جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

من “الربيع العربي” إلى “الربيع العِبري” | بقلم: البروفسور بيار بولس الخوري
من “الربيع العربي” إلى “الربيع العِبري”



بقلم: البروفسور بيار بولس الخوري  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
31-07-2021 - 1224

لم يَعُد من الممكن فهم شيءٍ في الشرق الاوسط من دون العودة الى مُفارقة استعصاء التغيير مع استحالة استمرار ما هو قائم.

كان “الربيع العربي” مِثالًا ساطعًا على ذلك في لحظةٍ بدا الماضي ثقيلًا جدًا علي الشعوب العربية التي خرجت من الهموم الكبرى، بعد أن أتعبتها، إلى محاولة البحث عن ذواتها في اقتصاداتٍ مُتحوّلة هجينة. لعب “الربيع العربي” بين سقوط الحلم الوطني وضياع الحلم الشخصي.
لم يَعُد مُمكنًا التوفيق بين المهانة الوطنية والمهانة الشخصية خصوصًا في ظلّ الخوف من المستقبل. حصل ذلك لسببين: خروج العالم من نظام وترتيبات الحرب العالمية الثانية، ووقوع عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية بأوّل أزمة اقتصادية عالمية مُعمَّمة اعتبارًا من العام 2007. طَرَحَ استبدالُ الحلم العربي بـ”الربيع العربي” إشكاليةً أكبر من الحاجة إلى ذلك الربيع: أن تعرفَ ما لا تُريد لا يعني بالضرورة التقدّم نحو المستقبل. ذلك هو الدرس الأساس من تجربة “الربيع العربي”.

لا زال العالم العربي يتخبّط بالنموذج الإقتصادي الفاشل، وبعدم القدرة على تظهير اقتصادات قادرة على التعامل مع عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، وبالأحرى عالم ما بعد زوال نتائج الحرب العالمية الثانية.

لوَهلةٍ بدت إسرائيل قوية جدًا في ظل الفشل العربي. دولةٌ استطاعت التخلّي عن القِيَم الإشتراكية التي تأسّست عليها، واستطاعت الإندماج سريعًا في الاقتصاد العالمي الجديد مُظهرةً نموذجًا مُدهشًا من الجمع بين قواعد المعلومات الكبرى وحداثة الاتصالات والتكنولوجيا متناهية الصغر (النانو). فعلت إسرائيل ذلك ولكنها بقيت الدولة غير الكفوءة التي تقوم على اقتصادِ التعويضات والمُساعدات وسرقة أرزاق الغير. بالمختصر هذا هو السرّ الرئيس من أسرار نجاح إسرائيل.

تقدم عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية سريعًا: جاءت الولايات المتحدة برئيسٍ مُلوَّن من أصلٍ إفريقي مُسلِم حفر اسمه في تاريخ أميركا والعالم كواحدٍ من أعظم الرؤساء، وبعد أربع سنوات جاءت بنائبة رئيسٍ مُلَوَّنة هي الأخرى. أوصلت لندن عمدةً (رئيس بلدية) مُسلم إلى مدينتها. وفي مضمارٍ آخر ودّع العالم كثيرًا من القِيَم المُقفلة وتحوَّلت السياسة إلى مكانٍ نجد فيه المُتحَوِّلين والمُثليين وكل الظواهر التي أفرزتها حرية الحياة الشخصية. المملكة التي مثلت يومًا رمزًا قويًا للتشدّد الديني في ممارسة الإسلام جاءت بقيادةٍ شابة أعطت المرأة حقوقًا لم يكن من الممكن تصوّرها قبل عقدٍ من الزمان.

كل القِيَم في العالم تغيَّرت نحو المزيد من حرية الأفراد والجماعات وقبول الآخر إلّا في إسرائيل. بقيت تلك الدولة الغائصة في ميثولوجيا دينية تتقدم إلى الخلف آلاف السنين.

لم يعد العالم قادرًا على العيش مع نموذج إسرائيل، ولم يعد الشرق الاوسط قادرًا على انتظار انتصار الماضي الذي لم يفعل سوى تحطيم الحاضر والمستقبل في منطقة غنية بالطاقات والموارد والأحلام. بدا العالم مع انتفاضةِ حي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية وأراضي العام 1948 جاهزًا ليقول كلمة: كفى إسرائيل!

فُتِحَ الإعلام العالمي أمام الصوت الفلسطيني لأوّل مرة. منصات التواصل باتت تُسوِّق استطلاعات تسأل عن رأي الناس حول الفصل العنصري (الأبرتايد) الإسرائيلي، وعالم مُتفرِّج وهو يسمع صوت صواريخ “حماس” تدكّ تل ابيب.

هل لاعب العالم إسرائيل بالورقة الأصعب؟ “نأسف لن نُساهم هذه المرة في تقديم خدمات نزع الخوف عن شعبك الذي زرعتيه بأفعالك”. ذلك هو الدرس الكبير بعد الذي جرى في فلسطين. المدن والمستوطنات تُدَكُّ بالصواريخ، إسرائيل عاجزة تمامًا عن وقف خطر الصواريخ، فلسطين إلى واجهة اهتمامات العالم. ما أصعب هذا المشهد على إسرائيل!

إفتتح عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية بسقوط نظام الفصل العنصري في أفريقيا الجنوبية، ودار العالم دورة كاملة في نزع نتائج تلك الحرب عبر أصقاع الأرض، وها هو يحطّ اليوم في آخر محطة: الدولة العبرية.

العالم يقترب من أزمة أعقد وأشمل من أزمة العام 2007، بعد ما أنفقته الحكومات على جائحة كورونا في ظل تعطّل اقتصاداتها، وهي تحتاج خيرات الشرق الاوسط لخلقِ مُتَنَفَسٍ كبير للرأسمال العالمي درءًا للأزمة. هذا بدوره يحتاج إلى تسويةٍ تاريخية يُريدها المال اليوم بشكلٍ صارخ. كل شيء مُتوَقِّف في المحطة الإسرائيلية.

فهل تحتاج إسرائيل الى “ربيعٍ عِبري” لحلّ التناقض بين الماضي والمستقبل؟ وهل تحتمل اسرائيل نتائجَ ربيعٍ يقطع بين رفض التغيير والحاجة الماسة إليه؟ العرب قادرون دائمًا على التعايش مع الحطام…ذلك لا ينطبق تمامًا على اليهود.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


مفهوم القضم التدريجي للوجود الصهيوني
بقلم: موقع سنمار سورية

الحرب على أخلاقيات المقاومة
بقلم: هادي قبيسي



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب البروفسور بيار بولس الخوري |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//