يخضع الشمال والشمال الشرقي لسورية إلى كثير من التجاذبات بين فرص الحل السياسي تارةً ، وبين الحل العسكري الميداني تارةً أخرى ، ويعود ذلك إلى عمق الصراع والخلاف بين كافة الأطراف المتواجدة على جغرافية الشمال والشمال الشرقي لسورية أو العامل السياسي على الصعيد الدولي ، حيث تتواجد قوات الجيش العربي السوري صاحبة الأرض والحق الشرعي التي كفلته المواثيق الوطنية والأممية في الدفاع عن حقه وسيادته على كامل التراب الوطني للجمهورية العربية السورية ضد الإرهاب ومكافحته ووجود أية تنظيمات أو ميليشيات إرهابية مثل قسد وداعش والنصرة واخواتها أو قوات الإحتلال الأمريكي أو دخول القوات التركية الأراضي السورية تحت أية ذريعة عدوانية واهية وكاذبة مثل ضرب التنظيمات الإرهابية ، وتتواجد قوات للحلفاء والأصدقاء بدعوة رسمية وشرعية من الدولة الوطنية السورية وفي إطار العلاقات الدولية واتفاقات جنيف 2254 واتفاقات خفض التصعيد ومحادثات أستانا بين الأطراف الضامنة ، التي لم تستطع او تتمكن من تنفيذ أي آلية قانونية أو سياسية تنهي الأعمال العدوانية الإرهابية على الشعب السوري أو سرقة ونهب خيراته وثرواته ، بل أن الجانبين الروسي والإيراني يعملان على إيجاد فرص الحل السياسي على الساحة الجغرافية فمن جهة تحاول روسيا وضع ميليشيات قسد على الطريق الصحيح بتسليم كافة مؤسسات الدولة الوطنية الخاضعة لها إلى الجيش العربي السوري وبالتخلي عن عمالتها وارتباطها بالولايات المتحدة الأمريكية والعمل إلى جانب الجيش العربي السوري ، ومن جهة ثانية تحاول الجمهورية الاسلامية الإيرانية التوصل إلى تفاهمات سياسية وأمنية بين الحكومة التركية والدولة الوطنية السورية والتوقف عن مشروع القيام بعملية عسكرية في عمق الشمال السوري تمتد الى 30 كم بذريعة حماية الأمن القومي التركي وإبعاد ميليشيا قسد الإرهابية عن الحدود التركية لتأمين حالة من الأمن والاستقراركما تدعي وخلق واقع ديمغرافي جديد خاص بتنظيمات إرهابية ترتبط مع تركيا و هذا يتناقض مع حق السيادة للدولة الوطنية السورية ، لكن مايجري على أرض الواقع فهو غير ماترسمه السياسات الورقية والإعلامية ، والسبب في ذلك يعود إلى الطرف المعتدي المتمثل بالقيادة التركية ورئيسها أردوغان الذي لن ولايمكن أن يتخلى عن مشروع الأطماع العثمانية وعنصريته وسلوكه العدواني تجاه الشعب السوري وشعوب المنطقة كافة . والعامل الثاني الذي لن يتحقق من الناحية الإستراتيجية في وجود وممارسات ميليشيات قسد الإرهابية بسبب إرتباطها الوثيق وعمالتها مع قوات الإحتلال الأمريكية وممارساتها العنصرية وتعاونها مع الموساد الصهيوني ورفضها التخلي عن مواقع ومؤسسات الدولة الوطنية السورية التي تسيطر عليها ، وتسليمها للجيش العربي السوري ، وكل مانشهده ومايجري من محاولات للحل السياسي لن يسجل إنجازاً أو حلاً نهائياً ، فهناك تجارب سابقة مع تركيا العدوانية من جهة ومع ميليشيا قسد الإرهابية ، فهما لايلتزمان لا بالمواثيق ولا بالعهود ولا أمن أو أمان معهما فهما يسعيان لتحقيق مصالحهما الخاصة على حساب تقسيم سورية ونهب وسرقة خيرات الشعب السوري ، والدولة الوطنية في سورية تدرك خطورة الأطماع العثمانية وعنصرية ميليشيا قسد الإرهابية وهذا في صميم عمل ومواجهة الجيش العربي السوري لهذه التحديات القادمة .