بقلم: عدنان علامه
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب 08-02-2020 - 1179 لقد جنّد ترامب كل وكالات الإعلام لتزيين "سرقة القرن" وليس "صفقة القرن" كما سماها ؛ لأنه من البديهيات أن تكون الصفقة بين طرفين أو أكثر، وليس من طرف واحد يسرق الحقوق الفلسطينية ويعطيها للكيان المحتل الغاصب. وأيضاً أخذ مساحات من الأراضي اللبنانية ذات السيادة ومنحها للعدو الصهيوني، ووضع حدود لبنان النهائية عرضة للمفاوضات مع العدو الصهيوني لترسيم الحدود من جديد.* *فقد تخيّل ترامب نفسه ملكاً مطلق الصلاحية يهب للكيان الغاصب ما يشاء. فقد ألغى كل القرارات الدولية حول حقيقة الإحتلال في فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا. فأعطى دون وجه حق الكيان الغاصب السلطة الكاملة على القدس بعد إعلانها غصباً، زوراً وبهتاناً عاصمة للكيان الغاصب . والمصيبة الكبرى أن قادة الكيان الغاصب إعتبرول أن كلام ترامب هو صك ملكية وبدأوا بالتصرف على هذا الأساس فوزعوا إعلانات يرحبون بالفلسطينيين القادمين لإقامة صلاة الجمعة في القدس وكأنهم سواح وليس أصحاب الأرض الحقيقيين الأساسيين.* *وأما المصيبة الأكبر فهي الصمت المطبق لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة تجاه تصريحات ترامب وتصرف الكيان الغاصب .* *ففي كل دساتير العالم لا يجوز التنازل عن سيادة عن أي جزء من أجزاء الوطن. فترامب أعطى مما لا يملكه ولا يملك الحق بالتصرف به لمن لا يستحق شرعاً وقانوناً.* *ولقد إختار ترامب وقتاً دقيقاً جداً بالنسبة له وشريكه نتنياهو ليحسن من وضعهما الإنتخابي على حساب الحقوق الفلسطينية واللبنانية والسورية والعربية. فترامب ونتنياهو في وضع صعب؛ وهو يكابر ويقلل من شأن إجراءات العزل بحقه ولا سيما بأنه صعّد النبرة الخطابية بحق الشاهد المحتمل بولتون. ونتنياهو يحاول بكل قوة ليكون رئيسا للحكومة تلافياً لمحاكمته بتهم الرشى،إساءة والفساد. فقال ترامب بكل غطرسة بأن ما قدمه للكيان الغاصب لم يقدمه أي رئيس أمريكي قبله. وذكّر بأن أكبر خدمة قدمها للكيان الغاصب هو الإنسحاب من الإتفاق النووي واغتيال القائد سليماني . فما قدمه ترامب للكيان الغاصب هو سلاح ذو حدين؛ ففي الوقت الذي يحسّن ومن وضعه ووضع نتنياهو الإنتخابي فإنه يثبت بأن أمريكا والمجتمع الدولي لا مصداقية لهم. ومواقف ترامب المتغطرسة، الإستعلائية والإستكبارية والتي لا تقيم وزناً للإتفاقيات والقوانين الدولية قد ساهمت في توحيد الكلمة ضد محور الشر.* *ولقد أخترت موقفاً معارضاً مختصراً للرئيس التونسي الدكتور قيس سعيّد وهو أستاذ في القانون الدولي :"صفقة القرن هي مظلمة القرن، وفلسطين ليست ضيعة او بستاناً حتى تكون موضوع صفقة".* *وقد ذكّرتني الأوضاع التي نمر بها، بما قاله الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : "حين سكت أهل الحق عن الباطل ، توهم أهل الباطل أنهم على حق" .* *فما بني على باطل فهو باطل.* *وإن غدا لناظره قريب*
لا يوجد صور مرفقة
|