هيَ سفينَة الهيمَنَة الأميركية، تسيرُ في بحرٍ وِسطَ موجٍ عالٍ مُتلاطم،
رُبان هذه السفينة دَولةٌ ماسونية عميقة تُمَثِلُ الشيطان الأكبَر والشَر العالمي، يتصدَّىَ لها قيصرٌ قصير له يداً طُولَىَ تصلُ إلى أقاصي الأرض وأفلاك السماء،
روسيا الإتحادية نَزُلَت عن عرشها الذهبي إلى الأرض وتَبَنَّت المواجهة بنفسها، ولَم تَقُم بتكليفِ وكيلٍ ينوبُ عنها في إدارة أكبر حربٍ تخوضها بشكلٍ مباشر بعد الحرب العالمية الثانية،
فلاديمير بوتين الرئيس الثاني لروسيا بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي السابق،
والذي لُقِّبَ بالقيصر لصرامتهِ وهدوئِه، قَرَّر إلغاء الهيمنة الأميركية وكسر الأُحاديَة والتَحَوُل إلى عالمٍ متعدد الأقطاب ونظامٍ عالميٍ جديد،ومنعها من تحقيق أهدافها ومخططاتها التي تهدف الى إبادة ثُلثَي البشريَة،
أميركا التي فاجئتها مواقف الرئيس بوتين، وصعقتها قدرتهُ على إدارة الأزمَة وتحدي هيمنة الدولار ورفع مستوَى هذا التحدي إلى حدود إندلاع حربٍ نوويَة وهوَ غيرُ آبِهٍ للنتائج مهما بلغت الأمور ذروتها،
مع كل ذلك بقيَت أميركا اللاعب الأكبر والأقدَر من ناحية تحريك أحجار الشطرنج من مواقعها كما يحلو لها وإن أطاحَ بها الملك الروسي،فكيفما دارت العجلَة هيَ لن تخسر شيئاً وستبقىَ الرابح الأكبر،
بالأمس حَرَّكَت حمارها فلوديمير زيلينسكي فحطَّمَهُ القيصَر،
واليوم تحاول واشنطن تحريك الإيل البولندي لتوسيع دائرة الحرب والإشتباك مع روسيا لإنهاكها واستنزاف قدراتها واقتصادها وقوتها،
لكن... ربما غابَ عن أذهان الأميركيين بأن روسيا لها حلفاء قادرين ومتمكنين، وهي دولة نووية لا تتوآنى عن الدفاع عن نفسها وصعق كل مَن يحاول صدمها أو كسر هيبتها،
المصالح القومية الروسية تبقىَ في المقدمَة لدى القيادة الروسية، والولايات المتحدة الأميركية تعترف لها بذلك، شرط أن تبقى الكلمة الفصل لواشنطن في إدارة الملفات الدولية، ولكن موسكو ترفض ذلك، وخصوصاً بعدما استشعرت بخطر المختبرات البيولوجية التي تستهدف القضاء على ثُلثَي سكان العالم وتحديداً أفريقيا التي تسعى واشنطن وأوروبا لإبادة شعبها والسيطرة على ثرواتها وجعلها موطناً لليهود الصهاينة في المستقبل الغير بعيد، في ظل تصاعد العمل الفدائي الفلسطيني، ونمو حركات المقاومة التي تنادي بتحرير فلسطين،
مخططات الدولة العميقة كثيرة وكبيرة، وروسيا تدرك مخاطرها وخطورتها، وعندما تأكدت أن السيل بلغَ الزُبى، سَلَّ قيصرها سيفهُ ليقاتل بنفسه ولا أحد يضمن إنحسار النار في بقعه جغرافية ضيقة إلَّا إذا أصَرَّ الشيطان الأكبر توسيع دائرتها لتأكله معها.