جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

أوكرانيا مختبَراً للحروب القادمة: مَن سيضحك أخيراً؟ | بقلم: وليد شرارة
أوكرانيا مختبَراً للحروب القادمة: مَن سيضحك أخيراً؟



بقلم: وليد شرارة  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
25-12-2022 - 1385

العصر-افتتحت الحرب في أوكرانيا مرحلة جديدة في مسار احتدام الصراعات الدولية (أ ف ب)

«الاعترافات» التي أدْلت بها المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، في مقابلة مع صحيفة «تسايت»، حول الوظيفة الفعلية لـ«اتّفاقية مينسك»، التي صيغت في عام 2014 من قِبَل مجموعة الاتّصال الثُّلاثية بشأن أوكرانيا، والتي كانت تتألّف من هذا البلد، إضافة إلى روسيا و«منظّمة الأمن والتعاون في أوروبا»، أكدت صدقيّة اتّهامات روسيا لجميع القوى الغربية، بما فيها تلك المصنَّفة معتدلة، بأنها كانت تعدّ لحرب بالوكالة ضدّ موسكو. أقرّت ميركل بأن الغاية من الاتفاقية كانت إفساح المجال الكافي أمام أوكرانيا لكي تتسلّح، وتُحسّن من قدراتها على مجابهة الجيش الروسي. وقد تكفّلت وقائع الميدان، و«الإنجازات» العسكرية الأوكرانية بـ«فضل التكنولوجيا الغربية»، في تظهير ذلك الأمر بجلاء. لقد تدفّقت هذه التكنولوجيا، بسخاء غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، من مراكز المعسكر الغربي إلى الحلفاء الأوكرانيين، وقد ازداد تدفّقها كمّاً ونوعاً ارتباطاً بمراحل الحرب المختلفة. تَرافق ما تَقدّم مع تجاوُز غربي تدريجي لخطوط حُمر روسية متّصلة بتسليح أوكرانيا، وصل إلى مستوى مرتفع من التحدّي الأميركي المباشر لموسكو مع إرسال بطّاريات «باتريوت» إلى كييف، على الرغم من «نصيحة» المتحدّثة باسم وزارة خارجيتها، ماريا زاخاروفا، إلى «مَن يتّخذون القرارات في واشنطن بأن يستمعوا إلى تحذيراتنا المتكرّرة بشأن توفير الأسلحة لأوكرانيا».

في الحقيقة، فإن الهزّات الارتدادية، الجيوسياسية والجيو-اقتصادية والفكرية، للزلزال المتمثّل في الحرب في أوكرانيا، قد بدّدت جملة من القناعات الراسخة حول طبيعة العلاقات الدولية التي سادت حقبةَ ما بعد الحرب الباردة، بما فيها تلك المتعلّقة باحتمالات اندلاع نزاعات طويلة ودامية بين دول العالم. ولا شكّ في أن «الثورة في الشؤون العسكرية»، وتَرجماتها في الميدان خلال حربَي الكويت (1991) وكوسوفو (1999)، قد ساهمت أساساً في تكريس القناعة بأن أيّ صِدام مباشر بين الغرب وقوى غير غربية، سيُحسم بسرعة لصالح الأوّل بسبب تفوّقه التكنولوجي النوعي. غير أن دروس الحرب في أوكرانيا، التي يرى ريتشارد هاس، رئيس «مجلس العلاقات الخارجية الأميركي»، أنها تشكّل «عودة للتاريخ»، ما يبرّر عنوان مقاله على موقع «بروجيكت سنديكايت»، «الدروس الـ10 لعودة التاريخ»، قد أدّت إلى تداعي ما ظنّه بعض الحالمين بهيمنة غربية دائمة، ثوابت أبدية. وبمعزل عما تضمّنه مقال هاس من انحيازات إيديولوجية - سياسية، فإنه لخّص مجموعة من الخلاصات التي تَفرض نفسها نتيجة للحرب المذكورة، أهمّها هي أن الدول غير الغربية الصاعدة لن تتردّد في اللجوء إلى نمط تقليدي من المجابهة دفاعاً عمّا تَعتبره أمنها القومي ومصالحها الحيوية، وأن مقولات عصر بدايات العولمة، من نوع «التبعية الاقتصادية المتبادلة» و«ضخامة كتلة المصالح المشتركة»، لن تثني الدول عن تغليب الاعتبارات الاستراتيجية على تلك الاقتصادية في المحصّلة النهائية، وأن ديناميات السوق الرأسمالية لن تُمكّن المركز الغربي من «إدماج» الصين مثلاً في «نظامها الدولي الليبرالي»، أي إخضاعها لهيمنته.

