الثالث من أيار عام ألفين وإثنا وعشرين ، ِالقت طائرات مسيرة اسرائيلية منشورات في الجولان المحتل تخاطب ضباط وجنود الجيش العربي السورية والمقاومين؛ بان تواجدكم في المنطقة العازلة يتعارض مع اتفاق فك الاشتباك وهذا يحملكم مسؤولية...!!...يا للهول الاعتداءات الاسرائيلية وطرد مراقبي الامم المتحدة وتطبيب وتسليح المعارضين السوريين لم يكن يتنافى مع اتفاق فك الاشتباك في الجولان...
في مرة نادرة وبخطاب متقن ومدروس وممنهج، وبعد شهر من المواجهات الشعبية الفلسطينية في الاقصى طيلة ايام رمضان المبارك، حشدت جماهير ال٤٨ والضفة واستعرضت حضور قوتها الشعبية الصلبة والزمت اسرائيل بتعديل خططها ومنع المتطرفين من اغتصاب الاقصى وممارسة شعائر دينية بذبح القرابين وعطلت مسيرة الاعلام الاستفزازية، كما نفذ المقاومون عمليات بطولية متقنة ادت الى قتل اكثر من ١٦ اسرائيلي في ايام معدودات وعدد كبير من الجرحى. عمليات في تواترها ومناطق تنفيذها وخبرات المنفذين وانتماءاتهم اربكت الامن الاسرائيلي وكشفت عجزه وادت الى توتر بنية اسرائيل السياسية والاجتماعية وضربت في توازنات حياتها السياسية، وتهدد حكومة بينيت بالانهيار في اي لحظة.
في هذه الظروف والمعطيات النوعية، والجديدة الكاشفة عن حجم التبدلات الجوهرية في ميزان القوى اعتلى السنوار رئيس المكتب السياسي لحماس منبر يوم القدس في غزة واعلن مواقف تاريخية، وحدد مواعيد لأحداث نوعية ستغير ما قبلها. قال؛ ان فك الحصار عن غزة قرار اتخذ من محور المقاومة وسيتم فرضه بالقوة، وقال: على اسرائيل ان تفكك مستوطنات الضفة وتجلي المستوطنين قبل نهاية السنة الجارية، وطالب اللاجئين بالاستعداد للزحف الى فلسطين طلبا للعودة التي ستتحقق، واشاد بالقائد عرفات وبكتائب الاقصى التي اسماها عامود المقاومة والانتفاضات وقوتها المحورية.
كما قيم وقدر نضالات الشعب الفلسطيني في ال٤٨ واعطاها حقها ومكانتها النوعية في فرض التحولات والتطورات.
خطاب السنوار ليس منقطعا عن خطاب السيد حسن نصرالله في يوم القدس ايضا وقد حمل الخطابان تناغما واكدا مستوى التنسيق ودقته بين فصائل ودول محور المقاومة، واهم ما جاء فيه وجديده ان الرد على اي اعتداء اسرائيلي سيكون فوريا واعلن نهاية زمن الصبر واختيار المكان والزمان المناسبان.
مواقف واحدث ثلاثة على توافق وتفاعل وخط اشتباك وتصعيد في ثلاث جبهات محورية في الصراع العربي الاسرائيلي متسانده، وباتت جاهزة وحاضرة وحشدت قوتها ومعداتها لنصرة ومساندة حراك وثورة الشعب في فلسطين التاريخية بالسلاح لتكتمل الصورة ومعطيات الواقع التي تشير كلها الى ان زمن تحرير القدس ازف ونحن في قلب زمن تحرير فلسطين من البحر الى النهر.
التطورات والاحداث سابقة الذكر ايضا ليست منقطعة عما هو جار في الاقليم والعالم بل على تفاعل متين مع تأثيرات ونتائج الحرب في اوكرانيا ولها اشد العلاقات والروابط متانة مع تصاعد الاشتباك الروسي الإسرائيلي وبلوغه سقوفا عالية ومتصاعدة و لا مؤشر على تسويتها او ترقيدها ومعالجتها. فإسرائيل كشفت عن عدائها لروسيا وتبنت الموقف الامريكي وبدأت بإسناد اوكرانيا وهذه ام الكبائر عند روسبا ولهذا جاء تصريح لافروف الموثق؛ بان لهتلر اصل يهودي كزلنسكي اليهودي النازي واكدت الناطقة باسم الخارجية الروسية زاخاروفا؛ ان مرتزقة إسرائيليين يقاتلون في اوكرانيا وجاء تصريح لافروف كضربة كاسرة لقلب المشروع الصهيوني وما بني عليه من كذبة المحرقة واضطهاد اليهود ودور المانيا التي ابتزتها اسرائيل بالتعويضات واذلت حكوماتها وشعبها.
والمعطيات والقراءات الواقعية والملموسة لأحداث وتطورات الواقع التي رصدناها في تحليل معمق من ٧ اجزاء تحت عنوان؛ الشعب الفلسطيني في ثورة مسلحة لا سبيل لها الا النصر والتحرير تسمح بفهم وقراءة الاحداث الجديدة الجارية باعتبارها الارهاصات والادلة الواقعية القاطعة على ان فلسطين في زمن التحرير ....
من اين ومتى وكيف ستكون الشرارة؟؟
اسرائيل اصبحت كحقل اشتد يباسه، فلم يعد لها من نصير وازن ولا هي تمتلك عناصر القوة والسطوة ومحور المقاومة تقدم وانتصر في كل الحروب والمعارك واصحاب اسرائيل من نخب وحكومات الغرب والاطلسي باتو منشغلين عنها وحماتها من العرب والمسلمين باتو على ضعف حاد وانشغال عن اسناد ودعم اسرائيل وحمايتها والشعب الفلسطيني توحد وامتشق سيف القدس واربك اسرائيل وكسر ما تبقى لها من عناصر قوة وسطوة، فالحقل اليابس سيحترق من ابسط شرارة ومن اية جهة او سبب اتت.
المتطرفون وصراعات قبائل اسرائيل قد تكون الشرارة الحارقة، فنتنياهو والمتطرفين مصممين على اسقاط بنيت وادواتهم تسعير الاعتداءات الصهيونية على الاقصى والفلسطينيين، وقد يكون خطأ في تقدير المعطيات لدى قيادة اسرائيل الشرارة وقد يتسبب حادث عابر في الجولان او جنوب لبنان الشرارة وكذا على جبهة غزة الصابرة والمقاومة وان لم تقع واحدة من هذه ففك الحصار بالقوة العسكرية عن غزة ستكون الشرارة والا فقرار واع بدفع وتسريع وتنويع الانتفاضات والعمليات المسلحة وتصعيدها نوعيا في الضفة وال٤٨ ستفرض الاشتباك وتؤدي الى احتراق الحقل المتيبس.
فلسطين حقا في زمن التحرير وايام اسرائيل العادية باتت معدودة....
هذا تصريح لأولمرت رئيس وزراء اسرائيل في حرب تموز ٢٠٠٦ قالها بملء فمه وامام الكنيست الاسرائيلية وقوله يتجسد واقعا اليوم فقد نضجت كل الظروف وتوفرت كل الاسباب لاستعادة فلسطين عربية والقدس عاصمتها الابدية.