بقلم: نارام سرجون
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 30-01-2016 / 02:10:16 - 2359 ربما تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للناس القيام بكل أنواع السطو والسرقة على ممتلكات الأخرين وصورهم وكتاباتهم ..
ومن يسرقون من عالم التواصل الاجتماعي إنما يعبرون عن عجز أخلاقي وقيمي، وعجز ابداعي. وهم يشبهون النشالين الذين لاينتبه إليهم أحد وهم يمدون أيديهم في الزحام الى معاطف الناس ويتحسسون جيوبهم، ويسلبون منها محفظاتهم ونقودهم وملاميمهم، يسرقون ويغادرون دون أن ينتبه أحد الى النشالين. والنشال على وضاعته ودناءته لابد أن لديه ذروة المهارة في السرقة التي يقوم بها في حضور الضحية وهو ملتصق بها وأثناء يقظتها في عز النهار .. ولكن هناك ماهو أكثر خسة ونذالة ومهارة .. وهو من يسرق وينشل اللصوص والنشالين أنفسهم ويضع المسروقات في جيوب الأبرياء ليتهمهم بها ويظهر أنه بطل واكتشف اللصوص أي يشتري المجد والشهرة والمديح والمكافآت بمصائب الآخرين .. انه نشال النشالين .. وهي صفة التصقت بجميع مؤيدي الثورة السورية الذين سرقوا من المجرمين جرائمهم ووضعوها في جيوب الأبرياء واتهموا من لم يرتكب سرقة بأن جيوبه محشوة بالمسروقات .. وأهم هؤلاء النشالين هم نشالو ونشالات محطة الجزيرة الذين يستفيدون من وجودهم على منصات اعلامية وخلفهم قطعان من البقر .. ويسرقون الجرائم العالمية ثم يضعونها في بيوت من لم يرتكبها .. وكل ذلك من أجل تبرير الثورات الاسلامية وعنفها ضد خصومهم .. وهؤلاء النشالون والنشالات لايطبق عليهم حد السرقة .. فالاسلاميون عرف أنهم أفتوا بالزنا وسموه "جهاد النكاح" .. واغتصبوا اليتامى وأسموه نكاح ماملكت الأيمان .. وأفتوا بالاستعانة بالناتو وسموه اجتهاد الخيانة .. وذبحوا اخوانهم في الدين والوطن وسموه جهادا على الكفار .. وهاهم يسرقون الصور والجرائم ويلفقونها دون أن تجوز عليهم عقوبة حد السرقة .. فالثوار السوريون سرقوا -كما نعلم - كل مشاهد العنف من كل العالم .. ولم يوفروا صحف الحوادث والغرائب والحروب في أقاصي الأرض .. وسرقوا الصور والقصص المروعة من سجلات الجريمة في أصقاع العالم وكانوا يوزعونها على أن ضحاياها مواطنون سوريون قتلهم النظام السوري بوحشية .. بل وصلت الوقاحة والخيانة ان الثوار السوريين سرقوا مشاهد مجازر اسرائيل في لبنان وغزة وحتى من صبرا وشاتيلا ونسبوها للجيش السوري .. ونظفوا خلال سنة واحدة حائط اسرائيل من كل الصور واللافتات والمجازر والدم والتعذيب والابادة .. ونقّوا بجدارة سمعة الجيش الاسرائيلي القذرة خلال الستين سنة الماضية .. وطهروا كل سجلات اسرائيل من الجرائم ونقلوا كل الملفات القذرة ووضعوها في مكاتب الجيش السوري والدولة السورية .. بل حمل المسلمون أرشيف عصابات الهاغاناة ووايزمن وشارون وبيغين وموفاز وأولمرت ونتنياهو ونقلوها بكاملها الى أرشيف الجيش السوري والرئيس السوري لتكون منسوبة لهما .. وساهم في هذا الجهد الحقير والنذالة كل القطيع الذي سار كالأعمى وراء تأييد الحركات الاسلامية .. حتى رائد صلاح الاسلامي الفلسطيني (الذي تزوّر اسرائيل أمام عينيه أسماء الشوارع والمدن الفلسطينية وتنسبها الى الاساطير اليهودبة) حتى رائد صلاح كان يمارس التزوير بحق الجيش السوري وينشر صور المساجد في غزة وهي راكعة مدمرة محطمة القباب ويوزعها على أنها مساجد اهل السنة في سورية التي هدمها النصيريون وشبيحة الأسد .. احدى الصور المنتشرة كانت من سجلات الجريمة في البرازيل لامرأة مقطعة بالمناشير منذ عدة سنوات ونسبت الى الجيش السوري .. وعلى ماأذكر كانت هناك صورة لجثة انسان نهشته الضواري في أفريقيا ولكنه تحول في الفيسبوك الى مواطن سوري سني "تحديدا" قتله النظام السوري ومثّل بجثته .. وانفلتت وراء الصورة آلاف البوستات والتعليقات الهستيرية والدعوات للثأر والجهاد والدعاء بهلاك الرئيس الطاغية في سورية .. وأعجب المثقفون أنفسهم بعملية نشل النشالين وتبادل المسروقات أو زجها في حقائب الآخرين لاتهامهم بها كي يظهر هؤلاء المثقفون ابطالا ونمورا في عيون القطيع الذي يصفق لهم .. وكلكم يذكر قطيع المثقفين الذين تبادلوا الصور المسروقة من المجاعات ومرضى فقر الدم والسرطان في مشافي العالم وقاموا بتوزيعها على أنها في مضايا السورية ورشوا بعض الملح والبهار الكثيف من الكلام عليها لتكون الدموع أكثر غزارة .. وقد بدأت تكنولوجيا وخبرة التزوير والسرقة والنشل التي اشتهرت بها الثورة السورية تصل تباعا الى مصر .. المجرم أحمد منصور محقق جبهة النصرة الذي يستجوب الأسرى المعذبين .. هذا اللص وصديق المجرم أبو محمد الجولاني .. انضم الى فريق النشالين الذين ينشلون النشالين الذين مهمتهم كنس الصور البشعة في العالم واقتلاع الجرائم والصور وبقع الدم والجثث من قبور العالم ونقلها بالشاحنات ووضعها في مكان آخر ونسبها الى خصوم وأعداء للاخوان المسلمين .. النشل اليوم الذي نفذه النشال أحمد منصور كان لصورة يفترض أنها من جنوب افريقيا التي حولها هذا النشال المحترف الى صورة من مصر .. وأعطى الضحية المحترقة هوية مصرية .. وألبس الجريمة لعدو الاخوان الفريق السيسي الذي يبدو وفق تعليق المؤمن أحمد منصور هو بنفسه الذي ولّع النار في ثياب الشاب المسكين في الصورة .. والحقيقة أنني كلما رأيت هذا المجرم الدنيء نشال النشالين احمد منصور خطر ببالي سؤال غريب هو: من يحفر قبر حفار القبور؟؟ لأن الجواب هو: حفار قبور آخر .. والسؤال هنا: ومن ينشل نشال النشالين؟؟ والجواب هو: نشال أكثر فجورا وجريمة ورداءة وكذبا من نشال النشالين .. هذه الجزيرة التي فيها ذروة كل السموم والأفاعي صارت فيها نخبة من الأنذال .. ففيها جاسوس الجواسيس عزمي بشارة .. وفيها مهرج المهرجين فيصل القاسم .. ونكاح النكاحين يوسف القرضاوي .. ونشال النشالين أحمد منصور .. هؤلاء سيقعون في شر أعمالهم التي تحرض بالكذب والفجور والفتنة على الخراب والقتل .. وسيأتي من يفوقهم فجورا وكذبا وجريمة .. وهو من تلامذتهم ومن نتاج عهدهم الميمون .. وسيصح فيهم اقتباس من قول لبدوي الجبل: وغدا .. يعض الكلب .. كلب عقور ..
لا يوجد صور مرفقة
|