بقلم: علي بدر الحاضري|
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 25-12-2022 - 1597 العصر-في أوقات الأزمات الكبرى، تظهر حقيقة ومعادن رجال السياسة والدولة، ومن يطلقون على انفسهم مسميات الديمقراطية حقوق الإنسان وأيضا حقيقة الإعلام والقائمين عليه. اف لإعلام كما هو معروف أن دوره في منتهى الخطورة في أوقات الحروب والأزمات، إيجابا او سلبا. الاعلام هو الذي يشكل وعي ومواقف الرأي العام، وهو أيضا الذي يمكن ان يلعب دورا بناء او هداما في معالجة الأزمات واحتواء الصراع وترشيد او عدم ترشيد مواقف الساسة وصناع القرار. ومن الطبيعي أن تمتد شظايا الحرب الإعلامية لتصل إلي مناطق كانت تصنف بأنها مناطق امنه وبعيدة عن الاستهداف لانها تعمل ومن وقت مبكر في خدمة السياسيات الغربية التي لم تعمل فقط على تزوير مجريات أحداث بل امتد التضليل إلي الدخول في تغيير الدين والعقيدة ، فلم يقتصر الأمر على تضليل الرأي العام العالمي فحسب فقد مارست الولايات المتحدة الأمريكية التضليل الإعلامي على الشعب الأمريكي ، فقد رسم الإعلام صورة نمطية سلبية عن الدول الشرقيه العربية وخاصه الاسلاميه أنهم كيانات طائفية إرهابية. شكلت سياسيات الإعلام و القائمين عليه نمطية عدائية لدى الشعوب والمجتمعات وخلقة الصراعات التي يتم التحضير لها داخل أروقة البيت الأبيض وتحت إشراف كادر من ذوي الأفكار الشيطانية و الإرهابية على رأسهم صهاينة ، وليس حافيآ الدور العربي في إدارة الصراع بالنيابة عن الغرب الذي يعمل على توسيع نفوذه دون أن يدفع ثمن ذلك بل يكون هو المستفيد من الصراعات التي اشعلتها المملكه السعودية ودول الخليج النفطية في اليمن وبعض الدول العربية ، فيتم تصوير الصراع في هذه الدول من خلال تزييف الحقائق ونشر الدعايات عبر أبواق الإعلام الغربي بشكل يخدم مصالح الكيان الصهيوني في المقام الاول . وبعد اشتعال الحرب بين روسيا والغرب بوكالة أوكرانيا فقد استخدم الغرب كل الأساليب السياسية و العسكرية والإعلامية الشرعية وغير الشرعيه في حربها ضد روسيا ، فقد كشفت التغطية الإعلامية الغربية للحرب الروسية الأوكرانية أن الشعارات البرّاقة التي لطالما رفعتها وسائل الإعلام الغربية تحكمها في المقام الأول لغة المصالح، ويتم استغلالها بالشكل الذي يُحقق أهداف هذه الوسائل والجهات التي تقف خلفها، فمعايير الحيادية والمهنية ليست قواعد ثابتة تحكم الإعلام الغربي، والمنصات الإعلامية والطواقم العاملة فيها يستدعون تلك القواعد ويتجاهلونها بحسب الهوى والمصلحة السياسية المتحققة، ولعل ذلك ما يفرض علينا عدم الانسياق الأعمى وراء ما تبثه وسائل الإعلام الغربية من تقارير وأخبار وتحليلات، فلا بد من الاطلاع على تلك المواد الإعلامية، لا سيما ما يخاطب قضايا منطقتنا، ولكن برؤية نقدية لتجنب الوقوع في فخ التضليل أو التحيز بناء على تصورات مجتزأة لا تخدم سوى الأجندات الغربية. تساقطت القوانين التي لطالما تغنى بها مجلس الأمن والامم المتحدة وحقوق الإنسان فما يحدث في اليمن و سوريا من قتل وتهجير واحتلال ونهب الثروات لكي تبقى هذه الدول عاجرة ومشلوله ، العقيدة الغربية تكمن في أن هو ليس من حق هذه الشعوب ان تحدد مصيرها بنفسها ، فتأتي بالصراعات لجعل هذه المناطق غير مستقرة وحديقة خليفة الأمريكي والاسرائيلي.
لا يوجد صور مرفقة
|