بقلم: الأمين العام المساعد لجامعة الأمة العربية - جامعة الأمة المقاومة : عباس قدّوح
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 31-03-2020 - 1235 يطل علينا سماحته بخطابات نحسب أن كلّا منها هو الاستثنائي لما نجد فيها من عمق وخصائص ومميزات ؛ فالحقيقة أن كل خطاب من خطاباته هو استثنائي بلحاظ الظروف والمواضيع والأحداث التي تحكم. كنا نحسبه في شباب جهاده قائدا حزبيا ثم قائدا وطنيا يحمل مع إخوانه همّ الوطن ويدافعون عن أرضه وشعبه، وعهدناه مهتماً بقضايا العرب والمسلمين مضحياً بإخوانه وولده وأهله ومحبيه من أجل عزتهم وكرامتهم وشرفهم وتحريرهم من الإحتلالات الصهيونية والأمريكية.. حتى وضُحَ لنا أنه القائد العسكري الأول في المنطقة يتقن فن الحرب وأساليبها؛ فهو ينتقل بقيادته للمقاومة من إنتصار إلى إنتصار. اعتبر سماحته في خطابه الأخير أن شكل العالم قد يتغير بعد وباء كورونا؛ نعم إن شكل العالم قد تغير بعد كورونا، حيث وجدنا في خطابه الشامل وهو في قمة الثبات يعطي توجيهاته وتعليماته في المواجهة غير العسكرية من موقع العارف بأمور الدين والدنيا إرشادات تصلح للإنسانية جمعاء في هذه المواجهة، فأكّد حرصه على حياة وسلامة كل بني البشر بعيداً عن الإنتماءات الجغرافية والدينية والعرقية وتمنى لهم الخلاص من هذه المحنة، لتتجلى هنا صفاته الدينية والأخلاقية في تمنّيه للصحة والعافية والخير لكل سكّان هذه المعمورة. إن هذه هي صفات القيادة التي همّها حماية الإنسان والحفاظ على حياته وتقدّم له كل ما أوتيت من قدرة وقوة من أجل خيره وسعادته. في الوقت الذي نجد أن غالبية سلطويّي العالم يتاجرون بأرواح شعوبهم ولا يكترثون لموتهم، بل يتمنون الخلاص ممن يعتبرونهم عبئاً على خزينة الدولة، فموتهم أفضل. لقدانكشف زيفهم وتعرّت مدنيّتهم المزعومة وإنسانيّتهم الكاذبة، فالحضارة تبنى من أجل الإنسان وحياته وسعادته فلا قيمة لحضارة لا تعنيها حياة إنسان ساهم في بنائها لذا عندما تنظر إلى سلوك هؤلاء السلطويين وأنانيّتهم واستعلائهم واستكبارهم وتصرفاتهم مع شعوبهم وكيف وهِنوا وضعفوا أمام هذا الحدث ومدى هشاشة بنيانهم الذي بنوه بعد أن كانوا يفاخرون بقوتهم ويجمهرون بعظمتهم، "أمثال الرئيس الأميركي دونالد ترامب" ولعقود طويلة وصفت دول نفسها بالعظمى وحكام ظنوا أنهم عظماء غرتهم أمانيهم، نجدهم أصبحوا سواسية، فلا أمريكا عظمى ولا أوروبا متقدمة ولا آسيا كبرى ولا أفريقيا سمرة، لقد ساوى كورونا بين الغنيّ والفقير ،الحاكم والمحكوم، وبين الأسود والأبيض... في هذه الظروف والأوضاع تعرف من هو العظيم و القائد الحقيقي ومن الواهم المغترّ. إن عظمة إنسان ما، تكمن بعظمة عطائه بإخلاص للإنسانية وتضحيته من أجلها، فالعظيم هو الأكثر إنسانية وأخلاقيّة وقيميّة و القيادة يتحلى بها من يمتلك الصفات الإنسانية المثلى التي يحرص بموجبها على راحة الإنسان وسعادته وحياته ويقوده بهذا الإتجاه ويرشده لما فيه الخير والمصلحة له بلطف وعطف وأبوّة، وهذا ما وجدناه عند سماحة السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير فشعرنا وفهمنا ولمسنا جميل روحه الملهمة الطاهرة وعقله المشرق المنير ونفسه الآمنة المسلّمة الراضية بأمر الله وحكمته وتفانيه وذوبانه في خدمة الناس والحرص على حياتهم. إنه حقاً الأب الرؤوف والقائد الحكيم، إنه حقاً قائدٌ حقيقي يليق به أن يكون نموذجاً عالمياً لقيادة الإنسانية نحو خلاصها من مستبدي ومستكبري العالم.
لا يوجد صور مرفقة
|