بقلم: الدكتور خليل حسين
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 11-06-2022 - 533 تمكن مجلس النواب اللبناني من إنجاز استحقاق انتخاب رئيسه وهيئة مكتبه ولجانه، فيما تتهيأ رئاسة الجمهورية للبدء في الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس للحكومة ومن ثم تشكيلها، فهل ستتم العملية بسلاسة أم ثمة عقبات ستؤخر التشكيل؟ وما هو مصير استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية في الثلاثين من أكتوبر/تشرين الأول المقبل؟ كل ذلك مطلوب إنجازه في ظل ظروف استثنائية ضاغطة لا يحسد عليها شعب لبنان وما تبقى من مؤسساته. في عملية التكليف، يبدو أن لا مشكلة حقيقية في ذلك، لاسيما أن الحكومة المنتظرة إذا كتب لها التشكيل لن يطول عملها قبل أن تعتبر مستقيلة مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وبحسب تقاطع معطيات ووقائع كثيرة، تشير إلى حظوظ كبيرة للرئيس نجيب ميقاتي في التكليف، كما أن هناك مؤشرات لاحتمالين يمكن أن تسير بهما الأمور لاحقاً، ذلك بحسب الكثير من المؤثرات الداخلية والخارجية، الاحتمال الأول أن لا يتمكن الرئيس ميقاتي من التشكيل بفعل المناكفات ومطالب الأطراف، وحينها تبقى حكومته قائمة بصفة تصريف الأعمال مع بعض الخصوصية في توسيع صلاحية عملها في هذا الإطار بحسب مقتضيات المواضيع والظروف. وإما أن يتمكن من إعادة تشكيل الحكومة نفسها مع تعديل في بعض الحقائب والتي لن تتجاوز الأربعة بخاصة المقاعد التي لم يتمكن أصحابها من النجاح في الانتخابات النيابية الأخيرة، على أن تكون هذه الحكومة مهيأة عملياً لقيادة المرحلة القادمة في حال لم يتمكن مجلس النواب من انتخاب رئيس جديد. وفي كلا الحالتين ثمة صعوبات مصاحبة كثيرة، ولن تكون العملية سهلة التحقق. استحقاقان داهمان ينبغي على لبنان إنجازهما في ظروف استثنائية قاسية جداً، فإعادة تكوين السلطة ليست بالأمر اليسير في ظل ظروف اقتصادية ومالية واجتماعية متدهورة، وفي ظل غياب المخارج الممكنة من المؤسسات الدولية؛ فلبنان بات بين الدول العشرين الأكثر فقراً والمهيأ للمجاعة؛ حيث الفقر والعوز تخطى التسعين في المئة من شعبه؛ وحيث البطالة تجاوزت السبعين في المئة عملياً؛ وحيث تدهورت المداخيل إلى حدود غير مسبوقة؛ إذ لا يتجاوز الحد الأدنى الرسمي للأجور الثلاثين دولاراً، ما يعني أن الفرد مضطر لأن يعيش على دولار واحد يومياً.
لا يوجد صور مرفقة
|