عرفنا أن التربية هي العملية الاجتماعية التي يتم بمقتضاها تنمية الشخصية الإنسانية من جميع جوانبها العقلية والنفسية والاجتماعية والجسمية وذلك وفقا لمعايير الجماعة السائدة وقيمها واتجاهاتها والأدوار الاجتماعية المشكلة فيها وفقا للغتها ومعانيها ورموزها والتربية لا تقتصر علي التعليم المدرسي وإنما تبدأ مع الطفل منذ بداية حياته بالميلاد وتنتهي بتشييع المجتمع له إلي مثواه الأخير وعلي ذلك فإن التربية لا تبدأ بالمدرسة وتنتهي بها وإنما تبدأ ببداية الحياة في أسرة وتنتهي بنهايتها في المجتمع وما المدرسة أو التعليم المدرسي بكافة مراحله ابتدائية وثانوية وعالية وبجميع أنواعه عام نظري وفني عملي وتكنولوجي إلا حلقة من الحلقات التي يتم فيها جزء من التربية وعلي ذلك أيضا فإن التربية عملية مستمرة تنشأ مع وجود الإنسان في الحياة وتستمر معه في هذه الحياة ويخضع لها في الأسرة وفي المدرسة وفي جميع التشكيلات الأخرى .
فعملية التربية كما تتصف بالاستمرار والتكامل المشار إليهما تتصف أيضا بأنها قسمة مشتركة بين التعليم المدرسي وغير المدرسي فهي تتم في أماكن عديدة منها المنزل والمدرسة وجماعة الأقران في الشارع والملعب وفي دور العبادة وتحت تأثير الصحافة والإذاعة والثقافة الوطنية كما أنها تتم في أزمان مختلفة وتحت تأثير قوى متعددة يكون في بعضها الأب معلما وفي بعضها الآخر يكون المدرس معلما والثالث يكون رجل الدين معلما والرابع يكون القرين معلما …… وهكذا .
وهي تتم حيثما وجدت عناصرها من معلم ومتعلم وموقف تعليمي وتفاعل مع هذا الموقف واكتساب للحلول التي مورست في مواجهة المشكلات المختلفة في هذا الموقف .هذه المؤسسات تعرف ” بمؤسسات التنشئة الاجتماعية ” أو ” وكالات التنشئة الاجتماعية ” باعتبار أنها موكلة من قبل المجتمع بالقيام بعملية التنشئة ويطلق عليها البعض ” وسائط التنشئة الاجتماعية ” باعتبارها وسيطا بين المجتمع والأفراد وتعد الأسرة والمدرسة وجماعة الرفاق أو الأقران ووسائل الإعلام من أهم هذه المؤسسات في التنشئة الاجتماعية .
أولاً: الأسرة:
تعتبر الأسرة الأصل الذي نشأ عنه جميع المؤسسات الاجتماعية الأخرى فهي أسبق المؤسسات ظهورا بل إنها أسبق من المجتمع نفسه وكانت الأسرة قديما تقوم بكل الوظائف الاجتماعية وتطوير الحياة في المجتمعات وتعقدها أنشئت مؤسسات اجتماعية أخرى وبدأت تنتقل بعض وظائف الأسرة إلي هذه المؤسسات لتقوم بها .
الأسرة بطبيعتها اتحاد تلقائي تؤدي إليه الاستعدادات والقدرات الكامنة في الطبيعة البشرية التي تتجه بفطرتها إلي التواجد والعيش مع الآخرين من بني الإنسان ولا يطيق الفرد منا أن يعيش منفردا إلا لفترة قصيرة . والأسرة بأوضاعها ومراسيمها عبارة عن نظام اجتماعي تربوي ينبعث عن ظروف الحياة والطبيعة التلقائية للنظم والأوضاع الاجتماعية وهي ضرورة حتمية لبقاء الجنس البشري ودوام الوجود الاجتماعي وقد أودع الله سبحانه وتعالي في الإنسان هذه الضرورة بصفة فطرية ويتحقق ذلك بفضل اجتماع كائنين لا غني لأحد هما عن الآخر وهما الرجلان والمرآة قال عز وجل : ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ” الروم 21 ) والاتحاد الدائم المستقر بين هذين الكائنين بصورة يقرها المجتمع هو الأسرة ويرى البعض من العلماء أن الحصول علي ثمرات لهذا الاتحاد ( أي الأبناء) شرط ضروري لاستكمال الأسرة مقوماتها الذاتية غير أن هذا الاعتبار خاطئ إذ نلاحظ أن عددا كبيرا من الأسرة عقيم ولا تقلل هذه الظواهر من اعتبارها خلايا ومؤسسات اجتماعية .
