بقلم: نارام سرجون
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 02-10-2022 - 2746 كم تأخر ملك الموت في تنفيذ هذه المهمة الجليلة .. وكان هذا التأخير سبباً في أن يخسر الملايين أرواحهم وحياتهم .. ولا أدري إن كان ملك الموت يقبل عتبي عليه أنه يقبض من نحب في وقت عصيب لنا ... ويترك من لا نحب بسبعة أرواح يبقون ويعيشون ويطيلون البقاء ... ويكون التأخير في قبضهم سبباً في هلاك الملايين ... ظن الناس أنني أنتظر هذه الفرصة لأنقض على القرضاوي وأشيعه ببعض الهجاء وذكر المفاسد والجرائم التي اقترفها هذا القاتل الفاتك وأنا كلي غبطة سرور ... تفنن الرجل في اختراع طرق الموت ... ولن ننسى كيف أنه أرغم النبي على أن يضع يده في يد الناتو في فتوى صادمة تقشعر لها الأبدان عندما أقسم يميناُ غليظاً أن النبي لو كان بيننا الأن لوضع يده في يد الناتو ... الغريب أن أتباعه يبحثون عن رحمة عليه ويبحثون عن مبرر له ويبحثون عن أسباب مخففة لجرائمه ... وكان القرضاوي في كنفها راضياً مرضياً ... ولم يسأله أحد عن هذا التجرؤ على الله عندما كان يدعو لقتل إنسان ويتحمل الدم ويحمله في رقبته ... وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن أتباعه ومريديه كانت لديهم رغبة في القتل والدموية وأنه كان يستجيب لهم بقدر ما كانوا يستجيبون له ... من وجهة نظري لا يلام الرجل على ما فعل فالأمة سمحت له وأعطته عنانها وقيادها رغم أنه كان مجرد موظف عند أمير ... ولكن اللوم كل اللوم هو على هذه الأمة التي ارتضت لنفسها أن يقودها قوادو الدين وموظفو المخابرات ... لم يتجرأ أحد ويلومه على أنه يقطع بأن حكم الله هو ما يحكم به ... وبعد كل هذا الكفر بقي مريدوه والمؤمنون به معجبين به ... وهذا يدل على أن القرضاوي كان يلبي رغبة عنف ودمويه لدى هؤلاء وإنهم مستعدون للخطيئة والقتل ... القرضاوي الموظف عند أمير قطر الذي بدوره موظف لدى السفارة الأمريكية لا لوم عليه ولا تثريب ... وعلى رأي المثل العربي ( يا فرعون من فرعنك؟ ) ... والقرضاوي الفرعون الديني لم يجد من يرده أو ما يضع له حداً أو من يحرجه ويجعله متأنياً أكثر في إطلاق الفتوى ... وفي هذا الجو من العبودية المطلقة والخضوع الذي يشبه خضوع الجثة لمن يغسلها كان له الحق في أن يفعل ما يشاء بالناس ... دفعهم للموت والحرب ودفع أبناءهم للانتحار فيما كان يدلل أولاده ويرسلهم إلى أمريكا والغرب لنيل الشهادات والوظائف ... وهذه الحالة هي التي وضعته فوق القانون الإسلامي وهي التي صنعت القرضاوي وأعطته الحرية كي يبيع الدين ويبيع البشر ويبيع الأوطان ويبيع يد النبي للناتو ... ويبدو أن المسلمين الذين كانوا يحاسبون عمر بن الخطاب على المنبر إذا أخطأ أو يقوّمون أبا بكر إذا ما اعوج هم كذبة كبيرة من أكاذيبنا ... الشعوب العربية مسؤولة بشكل كبير ومباشر عن هذه الظاهرة وستبقى تنتج لنا ظاهرة القرضاوي دوماً لأنها لم تفرز موقفاً جريئاً وشجاعاً يحاسب هؤلاء الوعاظ على استهتارهم بالفتاوى ويعاقبهم ويرجمهم أو يعزلهم ... والشعوب