعرفون الكثير من العلوم وبمستوى يؤهلهم في الحديث عنها من خلال بعض المعلومات التي اكتسبوها من هنا وهناك، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية. أن ما أثير من تكهنات بحصول زلازل عنيفة في المنطقة كلها هو في اطار التنجيم والخزعبلات ووهم المعرفة وتسابق المواقع على نشر العناوين المثيرة والجاذبة للقراء بدون مضمون معرفي يذكر. وأوجه في هذا الاطار بعض النصائح والتوصيات آمل الأخذ بها : 1- ضرورة اطلاع المهتمين على خريطة التكتونيك الحديث الرقمية لسورية وخرائطها المرفقة، التي وضعناها في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد عام 2005 ففيها الكثير من التوضيح عن الفوالق النشطة في سورية والبلدان المجاورة من تركيا شمالا" وحتى خليج العقبة جنوبا" وانعكاساتها الزلزالية . 2- إن المنطقة زلزالية منذ آلاف السنين وهذا شيء معروف ويجب الانتباه حاليا" الى الهزات الارتدادية ومراقبتها وتحديد مؤشراتها من حيث الشدة والمكان وتحذير الناس منها. ومن المفيد هنا الاشارة الى أنه بعد زلزال عام 1759 ، وهما زلزالان حدث الأول في 30 أكتوبر (تشرين أول) على فالق الانهدام شمال سهل الحولة وقدرت شدته 6،6 درجة والثاني حصل بعد 25 يوم على فالق اليمونة في البقاع اللبناني وقدرت شدته 7.4 درجة الذي دمر بعلبك ومعظم المدن المحيطة من صفد في الجنوب الى طرابلس في الشمال ووصل تأثيره الى مدينة دمشق ،الذي دمر ثلثها ، وهنا استمرت هزاته الارتدادية سبعة أشهر ، كان معظم الناس خلالها يبقون في الشوارع خوفا" من هذه الهزات. أي أن الأمر طبيعي أن تستمر هذه الهزات عدة أشهر وهي ستتركز بشكل رئيسي في وسط وجنوب وشرق تركيا ، يمكن أن يصل تأثيرها الى المناطق الشمالية من سورية وفقا" لموقع الهزة وشدتها . 3- يجب على وسائل الاعلام الرسمية أخذ المعلومات من مصادرها الأصلية والابتعاد عن المنجمين والدجالين وأصحاب وهم المعرفة 4- ادعوا الناس الى عدم متابعة المواقع المأجورة او المدسوسة والصفحات الصفراء، التي لا تهتم بالمتابع بقدر اهتمامها بكيف تجذبه وترعبه 5- تكثيف حملات التوعيه حول كيفية التصرف أثناء الحدث الزلزالي .وما بعده 7- أهمية الاستفادة من تجربة الزلزال الذي حصل وضرورة اشادة الأبنية المستقبلية بشكل مقاوم للزلازل وفق المعيار الزلزالي السوري، والتشديد في تطبيق ذلك. علما" أن التكلفة لا تزيد اكثر من 15 بالمئة من التكاليف الأساسية .
لا يوجد صور مرفقة
|