أما في العصر الحديث فيمكن القول إن لباس الخروج السائد للرجال في البلاد العربية في القرنين الماضيين من المغرب إلى المشرق، بل في الشرق الأوسط كله، لا يزيد على العباءة أو الجبة أو ما شابهها كالبرنس والدرّاعة، والثوب أو الجلابية، والغنباز (القنباز) والقَباء، وبعض المتممات الأخرى كالشال والشملة والحطة وغيرها.
فالعباءة رداء خارجي طويل فضفاض مفتوح من الأمام، مخيط من الأكتاف من وبر الجمل أو شعر الماعز، وفيه فتحتان للذراعين. وهناك أنواع من العبي تختلف أسماؤها تبعاً لمادتها وطريقة نسجها، فمنها البتية الرقيقة من صوف أو وبر، ومنها البِشْت من الصوف السميك. وتتنوع ألوانها بين الأبيض والأسود والكستنائي. وقد تطرز العباءة، وتزركش بخيوط الذهب والفضة.
والجبّة رداء شائع في مصر وبلاد الشام، طويل بأكمام واسعة عريض من الأسفل مفتوح من الأمام من دون أزرار، ليس له جيوب ولا ياقة، يرتدى فوق الملابس الخارجية، ويلبسه اليوم رجال الدين في الغالب.
أما اللباس الرئيسي للرجال في كثير من البلاد العربية فهو الثوب، وتتعدد أسماؤه، وتتشابه طرزه مع بعض الخلاف في التفاصيل من مكان إلى آخر، ومنها الدشداشة والجلابية، والثوب رداء طويل فضفاض عريض من الأسفل بكمين وياقة وأزرار، وقماشه من القطن أو من نسيج خفيف أبيض صيفاً، ومن صوف أو جوخ ملون شتاء. ويعد الثوب مع الغترة أو الشماغ أو الكوفية والعقال الزي الرسمي لسكان دول الخليج العربي.
وأما الجلباب فيكون من قطعة مزدوجة مستطيلة الشكل كالكيس المفتوح من الأسفل من قماش خفيف مخيط من الجانبين، فيه فتحة للرأس وفتحتان للذراعين، بكمين أو من دون أكمام، وله جيوب، وقد يطرّز صدره وأكمامه، ويسمى صاية في بلاد الشام إن كان قماشه من حرير.
والغنباز كلمة تركية، وفصيحها القباء، وهو رداء واسع سابغ مشقوق المقدمة من حرير أو قطن أو نحوهما بقبة عالية وكمين طويلين مشقوقي الطرفين، يضم جانب منه على جانب، ويحزم بمِنطقة من قماش خفيف، أبيض اللون صيفاً، ومن صوف أو جوخ أو قماش سميك ملون شتاء تسمى شملة أو شالاً.
وهناك أيضا القميص الذي يرتدى متدلياً خارج السروال، ويثّبت بأزرار بكمّين أو من دونهما. وقد يكون السروال واسعاً في قسمه العلوي ضيقاً عند الساقين؛ فيسمى «شروالاً»، ويثبت على الخصر بنطاق من قماش أو حبل مضفور يسمى «تكة»، وهو لباس أهل الشام في مدنهم وريفهم، أو يكون متناسقاً على قدر الجسم؛ فيسمى بنطالاً Pantalone (عن الإيطالية)، وقد تزم الساقان عند الكاحل، أو تتركان طليقتين. وفوق الجميع سترة (جاكيت)، أو صدرة تسمى «ميتان» أو معطف (ساكو) أو جبة بأطوال مختلفة. وإلى جانب ذلك كان الرجال في المناطق الشرقية من السلطنة العثمانية وبلاد فارس يرتدون القفطان المطرز بياقة عالية وأكمام طويلة قد تتجاوز الأصابع، ويحزم بمنطقة عند الخصر، يزينها خنجر. ويضع الجميع عند الخروج رداء فوق زيهم يتألف في بلاد العجم من معطف ضيق على قدر الجسم وكمين معلقين، وفي المناطق الأخرى رداء فضفاضاً بلفقين من غير حزام مغلقاً من الأمام كالجبة أو مفتوحاً بردنين واسع الكمين من جوخ أزرق أو من صوف مخطط يسمى مِدْرَعَة، ويسميها العامة بِنيش binish أو فرجية، وهناك أيضاً البرنس المخطط ذو القلنسوة والمضربية التي ترتدى في الشتاء.
أما لباس القدمين فالنعل أو الصندل أو الصرمة أو التاسومة أو البابوج من دون كعب أو «الجزمة»؛ وهي تسمية تركية تعني حذاء بساق طويلة. ومن ألبسة الرأس العمامة بأنواعها، والتربان، وهو من أصل هندي، ويتألف من عدة أمتار من الشاش تلف حول الرأس أو حول طاقية من لباد، وهناك أيضا القبعة الفاسية والطربوش من اللباد الأحمر.
وفي الجزيرة العربية والريف في بلاد الشام يتألف لباس الرأس من طاقية وكوفية أو حطّة أو شماغ أو غترة واسعة من القطن مربعة الشكل مثنية قطرياً، وفوقها العقال أو من دونه.
ترتدي النساء المسلمات من ذوات الثراء في بيوتهن ملابس فاخرة من حرير أو كتان أو موصلين، يلي البدن منها شعار أو درع أو قميص مخيط بكمين غير مفرج من قماش رقيق من القطن أو الحرير أو الكتان، ويليه صدرة أو وشاح أو شال، وسراويل طويلة فضفاضة أو ضيقة من المخمل أو البروكار أو الحرير، وفوق الجميع جلباب (بالتركية فشتان أو فستان) من قماش فاخر، أو قفطان نسائي بفلقين (خاصة في تركيا وفارس) قصير من المقدمة يكشف عما تحته من لباس، ومثبت بأزرار أو من دون تثبيت. وقد تلبس المرأة فوق لباسها هذا عباءة أو ملاءة من غير أكمام أو ملحفة. وقد يستعاض عن ذلك عند البدو وسكّان جزيرة العرب بثوب أو جلباب من حرير أو قطن ملون؛ وفوقه بُرد أو شال أو عباءة أو ملاءة سوداء.
أما اليوم فقد غدت الأزياء الغربية عامة والبسيطة من غير تكلف هي لباس الخروج السائد للنساء والرجال في معظم البلاد العربية، كما هو شأن أكثر بلاد العالم، خاصة في المدن؛ مع المحافظة على بعض التقاليد القديمة. وما تزال بعض مناطق الريف تحافظ على أزيائها التقليدية خاصة في المناسبات والاحتفالات العامة.