تحمل الأسرة مسئولية خطيرة تجاه المجتمع باعتبارها أول مجال تربوي يتواجد فيه الطفل ويتفاعل معه ففيها ينال الفرد مقومات نموه العقلي والجسمي والصحي ومنها ستقي عاداته وتقاليده وقيمه ويتعلم التعاون والتضحية والوفاء والصدق والعطف علي الآخرين واحترامهم وتحمل المسئولية وإشباع حاجاته الأساسية كما تبدأ منها أول خطوات الطفل للاتصال بالعالم المحيط به وتكوين الخبرات التي تعينه علي التفاعل مع بيئته المادية والاجتماعية ومن ثم فالطفل يذهب إلي المدرسة ومعه البيت بخبراته ومؤثراته بوجه عام .
وتشكل الأسرة بوضعها الراهن إحدى المنظمات الاجتماعية التي يوكل إليها القيام بالتربية غير المقصودة للطفل منذ لحظة ميلاده وذلك يرجع إلي وظائف عديدة للأسرة تحقق للطفل من خلالها إطارا مرجعيا يستعين به في تفاعلاته الاجتماعية وعلاقاته الشخصية داخل وخارج الأسرة . * وظائف الأسرة : –
ولم تعد للأسرة وظيفة محددة إلا التربية والتنشئة الاجتماعية بل إن هناك مؤسسات اجتماعية تشاركها في هذه الوظيفة ولكن بالرغم من ذلك يبقى للأسرة وظائف معينة تقوم بها لعل من أهم هذه الوظائف ما يلي :
الوظائف البيولوجية مثل الإنجاب وزيادة السكان في المجتمع وبالتالي الحفاظ علي النوع البشري وإشباع الحاجات الجنسية والتنمية الجسمية لأفرادها ، مساعدة المراهقين علي تحقيق التكيف عندما يشعرون بالتغيرات البيولوجية التي تطرأ عليهم وتزويد الجنسين بالخبرات السليمة عن الزواج وتكوين الأسرة .
رعاية الأطفال والمسنين من حيث الغذاء والكساء والإيواء والرعاية الصحية والاجتماعية والحماية
الوظائف التعليمية فالطفل قبل أن يبلغ سن الالتحاق بالمدرسة فإنه يكتسب عن طريق الأسرة عددا غير قليل من المهارات اليدوية واللغة وطرق التواصل المختلفة والأخلاق والفضائل الأساسية وبعض الممارسات الاجتماعية وغيرها الكثير وتمارس الأسرة الوظيفة التعليمية حتى بعد التحاق الطفل بالمدرسة في جميع المراحل التعليمية من إشراف علي استذكار الأبناء لدروسهم وإمدادهم بكل ما يعنيهم علي الانتظام في الدراسة .
وظيفة الترفيه خاصة بالنسبة للصغار فعلي الرغم من أن هناك منظمات وأجهزة أخرى تقوم بهذه الوظيفة إلا أن الأسرة ما زالت تقوم بدور كبير في هذه الوظيفة من تنظيم الوقت لهذه الأنشطة توجيه الطفل إلي اختيار النوع المناسب من الترفيه وأيضا تقوم بترشيد استخدامه لهذه الوسائل الترفيهية التي تتزايد في إعدادها وأنواعها يوما بعد يوم .
