بقلم: ماجدة الحاج
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 04-08-2022 - 3047 "لا يوجد هدف في البرّ والبحر لا تطاله صواريخ المقاومة الدّقيقة..وإذا جاء شهر ايلول وبدأت "اسرائيل" باستخراج الغاز ولبنان لم يأخذ حقّه، فإننا ذاهبون الى مشكل"..برسائل على قدر كبير من الأهميّة، آثر الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله توجيهها الى الثنائي الأميركي-الإسرائيلي قُبيل ايّام على زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الىبيروت..اعاد السيّد في حديثه الى قناة الميادين ليل امس الإثنين، تذكير "من يهمّه الأمر" بالمهلة "الضيّقة" التي حدّدها اي شهر ايلول القادم، والا فإنّ الأمور مفتوحة على كل الإحتمالات، ولوّح مرّة اخرى بإمكانيّة انخراط محور المقاومة بالمواجهة اذا ما نشبت بين الحزب و"اسرائيل"، قائلا "إنه احتمال وارد وقوي جدا"! هي ليست المرّة الأولى التي يُلمّح فيها السيّد نصرالله الى محور المقاومة واحتمال دخوله على خطّ اي مواجهة بين حزب الله و"اسرائيل". فمنذ ايام صوّب ايضا على هذا الإحتمال خلال لقاء داخلي في الحزب، وأوضح "انّ ايّ تطوّر للحرب معنا قد يتوسّع ليشمل كلّ محور المقاومة".. وبدا واضحا في إطلالاته الأخيرة، انه فتح الباب امام احتمال التصعيد اذا لم يحصل لبنان على حقّوقه البحريّة.. وسط تسريبات نُقلت عن دبلوماسيين غربيين لفتت الى انّ موضوع التنقيب عن الغاز بين لبنان و"اسرائيل" سيحمل مفاجآت"من العيار الثقيل" خلال الأسابيع القليلة القادمة! بدا السيّد نصرالله في تهديداته باحتمال المواجهة العسكرية، مُمسكا باليد التي "توجع" الثنائي الأميركي-"الإسرائيلي"..فالإدارة الأميركية التي سعت جاهدة الى تهدئة جبهات المنطقة، تريد الا "يفلت" الإتحاد الأوروبي من يدها بعدما برزت تصدّعات في جدار دُوَله، وباتت اولويّتها النجاح في قضيّة تأمين الغاز البديل عن غاز عدوّه الروسي، وبالتالي، احتواء اي تصعيد مع حزب الله. و"اسرائيل" التي تلهث وراء تحقيق حلمها باستخراج الغاز وتصديره الى اوروبا في اَوج حاجتها الى الطّاقة، تتجنّب في هذه المرحلة ايّ احتكاك يؤدّي الى مواجهة مع الحزب..الى حدّ مطالبة صحيفة "معاريف"، " الإسراع في التوصّل الى حلّ حتى لو تطلّب ذلك القبول بكلّ ما يريده لبنان، كي لا تذهب الأمور الى تصعيد مع حزب الله"! وفيما اكدت صحيفة "اسرائيل اليوم"،"انّ تل ابيب مهتمّة بالتوصّل الى اتفاق قبل شهر ايلول خشية اي تصعيد مع حزب الله"، بدا لافتا ما ورد بصحيفة "هآرتس" في عددها يوم الثلاثاء الماضي، حيث رجّح الكاتب دانييل سويلمان-في مقال له تحت عنوان" حزبُ الله قد يفرض مواجهة تنعكس على كلّ المنطقة"، ان يبادر الحزب الى فرض حرب استنزاف على "اسرائيل" في الفترة القريبة القادمة لإيقاف تشغيل منصّة كاريش، وحذّر من تجاهُل "امر هام" كما حصل عندما مرّر نصرُالله كلمات هامة بخطاب له في 25 نيسان عام 2006 . "حينها توجّه نصرُالله الى سمير القنطار الذي كان سجينا في "اسرائيل"، وقال حرفيّا" اؤكّد لك بأننا سنلتقي قريبا جدا جدا جدا، ستعود بواسطة بندقيّة المقاومة، وعمليّة من عمليّات المقاومة".. وأضاف الكاتب:" هذه الأقوال لم يكترث اليها احد في اسرائيل"، الا انه بعد شهرَين ونصف اندلعت الحرب التي دفعت فيها "اسرائيل" ثمنا باهظا لحزب الله ورسّخته لاعبا اقليميّا"..