فجأة تحول النظام الإمبريالي الأمريكي , إلى حمل رحيم عطوف حنون إنسان ، قلق على من أسماهم السجناء البريئين ظلماً في سورية ، من نساء وأطفال ومسنين ومرضى،بحسبه ، مطالباً سورية بأن تكون ممتنة لها بزعم أنها أي أمريكا (خلصتها من التنظيم الإرهابي ؛ داعش ) !؟.
لا أدر كيف لا يخجل رئيس أعظم دولة في العالم (حتى اللحظة) من الكذب البراح هذا، وهو يعلم بأن أمريكا هي التي استولدت داعش وغير داعش بشهادة هيلاري كلينتون؛ وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق؛ كما شهد بذلك العديد من مسؤولي أمريكا أمام الكونغرس الأمريكي،وهو ما أقرته أيضاً مراكز دراسات أمريكية، بل وطالبت واشنطن من دول أخرى دعم العصابات الإرهابية ، وغطتهم سياسياً وإعلاميا وديمغوجياً واستخباراتياً وغير ذلك ، وهي الآن تبكي (دماً ) حزنا عليهم، باعتبارهم بحسبها (مظاليم) مجاميع مسنين ومرضى وأطفال ونساء ! سبحان الله . عندما تقلب واشنطن الصورة عن تل ابيب وتلصقها بدمشق.
النظام الأمريكي يطالب سورية بأن تطلق إرهابيين لديها ، ولا يطلب من تل ابيب إطلاق سراح آلاف الأسرى العرب لديها من الفلسطينيين والأردنيين والسوريين واللبنانيين وجثامين بعضهم مضى على أسرها في مقابر الأرقام عقود ، رغم أكثر من إتفاقية إستسلام عقدت مع الكيان !؟ .
النظام الأمريكي ، أو الدولة العميقة في أمريكا ، تعلم بدقة أن السجناء الذين هم في سورية ، إرهابيون حملوا السلاح ضد دولتهم الوطنية ، وتعاملوا مع أعداء دولتهم كخونة ، ورفضوا التصالح مع الوطن رغم كل العروض وقوانين العفو التي صدرت منذ بدء الحرب الدولية الإرهابية على سورية سنة 2011 .. أو هم مرتزقة استجلبوا من جهات الأرض الأربع ( لإقامة الديمقراطية وتحقيق الحرية )!؟ .
ثم أليس الأقرب الى الولايات المتحدة الأمريكية؛ سواء تلك التي تفشى في بعض ولاياتها الوباء أو التي لم يتفش فيها بعد ـ مناطق المواطنين الأصليين ، الذين أصطلح على تسميتهم بـ " الهنود الحمر " الذين تُركوا بحسب بيان رئيس أمة نافاجو ؛ جوناثان نيز، لمصيرهم دون أدنى عناية، حيث أودى الوباء ( حتى إصدار البيان ) بحياة 7 منهم ، وأصاب أكثر من 174 منهم، حتى الآن ، أو 20 حالة يومياً .
وكإجراء إحترازي أعلن رئيس "أمة نافاجو" ، إغلاق "حدود قبيلتهم" وفرض حظر التجول، مبيناً أن السلطات الإتحادية "تتجاهل السكان الأصليين مجددا".ولذلك بادر النافاجونيون إلى عزل انفسهم إحترازياً ؛ لعزل الفيروس"، وأغلقوا جميع أراضي القبيلة في جنوب غرب الولايات المتحدة.
وحث زعيم القبيلة ؛ نيز؛ أبناء شعبه على البقاء "أقوياء" والعناية ببعضهم البعض خلال الوباء على الرغم من نقص الدعم.
وكشف عن وجود إحباط ، ليس فقط في نافاجو، ولكن في كل البلاد الهندية، حيث استبعدت حكومة الولايات المتحدة مرة أخرى أول السكان، أول الناس، أول المواطنين في هذا البلد؛ السكان الأصليين ، ولم تخصص مناطقهم في أي من المشاريع التي صدرت ، لمكافحة الفايروس.
وحذرت حاكمة ولاية نيو مكسيكو، ميشيل لوجان غريشام ؛ ترامب، من حدوث "طفرات لا تصدق" للفيروس في أراضي نافاجو، ما قد "يمحو" هذه القبائل.
يذكر أنه يعيش في أراضي القبيلة نحو 157 ألف شخص في منطقة شبه معزولة مساحتها (71000 كم2) تمتد عبر 3 ولايات أميركية.
كما فرضت قبيلة هوبي الأصغر حجماً ؛ الحجر الصحي ؛ على نفسها ذاتياً .
يذكر أن المجتمعات الأمريكية الأصلية هي أفقر المجتمعات في أمريكا ، وتُفرض عليها الإقامة في مناطق غير صديقة للبيئة، حيث يُستخرج الصخر الزيتي، وطالما عبروا عن حقوقهم المنتهكة؛ عبثاً، كما عانوا من أمراض معدية لقرون، نقلها إليهم المستعمرون الأوروبيون ، فقضت على أعداد كبيرة منهم.
ويريد النظام الأمريكي العاهر من سورية ؛ الإفراج عمّن حمل السلاح ضدها، من سوريين ومرتزقة ،واستهدف امنها الوطني،وتعامل مع الأجنبي، ونشر الفتن وكفّر الناس وقتل وذبح وخرب البنى التحتية،لكن من حق هذا النظام ؛ الاستهتار بحياة مواطنيه الأصليين وغيرهم من أصول آسيوية ولاتينية وإفريقية وشرق أوروبيين وعرب ومسلمين ..ليس لهؤلاء عند هذا النظام ؛ أولوية، في البحث عن مصالحهم وحمايتهم معيشياً ومن الوباء.
كذلك أليس على أمريكا؛ باعتبارها الداعم الرئيس للكيان الصهيوني ؛ واجب العمل لإطلاق سراح آلاف الأسرى العرب، من فلسطينيين وأردنيين وسوريين ولبنانيين وغيرهم ، في زنازين الكيان الصهيوني، مهملين صحياً، وتضاعف إهمالهم مع تفشي جائحة كورونا، حيث تستمر تل ابيب في أسرهم ، وعدم تقديم العناية الكافية لهم ، فهم (مخلوقات غير آدمية !؟ ) ليسوا من شعب الله المختار !؟، ولا يستحقوا العناية بهم كبشر ولا إطلاق سراحهم ، بحسب ما تنطوي عليه الدولة العميقة الأمريكية و(إسرائيل ) من عنصرية ونازية .