أنها أداة لنقل الثقافة والإطار الثقافي إلي الطفل فعن طريقها يعرف الطفل ثقافة عصره وبيئته علي السواء ويعرف الأنماط العامة السائدة في ثقافته كأنواع الاتصال واللغة وطرق تحقيق الرعاية الجسمانية ووسائل أساليب الانتقال وتبادل السلعة والخدمات ونوع الملكية ومعناها ووظيفتها والأنماط الأسرية والجنسية من زواج وطلاق وقوانين وقيم اجتماعية .
أنها تختار من البيئة والثقافة ما تراه هام : وتقوم بتفسيره وتقويمه وإصدار الأحكام عليه مما يؤثر علي اتجاهات الطفل لعدد كبير من السنين ومعنى ذلك أن الطفل ينظر إلي الميراث الثقافي من وجهة أسرته وطبقته الاجتماعية فيتعلم منها الرموز واللغة الشائعة ويشارك فيها المشاعر العامة ثم أن اختياره وتقويمه للأشياء يتأثر بنوع اختيار أسرته وتقويمها لها .
أ-خصائص الأسرة :
ومن الخصائص التي تتسم بها الأسرة علي وجه العموم وتميز بينها وبين غيرها من التنظيمات الاجتماعية الأخرى .
1- هي أكثر الأنواع الاجتماعية عمومية وذلك يلاحظ من تلك الحقيقة التي تقول أنه ما من مجتمع في أي مرحلة من مراحله إلا وجدت فيه الأسرة .
2-تعتبر الأسرة هي الإطار الذي يحدد تصرفات أفرادها فهي تشكل حياتهم وتضفي عليهم خصائصها وطبيعتها فإذا كانت الأسرة تشيع فيها تقوى الله وطلب مرضاته والقيام بالفروض الدينية أشاع ذلك بين الأبناء روح تدين موجه لسلوك وإلي الطريق المستقيم وإن كانت الأسرة تشيع فيها الثقافة العلمية أو الأدبية أو هما معا ذات المستوى الرفيع فلابد وأن ينعكس هذا علي تصرفات أفرادها وإن كانت الأسرة هي (عربة )الوعي الاجتماعي والتراث القومي والعرف والعادات والتقاليد وقواعد السلوك ولآداب العامة وهي دعامة الدين والوصية علي طقوسه ووصاياه وبعبارة وجيزة فهي تقوم بأهم وظيفة اجتماعية وهي التنشئة الاجتماعية .
3- تقوم علي أكثر الدوافع عمقا و قوة في طبيعتها البشرية بل وفي طبيعة الكائنات الحية عموما وهي الدافع الجنسي وما يرتبط به من التزاوج والإنجاب وعاطفة الأمومة ورعاية الأبوة وتدعمها عند الإنسان مجموعة من العواطف الثانوية الواضحة للغاية والمتشابكة بقوة .
4- والأسرة بوصفها نظاما اجتماعيا / تربويا تؤثر فيما عداها من النظم الاجتماعية وتتأثر بها فإذا كانت الأسرة في مجتمع ما منحلة فاسدة فإن هذا الفساد يتردد صداه في الوضع السياسي وإنتاجه الاقتصادي ومعاييره الأخلاقية وبالمثل إذا كان الوضع الاقتصادي أو السياسي فاسدا فإن الفساد يؤثر في مستوى معيشة الأسرة وفي خلقها وفي تماسكها .
5- تضع الأسرة مسئوليات مستمرة علي أعضائها أكثر من أي جماعة أخرى تعودت أن تفعل ذلك وقد يعمل الرجال ويحاربون ويموتون في أوقات الأزمة من أجل بلادهم ولكنهم يكدون ويضحون من أجل أسرهم طوال حياتهم .
6- تتوافر في الأسرة دقة التنظيم الاجتماعي التي تكفلها التشريعات القانونية ويأتي في المقام الأول عقد الزواج الذي يجري تحديده بصورة أدق من غيره من العقود حيث لا يملك الطرفان حرية وضع الشروط أو تغييرها نتيجة ما قد يتفقان عليه .
وتتميز الأسرة بعدة خصائص تتبلور أهميتها في عملية التنشئة الاجتماعية ومن هذه الخصائص ما يلي :
أن الأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأولى التي ينشأ فيها الطفل وهي المسئولة الأولى عن تنشئته .
