جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

صاروخ "ديمونا"... الجذور والدلالات | بقلم: جسن لافي
صاروخ "ديمونا"... الجذور والدلالات



بقلم: جسن لافي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
27-04-2021 - 1456

تفجير مفاعل "نطنز" الإيراني وما تم تسريبه إلى الإعلام الأميركي بأنَّ "إسرائيل" تقف وراء العملية، الأمر الذي سوَّق له الإعلام العبري، كما يبدو، بإيعاز من المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، مثّلا خطوطاً حمراء ترسمها "إسرائيل" للمتفاوضين في فيينا حول شروط العودة الأميركية وإحياء الاتفاق النووي الإيراني "5+1".
اختلاف وجهات النظر الأميركية تحت قيادة جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالنسبة إلى الموقف من الاتفاق النووي، ليس معناه انفكاك الحلف الصهيو أميركي أو تراجع إدارة بايدن عن حماية "إسرائيل"، ولكن نتنياهو يحاول الضغط على حليفه الأميركي من أجل وضع ملفّ الحدّ من تعاظم قدرات محور المقاومة وازدياد نفوذه العسكري في الإقليم كأحد العناوين الرئيسية في التفاوض الجديد بين المجتمع الدولي وإيران، وكمطلب حيويّ للحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي، وعدم اكتفاء الأميركيين بمعالجة الملف النووي الإيراني فحسب. 
تعود جذور المطالب الإسرائيلية الجديدة إلى فشل الرهان الإسرائيلي الاستراتيجي على أن الأزمة السورية ستشكل المستنقع الذي سيُغرق محور المقاومة بكليّته في دوامة الصراع اللامنتهي، إذ اعتمد المخطّط الإسرائيلي على أنّ حلفاء "إسرائيل" الدوليين، وخصوصاً الأميركيين، وأدواتها في الإقليم، سواء الجماعات الإرهابية أو دول التطبيع الخليجي، قادرون على تحقيق المصالح الإسرائيلية في استدامة دوامة الدم في سوريا، مع السعي لتصديره إلى بقية دول الإقليم، بعيداً من كيانها ومصالحها.
شكّل انتهاء الصراع في سوريا صدمة استراتيجية لأصحاب القرار الإسرائيلي، إذ تفاجأت "إسرائيل" بأنَّ محور مقاومة وُلد من أتون الأزمة السورية أكثر قوةً عسكرياً، وأكثر انتشاراً من الناحية الجغرافية، والأهم أكثر ترابطاً بين جبهات المحور على امتداد الإقليم، وبات يحيط "دولة" الاحتلال بدوائر نار ثلاثية الأبعاد، كما تُطلق عليها مراكز الأبحاث الإسرائيلية، لكنَّ الأخطر من وجهة نظرنا أنّ محور المقاومة بات أكثر ثقة بقدرته على تحقيق النصر على "إسرائيل" في أيّ مواجهة قادمة، وخصوصاً في ضوء تجربته في إفشال مؤامرة تفتيت سوريا وهزيمة المخطّط الداعشي في الإقليم، الأمر الذي وضع "إسرائيل" أمام ضرورة مواجهة محور المقاومة على كل المسارات، ولكن بالتأكيد ليس بمفردها، بل كمحور صهيو عربي أميركي.
سعى نتنياهو من خلال المسار السياسيّ والاقتصاديّ إلى استثمار وجود الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب في تدعيم الحلف الصهيو عربي أميركي على 3 مستويات:
الأول، انسحاب الولايات المتّحدة الأميركيّة من الاتفاق النووي مع إيران، وممارسة سياسة الضغوط القصوى، من خلال العقوبات الاقتصادية على محور المقاومة بكلّيته.
ثانياً، إيجاد حالة من المواجهة العسكرية العلنية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، الأمر الَّذي برز باغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني، وبالتالي تعطيل الانسحاب الأميركي العسكري من الشرق الأوسط، الأمر الذي يعزّز القوة الإسرائيلية في المنطقة.
ثالثاً، مارس ترامب ضغطاً لإخراج العلاقات العربية الإسرائيلية من السرّ والخفاء إلى العلن والوضوح، تحت مسمى اتفاق "أبراهام"، في إعلان صريح عن الحلف الصهيو عربي أميركي في المنطقة.
أدركت المؤسَّسة العسكرية الإسرائيلية أنَّ مسار المواجهة العسكرية المفتوحة مع محور المقاومة لن يخدم مصالحها، والأهم أنَّ احتمال الهزيمة الإسرائيلية فيه وارد، ولكن في الوقت ذاته لا بدّ للمؤسَّسة العسكرية الإسرائيلية من أن تحدّ من تعاظم قوة محور المقاومة. لذلك، استخدمت استراتيجيّة "المعركة ما بين الحربين" ذات الوتيرة المنخفضة في المواجهة، والتي يمكن أن تحقق بعض الانتصارات الإسرائيلية التكتيكية، ولكنها لا تستطيع إزالة تهديدات محور المقاومة الاستراتيجية.
حدثت تغيرات في البيئة الاستراتيجية داخل المحور الصهيو عربي أميركي، تمثّلت في ازدياد عدم الاستقرار الإسرائيلي الحكومي، وفوز بايدن في الانتخابات الأميركية من جهة، وصمود محور المقاومة، وخصوصاً إيران، أمام الضغوط الأميركية القصوى، من جهة أخرى، الأمر الذي تطلّب من "إسرائيل" إعادة النظر في استراتيجية مواجهتها مع محور المقاومة مرة أخرى في ضوء التغيرات الجديدة.
تحاول "إسرائيل" رفع وتيرة استراتيجيّة "المعركة ما بين الحربين"، من خلال الاعتماد على العمليات الأمنية السرية، كما حدث في تفجير مفاعل "نطنز"، ولكن مع انتهاج سلوك إعلامي مغاير، يعتمد على إعلان المسؤولية الإسرائيلية عن تلك العمليات بطريقة غير مباشرة، بخلاف المعتاد في عمليات "المعركة ما بين الحربين".
بذلك، تهدف "إسرائيل" إلى توريط الرئيس الأميركي بايدن الملتزم التزاماً صهيونياً بحماية أمن "إسرائيل"، وبالتالي منعه من ممارسة أيّ ضغوط على "إسرائيل" للقبول بأيّ اتفاق أميركيّ مع إيران لا يعالج الخطر العسكريّ لمحور المقاومة، إلى جانب الخطر النووي الإيرانيّ.
تبقى المعضلة الأساسيّة أمام قرار "إسرائيل" رفع وتيرة العمليّات الأمنيّة الإسرائيلية بشكلها الجديد، اصطدامه بقرار حاسم من محور المقاومة بعدم السماح بذلك، ولو أدى الأمر إلى مواجهة مفتوحة. تلك هي الرسالة التي، كما أعتقد، حملها الصّاروخ المجهول النوعية الّذي انطلق، بحسب الرواية الإسرائيلية، من الجولان السوري، وسقط قرب الموقع الأكثر حساسيّة في "دولة" الاحتلال، أي مفاعل "ديمونا"، قاطعاً أكثر من 200 كم فوق فلسطين المحتلة، من دون تمكّن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي المتعدّدة من إسقاطه.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الإعلام رأس حربة الصراعات وغسيل الأدمغة
بقلم: الدكتورة ميادة رزوق

((مكالمة مع الملائكة ))
بقلم: جامعة الأمة العربية



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب جسن لافي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//