بقلم: الأستاذ ناجي الزعبي
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 14-01-2016 / 21:58:09 - 1693 عقود مضت و واشنطن تشعل الوطن العربي بشتى انواع الفتن والنيران والحرائق, وتوحي لدول الخليج بمخاطر مختلفة النكهات , والمذاق والتلاوين وفقاً للمستجدات الموضوعية ، فقد انتقلت من ايهام السعودية بخطر الاتحاد السوفيتي على الدين الاسلامي " الشيوعي الملحد " (وكانها حريصة على الاسلام ومعنية بثباته ورسوخه او ان مشايخ النفط معنيون بالاسلام ) ، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي اوهممتهم بخطر اسمه صدام حسين، ثم تطور بعد تدمير العراق الى الخطر الايراني، كما اوهمتها بانها ستقوم بالدفاع عنها وحمايتها بواسطة البوارج والقواعد المنتشرة في المنطقة وكأن العدوان الايراني على الابواب تماما كما كانت توهمهم بان العراق هو الخطر القادم في حقبة الراحل صدام حسين. واستمرت بوارجها وقواعدها العسكرية واسلحتها تغرق وتملأ المنطقة في ابتزاز صارخ لانظمة الخليج ، وسقوط غبي فاضخ لهذه الانظمة في الفخاخ الاميركية في ضل غياب للمشروع السياسي وتردٍ في الفساد، والتبعية والتخلف، والوعي الاستهلاكي، والغيبي الظلامي الذي جرد شعبنا العربي من حصانته الفكرية ، وحياته السياسية ونهضته التنموية . في الوقت الذي كانت به شعوب العالم وايران المحاصرة يملكون مشروعهم ويبنون اوطانهم , وايران تواصل نهضتها وتقدمها , وخلال سنوات الحصار الاميركي عملت ايران على تخزين ستة مليارت برميل نفط من اجود الانواع ما يطلق عليه (النفط الحلو)، ومع اقتراب موعد انها العقوبات وفك الحصار ستغرق الاسواق العالمية به وسيتهاوى سعر برميل النفط لحوالي العشرين دولار . اعتمد اقتصاد السعودية التي تنتج ١٠مليون برميل نفط يومياً ودول الخليج بالمطلق على الصادرات النفطية، وهي متورطة بالعدوان على سورية وتمويل الارهابيين ، وعلى اليمن وتمويل الحرب وعقد صفقات الاسلحة بمئات المليارات وقد بلغت كلفة الحرب التي تشنها السعودية على سورية واليمن " حسب "الواشنطن بوست " ١٢٠٠ مليار دولار ، الامر الذي اضطر السعودية لرفع الضرائب ، واسعار النفط ،ورفع دعم السلع واللجؤ لسلسلة من الاجراءات لمعالجة الازمة المتفاقمة . اكما ان العالم مقبل على استخدام الغاز كسلعة اولى تحل محل النفط ، مما سيضع , روسيا , وايران , والجزائر , وقطر اي الدول التي تملك اكبر مخزون من الغاز في العالم في مقدمة الدول المنتجة لهذه السلعة الاستراتيجية ويدفعها لواجهة الحياة الاقتصادية والسياسية والاحداث , وتتراجع دول الخليج الى الصف الثاني والاقل اهمية لواشنطن والغرب، ان لم ينحيها جانبا ويأفل نجمها ويصعب اعادة بناء اقتصادها المتداعي. دول الخليج مقبلة على كارثة اقتصادية ، في الوقت الذي عقدت به واشنطن ودول العالم الاتفاق النووي مع ايران سعياً للتبادل التجاري والاقتصادي لتحقيق مصالحها الاستراتيجية، تغرقنا بواسطة السعودية ، ودول الخليج والعدو الصهيوني ، والادوات الاخرى من الدول والمؤسسات والتنظيمات بالحروب ، والجهل والتخلف , والانكفاء على الذات بلا حصانة , ولا تنمية , ولا تصنيع , ولا اقتصاد , والعمل على خلق سوق رائجة للسلاح الاميركي , الاطلسي , وحتى التركي في وطننا العربي واغراقه بالدمار و الدم العربي, بعد ان اوهمته بالتهديد والخطرالايراني على غرار الخطر العراق والشيوعي المزعوم في الوقت الذي امتلكت به ايران مشروع نهضة وتنميةوتصنيع شامل . ان الصراعات الجانبية واوهام العداء الطائفي والاقليمي والاثني هي احد اهم ادوات شن الحروب الاستعمارية بالوكالة عن اصحاب المصلحة والمستفيدين الحقيقين و المايسترو الحقيقي لكل الحرائق المشتعلة وهم الراسمالية المالية المركزية الاستعمار الاميركي الاطلسي . واعوانهم ودُماهم واذنابهم , كالعدو الصهيوني , والنظام العربي الرسمي , والارهاب الوهابي التكفيري
لا يوجد صور مرفقة
|