أن الأسرة تعتبر النموذج الأمثل للجماعة الأولية التي يتفاعل الطفل مع أعضائها وجها لوجه وبالتالي يتوحد مع أعضائها .
* أهمية الأسرة ودورها في التنشئة الاجتماعية :
تقوم الأسرة بدور مهم في التنشئة الاجتماعية للناشئين فهي تعمل وحدها علي تهيئتهم التهيئة الاجتماعية خلال السنوات المبكرة من أعمارهم والتي هي من أهم السنوات في نمو الطفل وتكوينه سواء في الجوانب الجسمية أو الجوانب النفسية وهي الفترة التي يتعلم فيها الكلام والسير ويقوم بتكوين العلاقات الاجتماعية الأولى مع الأفراد والأشياء ويكتسب خبرات وأخلاقا ومبادئ ومعارف ومعلومات تشكل في مجملها القواعد والأسس التي تؤثر في توافقه مع الآخرين وفي تكيفه مع البيئتين الطبيعية والاجتماعية وبالتالي تؤثر فيدوره كعضو في مجتمعه طوال حياته .
فالأسرة تتعهد بالتشكيل والتطبيع الاجتماعي فهي محيط تربوي بالدرجة الأولى يتم فيها إكسابه اللغة والقيم ومعايير السلوك وضبطه ويكتسب بها أساليب التعامل الاجتماعية وبعد ست سنوات عادة يوفد به المجتمع إلي بعثه مدرسية ولكن في إطاره ووفقا لحدوده وضوابطه الثقافية ولكنه في نفس الوقت يتقاسم عملية التربية مع المدرسة .
ثانيا : المدرسة :
تعتبر المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية الرسمية التي تقوم بوظيفة التربية ونقل الثقافة المتطورة وتوفير الظروف المناسبة للنمو جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا وأنها المؤسسة التي بناها المجتمع من أجل تحقيق أهدافه وعندما يبدأ الطفل تعليمه في الأسرة يكون قد قطع شوطا لا بأس به في التنشئة الاجتماعية في الأسرة وبالتالي يدخل المدرسة وهو مزود بالكثير من المعايير الاجتماعية والقيم والاتجاهات وما تقوم به المدرسة هو توسيع الدائرة الاجتماعية للطفل حيث يلتقي بمجموعة من الرفاق وكذلك يتعلم الطفل الكثير من المعايير الاجتماعية بشكل منظم كما يتعاون أوار اجتماعية جدية كأن يتعلم الحقوق والواجبات وضبط الانفعالات والتوفيق بين الحاجات الخاصة به وحاجات الآخرين وكذلك يتعلم التعاون والانضباط السلوكي وفي المدرسة يتأثر التلميذ بالمنهج الدراسي بمعناه الواسع علما وثقافة وتنمو شخصيته من كافة جوانبها .
* واجبات (مسئوليات ) المدرسة في عملية التنشئة الاجتماعية :
1-تقيم الرعاية النفسية للطفل ومساعدته في حل مشاكله .
2-تعليمه كيف يحقق أهدافه بطريقة ملائمة تتفق مع المعايير الاجتماعية .
3-مراعاة قدرات الطفل في كل ما يتعلق بعملية التربية والتعليم .
4-الاهتمام بالتوجيه والإرشاد التربوي والمهني للطالب .
5-الاهتمام الخاص بعملية التنشئة الاجتماعية من خلال التعاون مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى خاصة الأسرة .
6-مراعاة كل ما من شأنه ضمان نمو الطفل نموا نفسيا واجتماعيا سليما :
وللعلاقات الاجتماعية في المدرسة دورا وأثرا كبيرا في عملية التنشئة :
1-إن العلاقات بين المعلمين والتلاميذ يجب أن تقوم علي أساس من الديمقراطية والتوجيه والإرشاد السليمين .
2-إن العلاقات بين التلاميذ أنفسهم يجب أن تقوم علي أساس من التعاون والفهم المتبادل .
