جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الاسرائيليون الاتراك .. والاتراك الاسرائيليون .. متى ينتقم الفرات؟؟ | بقلم: جامعة الأمة العربية
الاسرائيليون الاتراك .. والاتراك الاسرائيليون .. متى ينتقم الفرات؟؟



بقلم: جامعة الأمة العربية  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
02-06-2021 - 1526

لاأدل على ان الأباء هم آباء حقيقيون سوى انهم يخشون على أبنائهم .. ويضحون من أجلهم حتى الموت .. والارض كذلك لايملك جيناتها الا أباؤها الحقيقيون فيخافون عليها من العطش ومن الغرق ومن الحر ومن القر .. ويعاملونها كانها ولد .. وهذا هو الفرق بين الطارئ والاصيل .. ولذلك ترى ان الفلسطينيين يموتون وليس بيدهم الا حجارة وسكاكين ولحم قلوبهم فيما ان اي حرب تكلف الاسرائيليين دما كثيرا تعتبر كارثة ولايتردد الاسرائيلي في ان يحزم حقائبه فورا ويغادر .. وهذا هو سبب التشاؤم في المجتمع الاسرائيلي من اصرار قوى المقاومة على نشر فكرة التضحية والقتال التي لانهاية لها الا في قلب القدس ..فيما ليس لدى الاسرائيلي هذه القدرة على البذل .. ومن هنا تجد ان الاسرائيلي استأجر من لديه القدرة على البذل والموت نيابة عنه وهو تنظيمات القاعدة والاخوان المسلمين وداعش .. وقاتل معهم من الجو وعبر الدعم اللوجستي والاستخباري والاعلامي .. ولكنه لم يمت معهم .. فنجح لفترة قبل ان يعود الى المربع الاول .. أي ان عليه هو ان يدافع ويدفع ثمن الارض التي يحتلها دما لان الطرف الاخر المقاوم لديه كل الاستعداد للموت وبذل الدم في سبيل ارضه ..
الاسرائيليون لايملكون الارض بل يرون فيها مشاريع استثمار ولذلك فانهم عندما يتقدمون لايكترثون بالخراب والتدمير الذي يلحقونه بها فهي في النهاية ليست لهم ..
والاتراك يعيشون نفس العقيدة .. فأرض الخلافة هي ارض اللبن والعسل والعبيد وشباب السخرة والسفربرلك .. والكل يموت من أجل السلطنة العثمانية وليس من أجل الارض .. ولذلك فان هزيمتهم في الحرب العالمية الاولى لم تكن بسبب طعنة العرب كما يقولون بل لأن القوات التركية التي كانت تقاتل كانت تقاتل عن أرض ليست لها .. وليست مستعدة للموت من أجلها .. وهو نفس السبب الذي جعلهم يتراجعون من سورية امام قوات ابراهيم باشا المصرية قبل عقود .. التركي لم يقاتل بشراسة الا عندما كان يدافع عن أرضه في الاناضول حيث لم يكن هناك عرب يقاتلون عنهم او شباب السفربرلك يموتون نيابة عنهم كالذباب .. وكل ما كان يقوله اردوغان انه سيدخل سورية ويصلي في الجامع الاموي كان مبنيا على ان غيره من العرب هو من سيقاتل وسيموت وهو سيأتي ليصلي منتصرا بدمهم .. ولم يكن اي تركي مستعدا للموت على اسوار دمشق للصلاة في الجامع الاموي .. وهذا من الاسرار التي تعاملت معها القيادة السورية .. اذ ادركت ان التركي لن يدخل في لعبة الموت .. بل سيكون في الصفوف الخلفية حيث يموت من في المقدمة ويقطف التركي النصر من المؤخرة .. والتركي سيدفع كل مايملك الا الدم التركي .. وهذا ماحدث في ليبيا وناكورنو كاراباخ .. فجميع من ماتوا لم يكونوا اتراكا .. بل مرتزقة عرب وسوريون ..
واليوم في ادلب رغم انه يستعرض عضلاته وعساكره لكنه في اي معركة يتعرض فيها للخسائر سينسجب وسيركز في قتاله على دفع المرتزقة الى المحرقة حيث يبذل دمهم من أجله .. وكلنا نعرف انه في الاحتكاكات الماضية وجهت له ضربات عنيفة قتلت عشرات في من جنوده فجن جنونه وطار الى موسكو وطلب التدخل السريع بحجة انه لايريد قتال روسيا .. ولكن الحقيقة هي انه يعرف ان الاتراك سيشنقونه اذا مات أبناؤهم خارج تركيا من أجل العرب الذين يعتبرون انهم طعنوهم في الحرب العالمية .. ورغم قوة الجيش التركي الا ان نقطة ضعفه هي في ضعف القدرة على الموت خارج أرضه .. فالاتراك رغم نزعتهم الطورانية الا انهم يدركون ان امبراطوريتهم هي أراض مسروقة وعليها قوميات اخرى تملكها .. وهم لايمانعون في استردادها ولكن دون بذل دم تركي .. وهذا سيكون من العوامل التي ستسمح بانهاء ملف ادلب الذي يخضع لمساومات ومفاوضات معقدة .. اذا لم تنته فسيتم انهاؤه عسكريا .. وهو مايريد اردوغان تجنبه خاصة في ظل انهيار الليرة التركية .. وتفاقم الازمات الداخلية ..