العربية التي كانت تتمرد على الاستبداد والطاغوت كما تدعي كانت ترعى الاستبداد الديني والطاغوتية الدينية المتثلة برجال الدين وعلى رأسهم القرضاوي ... فهؤلاء الحكام المستبدون بالدين تصرفوا مثل الحكام المستبدين بالسلطة وبشكل فردي مطلق ... وكيف يتسبب بهلاك ملايين الناس ويهلك أرضهم وديارهم ومدنهم وهم مسلمون فيما أن الناتو هو الذي ينفذ الفتوى الاسلامية بتدمبر السلطات والدول ويطبق الفتوى التي أقرها القرضاوي؟ ... كيف يكون مفتي علماء المسلمين وجميع أعضاء الناتو على قلب رجل واحد ؟ ... ألا يدعو هذا للشك بالرجل والعمل على محاكمته وتنفيذ الحد الشرعي به؟؟ ... الشعوب العربية لم يعد لها الحق بأن تطالب بالحرية بعد ظاهرة القرضاوي وأمثاله ... ولكن لم تتحرك الأمة حتى في أبشع لحظات المواجهة مع الخيانة ... فعندما يكون لدينا ملك جاسوس في المخابرات الأمريكية مثل الملك حسين ثم لا تجرؤ مملكته على نبش قبره ونثره على هذا العار الذي ألحقه بها فانها لاتستحق الحرية ... وعندما يبيع الملك المغربي القدس وهو الأمين عليها والمؤتمن من الأمة عليها ثم لا تقتله هذه الأمة فإنها لا تستحق أن تطالب بالحرية ... وعندما يتسلط رجل مثل القرضاوي على دينها ويمارس الاستبداد الديني وتبقى وفية له ولتعاليمه رغم ما رأته من دمار وكوارث ومهالك ... وستبقى عملية إنتاج هذه الظاهرة بسبب هذه الثقافة التي لا تحاسب الخونة بقسوة ... نعم لقد بلغ استهزاء الرجل بالأمة حداً لا يصدق أنه صار يقول أغرب الأشياء ويقتل البدهيات الإيمانية والدينية والأخلاق التي هي عماد أي دين ... صارت الأخلاق في الدين أن نقتل العلماء ونقتل المسلمين ونقتل المذاهب التي تخالفنا ... وصار الدين هو أن نتحالف مع الدول التي تستخف بالنبي وتصوره يحمل القنابل في عمامته ويخزن النساء في خيمته ... ولم يقل القرضاوي لهم أفّ .. بل كان مشغولاً بصياغة الفتاوى حسب الطلب ... وأسهل ما لديه كان هو صناعة الفتوى التي تحولت الى ماكدونالد دكان إتحاد علماء المسلمين ... والغريب أن قرار القتل لديه كان أسهل من قتل الثعالب .. ما يؤسف له هو أنه وبعد كل العنف والدمار الذي كان القرضاوي يفتي بجوازه لا يزال هناك من يترحم عليه ويعتبره وسطياً !!! ... وتخيلوا أنه كان وسطياً وخرج ببضعة ملايين ضحية ... إن القرضاوي ليس نسيج وحده ... وإن كان للقرضاوي فضل فإنه كشف لنا أن الهزائم ليست دوماً من صنع العدو ... إنه قدم لنا التشخيص لمشكلة في طريقة صياغة وتكوين العقل العربي الذي يخدره المنبر ... إنه الدليل على أن العقلاء يجب أن يبحثوا في طريقة لاخضاع رجل الدين لسلطة الفرد في الشارع وليس العكس ... وليكون رجل الدين موظفاً عند رجل الشارع وليس في قصر الأمير ... إنني كرجل أعرف أن عقل الله لا يشبه عقل البشر ولا أقدر أن أقرأ عقل الله ... إنني لا أعرف فعلاً أين سيكون القرضاوي اليوم ... لكنني سأتقدم بطلب عاجل إلى السماء أن تأخذ شهادات ملايين القتلى واليتامى والأرامل والجياع والمشردين والذين ماتوا في البحار ...
لا يوجد صور مرفقة
|