3-العلاقات بين المدرسة يجب أن تكون دائمة الاتصال وتلعب مجالس الآباء والمعلمين دورا هاما في إحداث عملية تكامل بين البيت والمدرسة في عملية التنشئة الاجتماعية .
وتمارس المدرسة العديد من الأساليب النفسية والاجتماعية في عملية التنشئة الاجتماعية وهي :
دعم القيم السائدة في المجتمع وبشكل مباشر وصريح في مناهج الدراسة .
توجيه النشاط المدرسي بحيث يؤدي إلي تعليم الأساليب السلوكية الاجتماعية المرغوب فيها وتعلم المعايير الاجتماعية والأدوار الاجتماعية .
الثواب والعقاب وتمارسهم السلطة المدرسية في تعلم القيم والاتجاهات والمعايير والأدوار الاجتماعية .
العمل علي فطام الطفل انفعاليا عن الأسرة .
تقديم نماذج للسلوك الاجتماعي السوي .
قيام المدرس بدور اجتماعي دائم التأثير في التلميذ .
المدرس يمثل سلطة يقدم القيمة العامة .
المدرس كمنفذ للسياسة التربوية في المجتمع يقدم ما يحدده المجتمع بأمانة وإخلاص وموضوعية
* أهمية التفاعل بين البيت والمدرسة :
إن التفاعل بين البيت والمدرسة ضرورة ملحة تطلبها مصلحة الأطفال باعتبار أن البيت والمدرسة هما المسئولان عن تربية وتنشئة الأطفال وأن دور كل منهم يكمل الآخر ومن العوامل التي تتحكم في أهمية التفاعل ما يلي :
إعداد التلاميذ في الصفوف قد يقلل من فرصة أو التلميذ في الحصة الدراسية مما يستدعي تقوية هذا التفاعل بينهما .
تثبيت المهارات التعليمية التي يتعلمها الأطفال في المدرسة فإن ذلك يحتاج إلي المتابعة بين البيت والمدرسة .
لمنع حدوث التغيب أو التسرب عند الأطفال لابد من استمرارية الإشراف علي الأطفال من قبل البيت والمدرسة .
المشكلات الأسرية تؤثر بشكل كبير علي تحصيل التلاميذ الدراسي مما يؤدي إلي ضرورة التعاون بين البيت والمدرسة
* يقوم التعاون بين البيت والمدرسة علي الأسس التربوية التالية :
التعاون من أجل تحقيق الأهداف التربوية .
التعاون من أجل تحقيق النمو المتكامل .
التعاون من أجل القضاء علي الصراع بسبب تعارض بين وجهات النظر في الأمور التعليمية بين البيت والمدرسة .
التعاون من أجل التقليل من الفاقد التعليمي ويقصد بالفاقد التعليمي عدم تحقيق عائد تربوي يتكافئ مع الجهد والإنفاق الخاص ببرنامج تربوي معين في فترة زمنية معينة .
التعاون من أجل التكيف مع التغيير الثقافي .
ثالثاً: جماعة الرفاق :
علي الرغم من أهمية الأسرة كحاضن يستقبل الطفل منذ مولده ويعني به كل العناية فإنه في مرحلة متقدمه من حياته ينطلق ليستكشف العالم الخارجي من حوله ويزداد اهتمامه تباعا بالحياة الاجتماعية خارج مجال الأسرة حيث يلتقي بجماعات اللعب التي تعتبر أولى الجماعات التي يرتبط بها الطفل في حياته المبكرة مشاركا زملاءه في الخبرة العامة للعب مع الالتزام بصفة خاصة بمجموعة القواعد العامة والخضوع للقيود التي يفرضها نشاط هذه الجماعة علي الفرد
وتطلق علي هذه الجماعة إطلاقات متعددة منها جماعة الأقران وجماعة للعب وجماعة الرفاق وجماعة الأقراب وجماعة الأصدقاء والشلة ……. غير أن هذه الإطلاقات المتعددة تكاد تشير إلي شيء واحد هو تلك الجماعة التي يلجأ إليها الفرد خارج إطار أسرته .