المهم مايفعله اردوغان في مياه الفرات يعكس العقلية التي يعامل بها التركي أرض الخلافة .. فبالرغم من انه يعتبر نفسه وليا على المسلمين وخاصة في سورية والعراق وفق الميثاق الملي المستمد من الخرافة العثمانية الذي يشبه ميثاق شعب الله المختار المشتق من الخرافة التوراتية .. بالرغم من انه يعتبرها ارضه والناس الذين عليها رعاياه .. فانه لم يتورع عن قطع مياه الفرات عن الارض التي يدعي انها له ولشعبه وخلافته .. ولم يكترث برعاياه ان ماتوا عطشا وجوعا .. بل فوق كل هذا فانه فتح مياه الصرف الصحي التركية على مجرى الفرات ليملأه بروث الأتراك وبولهم .. والسبب هو انه لايعتبر هذه الارض الا انها متاع وزينة لامبراطوريته ومصدرا للخراج والجنود والمتطوعين والخدم .. ولذلك فانه يخربها اذا لم تخضع له .. ويدمر فيها الحرث والنسل ..
واذا قارنا سلوكه بسلوك الاسرائيليين فاننا نجد تطابقا في السلوك تجاه الارض .. فعندما وقع الاردنيون اتفاق وادي عربة اتفقوا مع الاسرائيليين على تزويدهم بالمياه .. ففسر القانونيون الاسرائيليون الاتفاق على انه يعني اي مياه .. فقرروا توجيه مياه الصرف الصحي للمستوطنات الى انابيب مياه الشرب الاردنية .. اي زودوا الاردنيين بروثهم وبولهم .. والسبب هو انهم لايكترثون بالارض ومن عليها لانهم لايملكونها .. ولانهم لايملكونها سيقتلون من يسكن عليها .. كما هي عادة كل المستوطنين في التاريخ .. في اميريكا وفي استراليا وفي نيو زيلندة .. نفس عقلية التخلص من الاخر وتسميم ارضه كي تصبح (لنا) .. لأنها ليست لنا طالما ان فيها آخرين وسكانا ينتمون لها .. ويعملون في أرضها ويأكلون من زرعها ..
هذه هي علاقة العثمانيين بأرضنا .. اما ان يقتلونا او ان يقتلوا الارض كي نموت .. لأنها ليست لهم ولأننا لسنا جزءا منهم ..
وهذا هو سبب اننا انتصرنا على المشروع العثماني الاردوغاني .. فالسبب هو اننا أصحاب الارض وننتمي لها ونحميها نموت فيها ومن أجلها .. وقد بذلنا دما لاتبذله اي امة .. وهذا هو سبب اليقين ان ادلب لن يطول بقاء أردوغان فيها وسيتم اقتلاعه بالقوة .. في فترة ليست بعيدة على الاطلاق .. وهو يحاول تتريكها بسرعة لسبب واحد هو انه يريد السكان السوريين الذين يصيرون اتراكا مرتزقة له أن يقاتلوا وأن يموتوا في الدفاع عنه ..
وهو نفس السبب الذي يدعونا للثقة المطلقة ان الانفصاليين الاكراد لن يصمدوا الا ساعات في اي مواجهة معنا .. لانهم لايدافعون عن أرضهم .. بل سلوكهم هو سلوك المستوطنين والمرتزقة الطارئين .. فهم هاجروا من تركيا ولجؤوا الينا وهم يدركون ان ارضهم ليست في الشرق السوري بل في جبال شرق الاناضول .. وهناك على الجبال يجب ان يموتوا وليس على هذه الارض ..
هذه القاعدة الذهبية في العلاقة بين الارض والانسان والدم هي التي نسميها خريطة الدم وليست خريطة دم الطوائف التي صممتها المخابرات الامريكية .. فدم الارض من زمرة دمنا وليست من زمرة دم مجاهدي داعش المهاجرين .. ولذلك هزموا جميعا عندما اصطدموا بدمنا .. لأنه دم الارض .. والفرات الحبيس في سجون تركيا لن يترك حبيسا الى الابد .. وسيطلق سراحه .. ولن نسمح بقتله .. فالانهار العظيمة لاتموت لان مياهها هي دم الارض ..
الجنون الطوراني يصل مستويات هستيرية .. حتى انه صار يعبث بالطبيعة والجغرافيا والتاريخ .. وبرمز أبدي للتاريخ والجغرافيا والطبيعة كالفرات .. وانتقام الانهار والطبيعة يكون أحيانا مثل اللعنة .. ولاندري من سيحمل الى الاتراك اللعنة بيديه ..
لاشك ان الفرات سينتقم .. ولاشك ان هناك من سيساعده على الانتقام ممن ظنوا ان حدودهم تبدأ من الفرات وتصل الى الى النيل .. وممن ظنوا ان امبراطورياتهم يبنونها من جثة نهر الفرات ..

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الاستعمار الجديد وتأثيراته على النساء في البلدان الاسلامية
بقلم: الدكتورة هالة سليمان الأسعد

بعد "سيف القدس"... الكيان "بؤرة رُعب" و"الهجرة العكسية" ستبلغ ذروتها
بقلم: فاطمة سلامة



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب جامعة الأمة العربية |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//