الهزّات الارتدادية للزلزال المتمثّل في الحرب في أوكرانيا، بدّدت جملة من القناعات الراسخة

لقد «تجرّأت» روسيا على التدخّل العسكري المباشر في أوكرانيا، على رغم علمها بضخامة القدرات العسكرية النوعية التي قام الغرب بضخّها إلى الأخيرة، وبما سيقوم بضخّه بعد هذا التدخل، وأصبح السؤال المركزي في الأيام التي تلت هو حول نوايا الصين حيال تايوان. في كلّ الأحوال، توصّلت دول كألمانيا، وأخيراً اليابان، إلى استنتاجات هاس نفسها، بعد أن ظنّت لعقود بإمكانية تخصيص القسم الأعظم من مواردها للنموّ الاقتصادي، ما يفسّر زياداتها الضخمة لإنفاقها العسكري. غير أن التحدّي المطروح على جميع دول العالم، غربية كانت أو غير غربية، لا يقتصر على زيادة الإنفاق العسكري، بل يشمل أيضاً إعادة تكييف قاعدتها الصناعية العسكرية، ومنظومات سلاحها، لتتلاءم مع الشكل الجديد للنزاعات، والذي يتجلّى حالياً في أوكرانيا. فالحروب، وما يتخلّلها من معارك وعمليات عسكرية، هي من منظور الجيوش وهيئات أركانها، ساحات اختبار حيّة لعقائد القتال ومنظومات السلاح.

الحرب في أوكرانيا ذات طبيعة مركّبة، تَدمج بين أنماط تقليدية من القتال ومن منظومات السلاح، وبين أخرى أكثر حداثة. فقد تَلازم الزجّ بعشرات آلاف الجنود ومئات المدرّعات في جبهات ممتدّة على مئات الكيلومترات، مع استخدام واسع النطاق للمسيّرات والصواريخ والذخائر الذكية، بشكل لا سابق له في جميع النزاعات الماضية. النقطة الأخرى التي تستوقف الخبراء العسكريين هي الأكلاف الباهظة، البشرية والعمرانية والمادّية، لمِثل هذا النوع من النزاعات. يجري الحديث، من دون تحديد دقيق لاعتبارات سياسية وعسكرية، عن عشرات آلاف القتلى والجرحى لطرفَي الحرب، إلى جانب الأرقام المهولة التي يتمّ تداولها حول أثمانها المادّية. اعتقد بعض هؤلاء الخبراء، وخصوصاً الغربيين منهم، ومعهم أجهزة الدعاية الإعلامية - الإيديولوجية، أن الاستخدام المكثَّف لآخر ابتكارات التكنولوجيا العسكرية الذكية، وما نجم عنه في أواخر الصيف الماضي من تقدُّم أوكراني في الميدان، كفيلٌ بإلحاق سلسلة هزائم عسكرية بروسيا ستُفضي على مدى ليس ببعيد إلى اندحار جيشها وانسحابه الكامل من جميع الأراضي التي سيطر عليها منذ عام 2014، بل وذهب بعض أصحاب هذه التحليلات، من غير الخبراء العسكريين، كروبرت كابلان وآن إبيلبوم، إلى تَوقّع سقوط «منظومة بوتين» في روسيا نفسها، وتفكُّك هذا البلد بفعل نكبته في أوكرانيا. لكن سيْر المعارك خلال الأشهر الماضية، واتّضاح الطبيعة الموضعية للاختراقات الأوكرانية،...

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


نظرية الاتهام في السياسة… هرطقة لبنانية بامتياز
بقلم: خضر رسلان

كل يوم نحاول ان نبتسم ..
بقلم: عاشق وطن



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب وليد شرارة |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//