وتشكل هذه الجماعة أحد الأوساط الاجتماعية التربوية الرئيسية التي تؤثر في الفرد علي مختلف المستويات الشخصية والاجتماعية والعقلية والأكاديمية وتمثل دراستها محور لاهتمام عالم النفس والمربي وعالم الاجتماع حيث تلتقي أهدافهم حول فهم الكيفية التي تعمل بها جماعة الرفاق كوسيط من وسائط التربية والتنشئة الاجتماعية أو كعامل من عوامل التأثير في شخصية الناشيء من جهة وكناقل لثقافة المجتمع وعامل من عوامل التغيير فيها من جهة أخرى .
وهي تلعب دورا هاما في تربية النشء وفي إكسابه كثير من الأنماط السلوكية والمعارف والاتجاهات ولمهارات والقيم والتقاليد والعادات وعادة ما يكون تأثير هذه الجماعة غير مقصود أو غير مباشر للفرد .
يزداد نمو جماعة الرفاق في التأثير علي أعضائها مع تعقد الحياة وانشغال الأسرة بأمور أخرى تضعف من دورها التربوي وهي تنمي عضوها وتدبره علي مطالبها وقيمها واتجاهاتها الخاصة فعن طريقها يتعرف علي معاني لأمور كثيرة لا يستطيع أن يعرفها عن طريق الأسرة إما لأنها لا تعرفها وإما لأنها تضن عليه بها .
تقوم جماعة الرفاق أو الأقران أو الصحبة أو الشلة بدور هام في عملية التنشئة الاجتماعية وفي النمو الاجتماعي للفرد فهي تؤثر في معاييره الاجتماعية وتمكنه من القيام بأدوار اجتماعية متعددة لا تتيسر لها خارجها وهناك رفاق وأقران يشتركون معا في مرحلة نمو واحدة بمطالبها وحاجاتها ومظاهرها وقد يؤدي ذلك إلي المساواة بينهم ويتوقف مدى تأثر الفرد بجماعة الرفاق علي درجة ولائه لها ومدى تقبله لمعاييرها وقيمها واتجاهاتها وعلي تماسك أفراد هذه الجماعة ونوع التفاعل القائم بين أفرادها .
وأما أبرز جماعة الرفاق ذات الأثر في عملية التنشئة الاجتماعية :
تقارب الأدوار
وضوح المعايير الاجتماعية
وجود اتجاهات مشتركة وقيم عامة
ومن أشكال جماعة الرفاق :
جماعة اللعب وهي تتكون تلقائيا يحدث اللعب واللهو غير المقيد بقواعد أوحدود للعب
جماعة اللعبة :وتشارك فيها الجماعة مع المحافظة علي قواعد اللعبة وأصولها .
الشلة : وهي جماعة قوية التماسك وقوية العرى تجمع بين أفراد محليين في المكانة والوضع الاجتماعي .
العصبة : وهي جماعة أكثر تعقيدا يسود بين عناصرها الصراع علي السلطة أو مع جماعات أخرى ولها رموزها الخاصة المشتركة .
جماعة النادي : وتنشأ في وسط رسمي يشرف عليه الراشدون ويتيح فرصة النشاط الجسمي والنمو العقلي والتفريغ الانفعالي والتعلم الاجتماعي .
آثار جماعة الرفاق في عملية التنشئة الاجتماعية :
1-المساعدة في النمو الجسمي عن طريق ممارسة النشاط الرياضي والنمو العقلي عن طريق ممارسة الهوايات والنمو الاجتماعي عن طريق ممارسة الهوايات .
2- تكوين معايير اجتماعية وتنمية الحساسية والنقد نحو بعض المعايير .
3- القيام بأدوار اجتماعية جديدة مثل القيادة .
4- المساعدة علي تحقيق أهم مطالب النمو الاجتماعي وهو الاستقلال والاعتماد علي النفس .
5- تنمية اتجاهات نفسية نحو كثير من موضوعات البيئة الاجتماعية .
6- إتاحة فرصة التجربة والتدريب علي الجديد والمستحدث من معايير السلوك .
7- إتاحة فرصة تقليد سلوك الكبار .