ونبّه سويلمان لضرورة التوقف مليّا "امام كلام شخصيّة رفيعة في الحزب وهو محمد رعد"، والذي قال بالحرف" لا نأمل الحرب.. لكن سترَون قوّتنا قريبا"! أبعد من ذلك، بات النّقاش داخل المؤسسة الأمنيّة "الإسرائيليّة"، بنقل منصّة الغاز في كاريش بعيدا عن الحدود البحرية المتنازع عليها مع لبنان، لتجنّب اي تصعيد مع حزب الله- وهو ما اكدته وسائل اعلام عبريّة.." فقرب المنصّة من لبنان يمكن ان يتحوّل الى حادث متفجّر مقابل الحزب هناك- وفق اشارة نير دفوري، المتخصّص بالشؤون العسكرية.. ولا يتردّد محلّلون عسكريون "اسرائيليون" بالإشارة الى انّ "معادلة نصرالله الجديدة" ما بعد كاريش وما بعد بعد كاريش"، قد ارست ارباكا وقلقا في الدوائر الأمنية والسياسية في "اسرائيل"، وذهبت القناة 13 العبرية الى التأكيد على "انّ تل ابيب طلبت من الوسيط الأميركي الإستعجال بالتوصّل الى حلّ مع لبنان بخصوص هذه القضيّة قبل شهر ايلول تجنُّبا لأي مواجهة مع حزب الله"! وعليه، وضع السيّد نصرالله "اسرائيل" وحليفها الأميركي امام استحقاق داهم وخطير "النّفط والغاز للجميع أو لا نفط وغاز لأحد".. وقالها بوضوح"إنّ الذهاب للحرب اشرف بكثير من الوصول الى الإنهيار الشامل".. كلامٌ استوقف رئيس شعبة الإستخبارات "الإسرائيلية" سابقا عاموس يادلين، والذي دعا الى ما اسماه" الحذر الإستراتيجي" بعد تهديدات السيّد امس بالقول" إنّ نصرالله يدرك جيدا انّ الوضع الفظيع الذي وصل اليه لبنان، سيتمّ الخروج منه بعد الحرب". ويبقى السؤال الكبير ومتفرّعاته:" ماذا لو انقضت مهلة ايلول من دون التوصّل الى اتفاق يُرضي لبنان وتحديدا حزبُ الله؟ والى ماذا سيُفضي عدم الإتفاق؟ الى ضربات محدودة بين الحزب و"اسرائيل"؟ ام مواجهة عسكريّة شاملة في المنطقة؟ وهل تحضّر حزبُ الله فعلا لكلّ الخيارات؟ وعمّم توجيهاته لمقاتليه بالبقاء في حال الجهوزيّة القصوى بانتظار "شارة صفر" المبادرة الى استهداف منصّات الغاز "الإسرائيلية"على طول الساحل الفلسطيني المحتلّ؟- وفق ما كشفتشخصيّة صحافية مخضرمة مقرّبة من الحزب؟.. ام انّ الأمر أبعد وأخطر من ذلك؟ وفيما كشفت وسائل اعلام عبريّة اليوم، عن استنفار "اسرائيلي" كبير في عرض البحر، وانّ الجيش "الإسرائيلي" قرّر رفع حال التأهّب حول حقول الغاز الواقعة في البحر المتوسّط كما تعزيزه وسائل الدّفاع في السّاحة البحريّة، قبل ان تذكر قناة "كان" العبرية بدورها، عن اصدار الأوامر بعد تهديدات نصرالله بفرض حال التأهّب القصوى في اجراءات حماية منصّة كاريش.. كشفت معلومات مصدر في الصحيفة العسكرية البلغارية، انه - وفقا لمعلومات استخباريّة، فإنّ حدثا وصفته ب"الكبير" في الشرق الأوسط قد يسبق شهر ايلول، دون تحديد ماهيّة هذا الحدث أكان سياسيا او عسكريّا.. ليواكبه بالتزامن اشارة مصدر صحافي روسي، رجّح فيها "اقتراب حدث عسكري سوري غير مسبوق بضوء اخضر روسي، قد يشكّل مفاجأة غير متوقّعة" دون ذكر المزيد من التفاصيل!
لا يوجد صور مرفقة
|