[ بوتين : الرياض على ما يبدو تحاول التخلص من المنافسين الذين ينتجون النفط الصخري وهي تنجح نوعاً ما، مؤكدا أن روسيا ليست بحاجة لذلك....]
هذا التصريح لبوتين يحمل رسائل في عدة اتجاهات :
1- يدرك بوتين ان الولايات المتحدة هي المنتج الأول للنفط الصخري في العالم ، وبالتالي هو يوجه اتهاما للسعودية بالتآمر على صناعة النفط الاميركية ويحملها سبب الخسائر التي لحقت بالشركات الامريكية المنتجة للنفط الصخري الاميركي والذي يكلف انتاج البرميل الواحد منه مايقارب 40 دولار ...
2- تصريح بوتين ستتلقفه الشركات الاميركية واللوبي الذي يقف خلفها لزيادة الضغط على ترامب ، بعد مطالبات عدة له بضرورة معاقبة السعودية التي تسببت بانهيار الاسواق النفطية ، كما طالبوا ترامب بوقف استيراد النفط السعودي ...
3- عندما يقول بوتين أن روسيا ليست بحاجة لفعل ما فعلته السعودية ، فهو يريد أن يقول أن روسيا شريك موثوق ويحترم التزاماته فيما يتعلق بصناعة وتجارة النفط ، على عكس السعودية التي لا تلتزم بتعهداتها ، وتتلاعب بالاسواق دون التنسيق مع المنتجين والمستهلكين ، وهذه رسالة للأميركي قبل غيره بضرورة التنسيق مع الروسي ، والابتعاد عن السعودي في مجال اسواق الطاقة والنفط ...
4- ان كلام بوتين رسالة تهديد وضغط مبطنة للسعودية بأنها خسرت معركة النفط وليس أمامها الا الرضوخ لروسيا ، ان كانت ترغب في الحفاظ على ايرادات منطقية وكبيرة من النفط ...
5- يشار الى ان بوتين الذي ارسل مساعدات طبية للولايات المتحدة وتلقى على أثرها اتصالا من ترامب ، وأخذ عهدا من الرئيس الاميركي بضرورة تغيير بيئة التسعير الحالية للنفط ، في الوقت الذي صرح الكرملين أن بوتين ليس لديه خطط للاتصال بالسعودية بهذا الخصوص ...
6- لا بد أيضا من الاشارة الى أن الصين وعبر كبرى شركاتها النفطية ، أوقفت استيراد النفط من السعودية ووقفت الى جانب روسيا ، حيث استبدلت ما تحتاجه من النفط السعودي بالنفط الروسي ، وتحججت بالقول ان تكلفة النقل البري أقل منها بالبحر وأكثر أمانا في ظل الظروف الحالية التي يمرّ بها العالم بفعل كورونا ...
7- السعودية سارعت للدعوة الى اجتماع عاجل لأوبك بهدف تخفيض الانتاج ورفع الاسعار ، وتقول : ان هذه الدعوة تأتي تقديرا لطلب الرئيس الاميركي ترامب وللأصدقاء في الولايات المتحدة الاميركية ...
8- وترامب يردّ على دعوة السعودية لأوبك بالقول : إن الأسعار غير مناسبة ، ولا نهتم بمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" على الإطلاق، معتبرا أن أعضاءها يدمرونها بأنفسهم ، وأنه سيفرض رسوما جمركية على واردات النفط من دول منظمة أوبك ..
9- بالمحصلة فإن السعودية التي طرحت آرامكو للتداول في نهاية العام الماضي ، والتي هبط سهمها في الاسواق المالية الى أقل من 30 ريالا للسهم وهو أقل من قيمة طرحه الاولى والتي كانت 32 ريالا ، وبعد ان بلغ 38ريالا في نهاية شباط، تحولت الى الخاسر الاكبر جراء ما قامت به من زيادة في الانتاج وتلاعب بالاسعار ، والخسارة الاكبر أنها خسرت سيطرتها وتحكمها بسوق النفط العالمية وربما الى الأبد ....