8- إتاحة فرصة تحمل المسئولية الاجتماعية .
وتمارس جماعة الرفاق الأقران أساليب نفسية واجتماعية في عملية التنشئة الاجتماعية وهي تتمثل بما يلي :
الثواب الاجتماعي والتقبل .
العقاب والزجر والرفض الاجتماعي في حالة مخالفة العضو لمعايير الجماعة .
تقديم نماذج سلوكية يتوحد معها بعض الأعضاء .
المشاركة في النشاط الاجتماعي وخاصة اللعب .
* مهام ووظائف جماعة الرفاق ودورها التربوي :
يمكن إجمال الوظائف والمهام التربوية التي تؤديها جماعة الرفاق فيما يلي :
تحقق جماعة الرفاق للفرد إشباعا للحاجات النفسية والاجتماعية كالحاجة إلي التقدير والحاجة إلي الاطمئنان والأمن النفسي وغيرها وذلك في علاقته مع أفراد هذه الجماعة مما يقضي علي مخاوفه وتوتراته المرضية ويقوي ارتباطه بأعضاء جماعته وحبه لهم وتعلقه بهم وانتمائه للجماعة وولائه لها والإخلاص والتفاني في سبيلها وبتعبير أخر فإن جماعة الرفاق تمثل مصدرا للدعم الاجتماعي والنفسي للفرد فالتشارك في الاهتمامات والمشكلات بحد ذاته تمثل عنصر جذب للأطراف المختلفة في الجماعة بالإضافة إلي أن التقبل المستمر للعضو فيها يؤكد له قيمته كشخص وجدرانه كشريك اجتماعي .
تسهم جماعة الرفاق في تنمية الفرد علي تحمل المسئولية الاجتماعية وتغرس في قيمة الاعتراف بحقوق الآخرين ومراعاتها وهذه خطوة هامة من خطوات التربية والتنشئة الاجتماعية إذ أنه لكي يعترف الطفل بحقوق الآخرين لابد من أن يمارس ذلك عمليا من خلال أنشطته وتفاعله مع رفاقه فإن الطفل بارتباطه بالآخرين من رفاقه يكتسب الوعي بالقيود والضوابط التي تفرضها الجماعة علي الفرد …. حيث يخضع الطفل مع رفاقه لقواعد اللعبة ويعتبر الخضوع لهذه القواعد أول الدروس التي يتعلمها الطفل من حياته مع الآخرين .
تعمل جماعة الرفاق علي ضبط سلوك الفرد في المواقف المختلفة هي بذلك أداة فعالة لضبط سلوك الأعضاء الذين ينتمون إليها لأنه حتى يشعر كل فرد فيها بالتقبل ينبغي أن يخضع للمعايير التي تحكم جماعته كما يجب أن يخضع لقواعد ألعابها فلا يخالفها وإن جماعة الرفق تمارس درجة من الضبط أكبر مما تمارسه غيرها من الجماعات أو الكبار الراشدين .
وتحقق جماعة الرفاق مهامها ووظائفها عن طريق مجموعة من الوسائل والأساليب ومنها
1- القدوة
2- المشاركة الاجتماعية
3- أنشطة اللعب
4- الثواب والتقبل الاجتماعي أو الرفض الاجتماعي .
وهكذا يتبين أن جماعة الرفاق وسيط اجتماعي هام ومؤثر في تحقيق النمو الاجتماعي للفرد واكتمال نضج شخصيته وإعداده للحياة في مجتمعه وصلاح هذا الوسيط ينعكس في تكوين الفرد وسلوكه بالهداية والاستقامة وفساده يقوده إلي الغواية والضلال والانحراف ومن ثم كان حرص الإسلام وتأكيده علي أهمية هذا الوسيط والحث علي ضرورة انتقاء الفرد لأصدقائه وجلسائه واختيارهم بعناية .
ودعا المربين والآباء إلي العناية بتوجيه أبنائهم إلي اختيار رفاقهم من الأخيار الصالحين دينا وخلقا وسلوكا حتى يقتدوا بهم ويكتسبوا منهم الصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة وأن يجنبوهم مخالطة الأشرار حتى لا يقلدوهم ويسلكوا طريقهم المعوج .
