صفقة القرن جريمة تاريخية توازي وعد بلفور .. فأين نحن منها ..؟
فلسطين لنا من النهر إلى البحر
لا يمكن أن تكون مواجهة صفقة القرن ببيانات تتلى هنا وهناك . نحن نحتاج لفعل
الخطر القادم من أميركا ، والكيان الصهيوني وأنظمة العمالة والبترول خطراً وجودياً ، فإما أن نكون... أو لا نكون ..
بعد انتصارات محور المقاومة على الأرض السورية ، وتحرير الأراضي السورية من أدوات الأعداء من الإرهاب . ، وهذه الانتصارات الاسطورية أدت إلى دخولنا بمرحلة جديدة بالمنظور الأميركي ، والغربي وأذنابهم . فكانت قرارات قذرة وتنفيذ أقذر على المنطقة عموماً ، وعلى محجور المقاومة بشكل خاص الذي يشكّل سدّا منيعاً بمواجهة المساس بوجودنا جميعاً وبدعم المال ، والقرار الخليجي ، والسعودي غير الأخلاقي بل العدائي لوجودنا فلسطين ، فاصبحوا بمصاف العدو الذي يعبث بمصيرنا ... وهذا التطور الخطير لم يتوقف فقط على موضوع التطبيع.. وإنما لصناعة تهديد مباشر لوجودنا حيث ستقوم بمواجهة مباشرة وليس عبر أدواتها فقط
لم تعد القصة قضية سيادة فقط ، وإنما تحولت بالصفقة إلى قضية وجودية ، فإما أن نكون أولا نكون .. فالمس بالثوابت يؤدي بنا إلى أن لا نكون
الإعلان على شقين : سياسي .... اقتصادي ...
أولا : السياسي الوطني الوجودي المقاوم هو كالتالي :
• الاعتراف بدولة تسمّى اسرائيل ، والتعامل الرسمي معها وهذا يؤدي إلى خطورة انهاء المقاومة ، واعتبارها إرهاباً نتيجة الاعتراف بوجود الدولة بحسب القوانين الدولية ذات الصلة وهذا ينهي وجودنا من جذوره خاصة فيما يتم من خلالها من تدابير حيوية وأمنية ووجودية لصالح أمن الكيان .
• ضم مزارع شبعا قانونيا إلى الكيان وإنهاء المقاومة الاسلامية اللبنانية ( حزب الله )
أو ان يعتبر إرهاباً كما صنعته أميركا .
• رسم حدود نهائية لضم الكيان للجولان العربي السوري وبموافقة أممية .
• اعتبار حدود فلسطين التاريخية هي حدود للكيان .
• صهر من بقي على الأرض الفلسطينية من أصحاب الأرض ضمن وجود مدني لا يعترف به ، وإنما يصبح مواطناً اسرائيلياً غير مسموح له بالمقاومة من خلال
أخذ فلسطين بشعبها ومقاومتها إلى إنهاء وجودي عنصري وليس فقط الى إنهاء للسيادة التي لم تكن موجودة أصلاً بل على العكس ... إنهاء لحقوق أبدية .
فحق الأمة يما رس ولا يتم التصرف به
وهذا يؤدي الى اجتثاث تدريجي للفلسطينيين وحقوقهم بل ويجهز على الحق الفلسطيني
• ينادون بحق تقرير المصير ويحولوه كما يشاؤون في التطبيق على الوطن العربي ، وهو من الناحية القانونية اقتطاع في بعض المواقع، بينما بالمقلب المعتدي لا حق لتقرير مصير الشعب ، وهنا ازدواجية في المعايير الدولية تؤدي إلى اعطاء المستوطنات المعتدية شرعية قانونية .
• نوطين اللاجئين بند خطير وذلك إنهاءً للحق الفلسطيني بالعودة إلى بلاده ، وبها نسف للحقوق : فيكون مكان سكن الفلسطيني بالشتات موطنه ، وينتهي حقه التاريخي والحقوقي بالعودة.
وبالنتيجة فإنّ كل مقاومة تصبح ارهاباً حتى لو كانت مدنية وقانونية وثقافية
والضغوط التي شكلت تحضيراً لتسريع صفقة القرن هي:
اقتصادية :
• الضغط المعاشي والمعيشي ، في عدة دول وخصوصا في لبنان وسورية وايران والعراق ، من خلال حرب اقتصادية حاربت فيه أمريكا قوت المواطن ، وهذا بحد ذاته جريمة إبادة جماعية ، وجريمة حرب
• عملت على تفتيت المجتمعات إلى مذاهب وطوائف ، وأججت المواجهات فيما بينها وهذا بحد ذاته انتهاك للقانون الدولي الانساني ، ولحقوق الانسان ، وهي جريمة حرب موصوفة وواضحة بشكل كبير للعراق واليمن ولبنان .
• الضغط على إيران بمواجهة شرسة من الناحية الاقتصادية ، بالحصار : وقتل قادة ميدانيين كانوا قد أوقفوا هذه الصفقة بالأسلوب العسكري ، بالتعاون عسكريا بين المحور المقاوم .كما وحرب الناقلات ،والحصار الاقتصادي والدبلوماسي .
فإذا كان للشرعية الدولية ذرة من الكرامة .. فهي لن تقبل بذلك لأنه ينسف وجودها القانوني .
ونحن كمحور سنواجه بكل أنواع المقاومة .. عسكريا .. ثقافيا .. قانونيا .. وبكل ما أوتينا من قوة لا فشالها . وما خسرناه من دم سيصنع نصرا إلاهيا
فهيهات منا الذلّة ... وهيهات منا الهزيمة .