إلى كل المغاربة ...:
كلمات اليوم هي حول جريمة في حق الوطن .. نترك وصفها للمغاربة .
كبرى ؟ شنعاء ؟ ...الخ .. كل حسب مشاعره .. كل حسب وطنيته .. كل حسب تخصصه ...
في تعريفه ل" *التطبيع* " خلال حملة الرئاسيات الأخيرة في تونس الشقيقة، قال شيخ القانون الدستوري الذي سيصبح رئيس الجمهورية ببلد صاحب " إذا الشعب يوما أراد الحياة ..." :
لا أعترف حتى بهذه التسمية .. و بهذا المفهوم لأنه مضلل .. و التعريف الوحيد للتعاطي مع الكيان الصهيوني المحتل هو *" الخيانة العظمى " ..*
،، إلى كل المغاربة .... :
الرئيس المحترم قيس سعيد، الذي يعبر عن نبض شعبه، عرف، و هو الاكاديمي الخبير في تحديد المفاهيم، مفهوم التطبيع التعريف الدقيق و حدده، معرفيا، التحديد العلمي الأدق .
ولو اعتمدنا تعريف الرئيس المنتخب، و المعبر عن إرادة شعب تونس الخضراء، فاين يجب علينا تصنيف من لا يكتفي حتى بمجرد التطبيع مع العدو الصهيوني العنصري، و لا حتى باداء دور الطابور الخامس في تمرير أجندته التخريبية في بلادنا، وإنما يصر على أداء هذا الدور، الخسيس في العمالة، بأسلوب يمعن في استفزاز و احتقار و إهانة المغاربة و رموزهم الوطنية بكل وقاحة و استهتار، مطمئنين إلى أن المؤسسات الموكولة إليها السهر على حماية الرموز والسيادة الوطنية وإنفاذ القانون و الحفاظ الأمن، هي في أحسن الأحوال، عاجزة أمام الصهاينة و عملائهم .
نعم إنها جريمة نترك وصفها للجهات المختصة .. و للمغاربة أن يصفوها كما تملي عليهم ضمائرهم ووطنيتهم .
ولكن ما هي قصة هذه الجريمة بالضبط ؟
إنها، أيها المغاربة، واقعة تلخص معاني هذه المرحلة الخطيرة التي نحن بصددها منذ الإعلان الرسمي عن التطبيع .
فخلال إعلان ميلاد "جمعية " تسمي نفسها "مغاربة من اجل التسامح " بالدارالبيضاء، مساء الخميس 28 يناير 2021 ، تم إهانة العلم الوطني المغربي، كما لا يمكن لأحد أن يتصور أن نصل إليه يوما في بلادنا . لقد تم وضع العلم الصهيوني فوق حاملة العلم المغربي، في مشهد معبر عن طبيعة الأجندة الصهيونية التي انخرطت في دوس الرموز الوطنية منذ عدة سنوات، و حرصت، في واقعة يوم الخميس الماضي، على استباحة الشرف والكبرياء المغربيين من خلال إهانة واحتقار ما ترمز إليه الراية المغربية؛ وطن و شرف المغاربة ! .
و لمزيد من المعطيات، فإن "النشاط" تم برئاسة المدعوة "سوزان أبيطان" . أما أين تم ذلك؟ فليس في أي مكان آخر غير مقر الرابطة اليهودية بالدارالبيضاء !!!.
الجريمة الجديدة في حق الوطن،إذن، كاملة الأركان وتسائل الجميع بشأن ما نحن بصدده في ما يتعلق بأجندة الاختراق الصهيوني منذ السقوط في أتون عار التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، رمز الإجرام و كل الفتن على امتداد الأمتين العربية و الإسلامية و العالم . و هذا العمل الإجرامي أمر خطيرا جدا يؤسس لإعلاء الولاء للكيان الإجرامي في تل أبيب على حساب الوطن باستغلال بعض المتواطئين ممن لا يعني لهم الوطن أي شيء و يقبلون أن يهان علم بلدهم أمام اعينهم دون أن يثير فيهم ذلك أي رد . لا بل إنهم مشاركون في الجريمة و يسهمون بذلك في توسيع دائرة الاحتقان الناجم عن فرض التطبيع مع العدو الذي سينفجر يوما لا محالة ..
