جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الحماية الاجتماعية وبناء مجتمع ما بعد الأزمة | بقلم: الدكتورة هالة سليمان الأسعد
الحماية الاجتماعية وبناء مجتمع ما بعد الأزمة



بقلم: الدكتورة هالة سليمان الأسعد  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
20-10-2015 - 7195

في حالات الحروب والكوارث والانفلات الأمني ، ينكفئ الفرد الى ذاته باحثاً عن سلامته وسلامة عائلته التي هي المبتغى والهدف الأوحد بالنسبة اليه ، وبذلك فانه يسعى الى البحث عن الأمن والامان الداخلي..وقد يؤدي فقدانهما الى طريقين : إما الشلل في التفكير بالمعنى المزاجي أو الى فرط في التعاطي مع ما يضخ اليه من خارج تفكيره ، لان التفكير يفقد القدرة على التوازن التقديري لما حوله والى حد ما ، وهنا تسهل الحرب النفسية وتهتز القيم وتنعدم المقاييس ...‏ بحيث يصبح افراد المجتمع مستعدين لتقبل أي ايحاء يوهمهم بالمساعدة وباستعادة الأمان والقدرة على الفعل . وقد يحدث في المجتمعات تحول منهجي للتنمية ولبناء الاسرة اقتصاديا لكن بتغيّر المفاهيم والاولويات التي لم تعد كما هي في السابق .‏..وفي هذه المرحلة فان الذي يبنى عليه ويتحمل المسؤولية هي التربية والثقافة والاعلام ومؤسسات المجتمع الأهلي التي لابد ان تعنى بالبناء والحماية الاجتماعية لما بعد الحروب ، بل ويجب ان يكون لهم الدور الأساسي في التوجيه المعنوي والسياسي والاقتصادي من خلال خلق آليات ، ذلك لحماية الدولة الوطنية ما بعد حالة الحرب ، والكفاح ضد الإرهاب الذي قد يقع ضحاياه من المدنيين ، وهنا يكون هذا العمل ضرورة ملحّة للحماية الاجتماعية ، وللحماية النفسية للفرد الذي ينتج حماية المجتمع ، بل ويكون الركيزة للتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية...لا ننسى ان هناك من ينتظر توزيع المغانم السياسية والاقتصادية .... الخ‏ ...لذلك فإننا نرى الأهمية بل الحاجة الى أنماط ثقافية نوعيّة ومدروسة للتنمية ، للحفاظ على مؤسسات الدولة والمجتمع ، وربما الى إعادة تشكيل هيكلية المجتمعات القيَميّة والثقافية لمرحلة ما بعد الحرب لصالح أنماط جديدة وقوى اجتماعية جديدة تستبدل ثقافة الحرب وتستبدل القوى المستفيدة من تفاصيل وامتداد فترة الحرب والتي انتجت بنية سياسية وعسكرية تأسست مصالحها على الحرب لذلك يحتاج المجتمع السوري الآن الى :‏
1- السعي للتأسيس لمرحلة تحمل عناصرها الوعي بأهمية الاستقرار الفكري والاجتماعي والسياسي والمعرفة بأهمية التنمية وضرورتها .‏
2- معالجة التشوهات الاجتماعية : بالعمل على إدماج المجتمع ، والايمان بأهمية البناء المؤسسي لفكر قيمي جدي يتواكب مع العصر أو المرحلة .‏
3- التركيز على التنمية التي هي نتاج حاجة خدمية يلعب المجتمع والدولة مجتمعين الدور الأساسي فيها بحيث تتم في اطار علاقات اجتماعية واقتصادية وايديولوجية في لحظة تاريخية وبامتلاك إرادة فردية ووطنية والتأسيس عليها ، وان لم توجد على الأرض فمن الضرورة خلقها لأهميتها .‏
4- والتنمية تأتي من خلال المسألة المادية للفرد وقدرته على تأمين حاجياته المعاشية له ولعائلته حتى لو بالحد الأدنى فترتاح النفس وتستطيع ان تكون متوازنة بالتفكير الذي يؤدي الى صحة القرارات ، والتي يتوجب ان لا تأتي كفعل ورد فعل انما بنائية للنفس وعلاجية للمجتمع وتتحمل المسؤولية في اتخاذ القرار الصحيح والفاعل‏
5- ضرورة العمل المشترك اجتماعياً وسياسياً وفكرياً وثقافياً لحماية المجتمع وبنائه بعد اصابته بمرض،وحماية له من الانتكاسة التي ربما تكون الأصعب بل و يصبح علاجها أبعد وأكثر تعقيدا .‏ ..كما انه ونتيجة للمرور بالأزمة الصعبة فقد يُخلق نزاع في مجتمع مبني على الفوضى وعدم سلطة الدولة في مناطق ما ، ولو بشكل مؤقت ، ما يؤدي لخلل في العلاقات الاجتماعية في أوقات التوتر وينسحب ذلك الى الاقلال من التواصل الداخلي الوطني على حساب أطراف عالمية خارجية تعمل على تغيير إطار العلاقات الاجتماعية ويمكن لها تغييراً في أشكال التنظيم الاجتماعي‏ ..ثم ان الانتقال المجتمعي من عملية الحرب التي تشن عليه داخليا الى سلم داخلي يمر بمراحل كما تعترضه عقبات منها الفردي الذي قد يكون قد سببه النزوح أو التشرد أو فقدان عزيز أو معيل أو فقدان رزق وأملاك والى ما هنالك من أسباب ، ومنه ما جاء في سياق مجتمعي‏ ..و علاج ذلك يتطلب ضرورة التوازن بين المصلحة الفردية والمصلحة المجتمعية والى بناء الاحتياجات ، وتذليل صعوبات المصلحة الفردية التي تؤدي الى صلاح مجتمعي فيؤدي الى سلام وتنمية ، وتزال المعوقات ما بين الحاجة الفردية والحاجة المجتمعية وتؤثر بدورها على التقليل من البطالة التي كانت أحد مسبّبات الأزمة .‏.كما أن حالة التعاون المجتمعي والاندماج في المسؤوليات يدفع حصول الفرد على حاجياته عبر تحمل مسؤولياته وثقته بنفسه لأن يكون قادرا على تحمل هذه المسؤولية الفردية والعائلية والمجتمعية لأن عدم ثقته تهدم امكانيته في بناء شخصيته ومجتمعه وبالتالي يدمر النسيج الاجتماعي ويفسٍخ ترابطه .‏
لكن حماية المجتمع وعلاجه لا يمكن أن يتم الا عبر أدوات ، وهذه الأدوات ربما منها النفسية والمادية أو الشخصية .‏..اذ ان الشخصية المعافاة من الأمراض هي الشخصية المستقلة الصحيّة المتمكنة من حياكة النسيج الاجتماعي بشكل صحيح وبناء هذه الشخصية تأتي عبر الوعي والتوعية للغير والتثقيف الذاتي والعلاج النفسي للفرد الذي يؤدي الى النتيجة الحتمية : وهي التمكين المجتمعي والبناء التكاملي بين افراد مجتمع ما مهما كان ضيقاً.‏ ..و محورنا الأخير هو ضرورة إحساس الفرد بالعدالة ، وهي من الخصائص الهامة لصحة التفكير والمشاركة الفاعلة الصادقة بعلاج المجتمع ، ففي مكان ما وقعت جرائم فتأثر الفرد فيها بشكل مباشر، ومسّته شخصياً ، بشكل مباشر أو غير مباشر، لكن عندما يشعر الفرد بالعدالة أو يلمسها أو يحس بها تترجم على الواقع تصل به الى بداية طريق المصالحة مع الذات والتي تكون نواة للمصالحة والتسامح مع الآخر ، وعندما تتقدم مسألة العدالة في المجتمع يؤدي ذلك الى كسب جميع الأطراف بحيث لا تطول او تتعقد الطرق للحصول عليها حتى لا تفقد معناها أو الهدف المبتغى منها .‏
حمى الله سورية‏



تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2024
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       64 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       فلسطين- غزة:ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41118//وزارة الصحة الفلسطينية: 13 شهيداً جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم//وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة//خمسة شهداء في قصف الاحتلال حي الزيتون ومخيم جباليا//       ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة، واصفاً الحادثة بالمروعة.// سابق يوم جديد من عملية طوفان الأقصى.. أبرز التطورات التالي العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الجنوب اللبناني//       القوات الروسية تطهر 10 بلدات وقرى من قوات نظام كييف في كورسك//تنديد دولي باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة في غزة//       أحبار الأمة والعالم :المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنتي روش هانيكرا ومتسوفا بالصواريخ//كوبا تدعو المثقفين السوريين لدعم الرسالة المناهضة لإعادة إدراجها على قائمة الدول الراعية للإرهاب//       ستشهاد مواطنين اثنين جراء عدوان إسرائيلي بمسيرة على ريف القنيطرة//       المقداد لـ مانزي: نرحب بالعمل مع الوكالات الأممية وتسهيل عملها//تمديد فترة قبول طلبات المشاركة في منافسات الموسم الجديد من الأولمبياد العلمي السوري//الزراعة تناقش آليات دعم بذار القمح والأعلاف واستبدال بساتين الحمضيات الهرمة//       الاحتلال الإسرائيلي يسلم الصليب الأحمر جثامين 84 شهيداً قتلهم خلال عدوانه على قطاع غزة//المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال قتلى ومصابين جنوب قطاع غزة// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا)// سابق المقاومة اللبنانية تستهدف العدو الإسرائيلي في مستوطنة (أفيميم) وموقع (بركة ريشا) التالي وسائل إعلام لبنانية: استشهاد ٤ أشخاص جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على بلدة مفيدون جنوبي لبنان//       نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة//39653 شهيداً منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة//وزارة التربية الفلسطينية: أكثر من 10 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اختطاف الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم//       فلسطين:شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 306 على قطاع غزة//حماس تعلن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي//24 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       مذكرة تفاهم بين جامعتي البعث والبترول التكنولوجية الإيرانية // وضع مركزي تحويل كهربائيين جديدين بالخدمة في السويداء//صحة السويداء تستلم سيارات إسعاف لتلبية احتياجات المواطنين//