المشهد الأول :
يتقدم الماضي والأمر بشكوى ضد المضارع في المحكمة .
الماضي و الأمر :
سيادة القاضي نحن أخوة أشقاء عاهدنا الله على البناء في جميع الأحوال .
القاضي :
هذا شيء في غاية الجمال .
لكن أين الإشكال ؟
الماضي والأمر :
المشكلة في المضارع فهو أخونا وليس له أخوة سوانا لكننا نتهمه بالخيانة .
القاضي :
وما سبب هذا الاتهام ؟
هل خرج عن النظام ؟
الماضي والأمر :
لقد عاش حياته بدهاء متنقلا بين الإعراب والبناء فلا نعرف إن كان معنا أم مع الأعداء .
القاضي :
يتم استدعاء المضارع في الحال
لسماع ما لديه من الأقوال .
المشهد الثاني :
يدخل الفعل المضارع .
القاضي :
أيها المضارع لماذا لا تثبت على حال ؟
هل لديك من أقوال ؟
المضارع :
أنا ألتزم البناء في حالتين بالتحديد
إذا اتصلت بي نون النسوة أو نون التوكيد .
القاضي : [ نظر باستغراب ] 7
ولماذا تحولت إلى الإعراب ؟
المضارع :
كنت أعيش مع أخوتي في سعادة وهناء
ورضيت مثلهما بالبناء
ولكنهم عاملوني مثل الأغراب
فانتقلت من البناء إلى الإعراب.
القاضي :
تحدث وبكل جراءة .
ما سبب هذه الإساءة ؟
المضارع :
لقد رزقني الله من فضله العديد
فانتقلت إلى بيت جديد [الإعراب]
وتخلت عني نون النسوة ونون التوكيد .
الماضي و الأمر :
هو الذي تركنا وسبب لنا الخراب
ولم يكتف بذلك بل تنقل بين الإعراب
ما بين الرفع والنصب والجزم مما أفقدنا الصواب .
القاضي :
هذه مسألة تحتاج لمناقشة مستقلة
لمعرفة السبب والعلة والإتيان بالأدلة .
المشهد الثالث :
القاضي :
أيها المضارع لماذا تتنقل بين الرفع والنصب و الجزم ؟
لماذا لا تثبت على حال وتتصف بالحزم ؟
المضارع :
هناك أمور غامضة تحتاج إلى التوضيح
سأخبرك بها إن أعطيتني التصريح .
القاضي :
أراك تتحدث بلسان فصيح
فقل ما عندك بلا نقد ولا تجريح .
المضارع :
عندما انتقلت إلى الإعراب
تزوجت ثلاث زوجات؛
الأولى كانت رقيقة الإحساس
جعلتني مرفوع الرأس بين الناس
لكن لم تنجب أولاد .
القاضي :
وما قصة الزوجة الثانية ؟
المضارع :
كانت في غاية الروعة والجمال
وجعلتني منصوبا بين الأفعال
ورزقني الله منها خمسة فتيات
أقصد أدوات
القاضي :
وما أسماء هذه الأدوات بالتفصيل؟
المضارع :
أن، لن، كي، حتى، لام التعليل
القاضي :
هل يمكن أن تجمعهم لنا في مثال 7
من الواقع أو الخيال؟
المضارع :
لن يقبل المؤمن أن يقلد أباه
حتى يكون صالحا في الحياة
كي يرضي عنه الإله
لينال رحمته و رضاه .
القاضي :
كلام جميل
لكن ما قصة زوجتك الثالثة بالتفصيل ؟
المضارع :
كانت من بنات العائلات
وجعلتني مجزوما بكل الحالات
ورزقني الله منها بأربعة فتيات
أقصد أدوات .
القاضي :
وما هذه الأدوات ؟
المضارع :
لم ، لما ، لام الأمر ، لا الناهية
القاضي :
هل تستطيع أن تجمعهم في مثال
من الواقع أو الخيال ؟
المضارع :
لا تعجل ، في طلب الأرزاق
و لتتمسك بالأخلاق
لأنك لم تشرك بالله على الإطلاق
و لما يدخل في قلبك النفاق .
المشهد الرابع :
الماضي والأمر :
ولكن هناك إشكال آخر
فالمضارع يأتي صحيح الآخر
أو معتل الآخر ؛
فهو بين الصحيح و المعتل
بطريقة تجعل العاقل يختل .
القاضي :
وما الفرق بين صحيح الآخر
ومعتل الآخر ؟
المضارع :
الأمر سهل يسير
حسب الحرف الأخير
فإن كان الألف أو الواو أو الياء
أكون معتل الآخر يا أبناء
وإن كان غير ذلك فأنا صحيح الآخر .
القاضي :
هل يمكن أن تلخص أقوالك في قول مفيد
حتى نتعلم منك ونستفيد ؟
المضارع :
سيادة القاضي أنا ألتزم البناء في حالتين بالتحديد
عندما تتصل بي نون النسوة ونون التوكيد .
وخلاف ذلك أكون معربا
فأنصب بأدوات النصب
وأجزم بأدوات الجزم
وأرفع إذا لم يسبقني ناصب ولا جازم
ولا فرق في ذلك بين الصحيح والمعتل .
ِالقاضي :
اذكر لنا علامات إعرابك بالتفصيل
حتى نحفظ لك هذا الجميل .
المضارع :
عندما أكون صحيح الآخر
أرفع بالضمة الظاهرة
وأنصب بالفتحة الظاهرة
وأجزم بالسكون .
وعندما أكون مبنيا يكون
البناء على السكون مع نون النسوة
وعلى الفتح مع نون التوكيد
والله على ما أقول شهيد.
القاضي :
حكمت المحكمة ببراءة المضارع
من جميع التهم المنسوبة إليه
وبقاء الحال على ما هو عليه .
رفعت الجلسة