قلنا إن هذه الجريمة الشنعاء تسائل الجميع لأنها تضع الجميع، فعلا أمام مسؤولياتهم . فهل تعمد الجهات القضائية إلى تحريك الدعوى العمومية في هذه القضية ؟ هل سيتم العمل على
حل فوري لهذا الوكر العميل، المختبيء وراء العمل الجمعوي ووراء الشعارات المضللة، لخدمة أجندة الأجهزة الإستخبارية الصهيونية التي انخرطت منذ سنوات في ضرب الرموز الوطنية و تمييعها و ابتذالها بأفعال و ممارسات و سلوكات مماثلة لجريمة جماعة ما يسمى " مغاربة من أجل التسامح " في حق العلم الوطني .؟. هل سيتم تحديد المسؤوليات و هل سيتم ترتيب الجزاءات .؟. هل ستتحرك السلطة التشريعية، لاسيما في شقها الرقابي و تستدعي رئاسة الحكومة وزارة الداخلية لتسائلها عن *معنى و خلفيات* استباحة الرموز الوطنية و بهذه الوقاحة ؟. هل سيتم استفسار الطائفة اليهودية عن هذه الإهانة المتعمدة للعلم الوطني و موقفها منها و معنى تقديم الولاء لكيان الإرهاب الصهيوني على حساب الوطن ؟. هل ستجرؤ الحكومة على مساءلة المسؤولين في الطائفة اليهودية، لاسيما و أن هناك سوابق كثيرة مرتبطة بمسؤولين بهذه الطائفة نسبت لهم انتهاكات كثيرة و بعضها خطير و لم يكذبوها ؟!
في انتظار الأجوبة على هذه الأسئلة التي ينتظر المغاربة الجواب عليها،
وجب التذكير بتحذيرنا عندما سقط المغرب الرسمي في أتون الخزي التطبيعي الفاجر حيث قلنا، بعد الإدانة، أن القادم ألعن و أغبر ، ذلك أن التجربة أكدت أن من ثوابت الكيان الصهيوني، عقيدته التلمودية القاضية بإذلال الناس إلى أبعد المدايات، كل الناس من الأغيار ( الغوييم )، لا فرق في ذلك بين عدو او حتى شريك مرحلي في أجندة من الأجندة . فالناس عند قادة الصهيونية، في الكيان و في العالم قسمان؛ يهود( شعب الله المختار) و غير يهود؛ ( غوييم= اغيار)، و هؤلاء، أي كل من ليس يهودي، فلا إل له عندهم، و لا ذمة .. يمكن التصرف معه بكل شيء إلا شيء واحد، هو احترامه او احترام أي تعهد معه .
وقبل ايام فقط، عاش المغاربة، و لاسيما المطبعين الرسميين منهم واقعة كبيرهم نتنياهو و قصة خريطة خلفيته؛ تلك القصة التي لم يمر أسبوع واحد على إعلان التطبيع معه حتى جاء مصرا على إذلالهم بيتر الصحراء المغربية من خريطة المغرب ! و هو نفس الإذلال الذي حرص على أن يمارسه على حكام الإمارات بإمعان عندما أصر أن يكذبهم مباشرة بعد تصريحهم لقصة تجميد ضم غور الاردن !!
إنها اكثر من أسلوب .. إنها عقيدة مستوحاة من منطق جهنم .. كلما أوصل شركاءه المطبعين الأذلاء للدرجات السفلى من المهانة صرخ في وجههم : *هل من مزيد ؟!* .*آخر الكلام*
فرقنا دوما بين اليهود و اليهودية و الصهاينة و الصهيونية .. و لا حاجة لنا للتذكير بموقفنا الواضح من احترامنا لليهودية كدين نبي الله موسى عليه السلام و لليهود المحترمين، و منهم اصدقاء لنا تربطنا وإياهم علاقات و صداقات حميمية .
الصهيونية حذرنا منها دوما كفكر و كممارسة قائمين على الميز العنصري ( الأبارتهايد) و على تاريخ أسود من الإجرام و التطهير العرقي وجرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية .
و إذا حذرنا من الصهيونية مرة، فإننا نحذر من *الصهيودية* ألف مرة .
فخطورة هذه الأخيرة تكمن في الاختباء و الكمون خلف اليهودية لتمرير الأجندة الصهيونية .
و هذا ما نحن بإزاءه اليوم في المغرب ..
أجندة غاية في الخطورة .. و استحقاقات صعبة و قاسية في ابتلاءاتها ..
*و الله المستعان .. له الأمر من قبل و من بعد .*