ان ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران هذا العام ليست كباقي الاعوام..كيف لا ،واضاءت شمعتها الحادية
والاربعين بدماء القائد الفريق قاسم سليماني والقائد الحاج ابو مهدي المهندس ورفاقهما الذين زرعوا دماءهم على طريق الثورة لإيمانهم بها فعملوا لها وقدّموا دماءهم الزكيه في سبيل تحقيق النصر والعزة والكرامة لهذه الامة وحفاظاً على الثورة الاسلامية ومبادئها وشعاراتها...التي لا زالت في اوج عطائها لا بل يتسع نطاقها وهذا ما اكّده الطوفان البشري المهيب في العراق وايران في تشييع قادة شهداء محور المقاومه الذين اكدوا اكثر من اي وقت مضى تمسكهم بهذه الثوره فشكلو عاصفة هادرة بوجه المشروع الاميركي وطالبو بانسحاب القوات الاميركيه من المنطقه في موقف داعم لمحور المقاومة ..لتتسارع بعدها الاحداث والتطورات وتم الاعلان عن صفقة ترامب وعلى عجل في محاولة لتشكيل طوق نجاة على ما تبقى من المشروع الاميركي الاسرائيلي في المنطقه..
ولكن الصفقة ستموت قبل موت ترامب ..هذا ما اكده قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي..كيف لا وايران اليوم بثورتها وحكمة قيادتها ووعي شعبها ،وصلت الى مصاف الدول المتقدمه عالمياً من خلال انجازاتها النووية والفضائية والعلمية والطبية والعسكرية والتكنولوجية فارضة نفسها وبقوة حتى أصبحت في المعادلات الدولية رقماً صعباً ودخلت بجدارة لاعباً دوليا مهما لها وزنها واعتبارها وتأثيرها وثقلها والاتفاق النووي وما شكله من افرازات نموذجاً ان كان على المستوى الدولي والأوروبي تحديدا وحتى على داخل الولايات المتحدة حتى باتت اميركا قلقة من حجم الدور الذي تلعبه ايران على المستوى الدولي والذي لم يعد محصوراً بمنطقة غرب آسيا بل تحظى الجمهورية ايضا بتفاعل كبير جدا على مستوى اميركا اللاتينيه وتخشى واشنطن من توطيد العلاقات وما لذلك من تداعيات لذلك واشنطن اليوم تتحرك وبعجل في اميركا اللاتينيه..اما اقليميا ما عزز حضور ايران هو صدارتها في الحرب على الارهاب الوهابي التكفيري وبالتالي أسقطت شماعتهم ومشروعهم التقسيمي والفتنوي للمنطقة..كما عززت هذا الحضور بقوة وصلابة وتماسك محور المقاومه الذي معه قلبت الموازين والحسابات والمعادلات وغيرت قواعد الاشتباك وبالتالي اربكت حسابات الاعداء وصنعت الكثير من الانتصارات لتحافظ على البوصله والهدف ألا وهي فلسطين..فإيران وثورتها ومحورها لم تؤمن يوما كغيرها بالصفقات والتسويات والاتفاقيات وما استشهاد قاسم سليماني على طريق القدس إلا دليل على ذلك الذي شكلت شهادته نهاية مرحلة وبداية مرحلة سيكون عنوانها خروج القوات الاميركية من المنطقة.. هي معادلة رُسمت بالدم واختزلت المسافات لتحقيق اهداف الثورة الاسلامية بالاستقلال عن الهيمنة الاميركيه، والتنمية بالاعتماد على قدرات وطاقات شبابنا لتبقى شعوبنا حرة منتصرة ..
هذه بايجاز بركات ومنجزات الثورة الاسلامية وما اوصلتنا فيه من عزة وكرامة واقتدار.. وفي ذكراها الحادية والأربعين ما زالت وستبقى طائرة الامام الخمينى (قده) تحط في مطارات الانتصارات من فلسطين الى لبنان وسوريا واليمن والعراق وستحط في عاصمة كل بلد وشعب يطمح لمواجهة السياسة الإمبريالية الاميركية،لترسم خط التواتر الزمني لروحية الثورة التي لا زالت تُزرع بذورها في ارض وقلوب الاحرار ،فكل يوم ينتصر فيه الحق على الباطل هو ذكرى لانتصار الثورة الاسلامية..