وقد جاء ي صحيح البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي (ص) قال : مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يهديك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة “.
وفي مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عيه وسلم ” المرء علي دين خليله فلينظر أحدكم من يخالط ..أي يخالل “.
رابعا : وسائل الإعلام :
إن وسائل الإعلام في العصر الحديث تعتبر من أهم الوسائل التربوية حيث تقدم مواد علمية وثقافية متنوعة من خلال المسرح والسينما والإذاعة المرئية والمسموعة والصحف والمجلات المختلفة ولعلها تعتبر من الوسائل التربوية الشيقة فهي تجذب الناس من مختلف الأعمار ومن الجنسين وهي أداة هامة من أدوات التربية المستديمة ومن أدوات النهوض بالمجتمعات ثقافيا
كما أنها تمتاز بميزات لا تتوافر في غيرها من وسائط الثقافة الأخرى حيث أنها سريعة الاستجابة لنشر المستحدثات في مجال العلم والمعرفة والتطبيق سريعة الإذاعة لها وقد مكنها من ذلك اعتمادها أساسا علي العلم الحديث وتطبيقاته في مجالها .
الإعلام هو وسيلة تفاهم قوم علي تنظيم التفاعل بين الناس ويقوم الإعلام علي الاتصال بواسطة اللغة اللفظية ويذكر بأن الإعلام ككل قد بدأ وتكون مع الصحافة في القرون السابقة فإن ظهور وسائل إعلامية جديدة في القرن وسائل الإعلام المختلفة بما تنشره من معلومات وحقائق ووقائع وأفكار لتحيط الناس علما بموضوعات معينة من السلوك مع إتاحة فرصة الترفيه والترويح
وهي بذلك قد مكنت كل الناس من التعرف علي أشياء وأماكن كثيرة قد يصعب الوصول إليها مباشرة مما يثير حماسهم ونشاطهم واهتمامهم ببعضهم وتتبع نهضاتهم .
وهي بذلك ذات تأثير قوي علي الرأي العام وتكوينه وتوجيهه في القضايا المصيرية والمعاصرة والقضايا الاجتماعية والقومية الهامة .
وهي تختلف عن وسائط الثقافة الأخرى في انها تنقل إلي الناس خبرات ليست في مجال تفاعلاتهم البيئية والاجتماعية المباشرة .كما أنها تنقل موادا ثقافية متنوعة جدا مما يكون له أثره علي تربية الأجيال ولذلك فهي في حاجة إلي أن تتكامل مع وسائط التربية الأخرى في أهداف عامة مشتركة حتى لا تؤكد اتجاهات قد تكون مختلفة عما تؤكده الأسرة أو المدرسة مثلا ولذلك فمن الضروري مشاركة المجتمع في تخطيط برامجها .
ومما يزيد من أهمية هذه الوسائل أن التربية المدرسية نفسها أصبحت في كثير من دول العالم تعتمد عليها في تنفيذ كثير من برامجها وأهدافها .
* خصائص وسائل الإعلام :
وسائل الإعلام غالبا فهي ذات اتجاه واحد .
فهي تضمن قسطا كبير من الاختيار (اختيار البرامج) .
تسعى لاجتذاب أكبر عدد ممكن من الجمهور .
الإعلام مؤسسة الاجتماعية تستجيب إلي البيئة التي تعمل فيها أهداف وسائل الإعلام
تسعى وسائل الإعلام بمختلف أشكالها ومسمياتها إلي تحقيق العديد من الأهداف وهي علي النمو التالي :
تربية الناس وتعليمهم وتوجيههم إلي إتباع الأصول والعادات والأعراف الاجتماعية.
تثبيت القيم والمبادئ والاتجاهات العامة والمحافظة عليها .
جمع الأخبار وتفسيرها والتعليق عليها .
خدمة الناس عن طريق الدعية والإعلان .
تتيح فرصة التفاعل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات .
ترفيه الناس وإقناعهم وتسليتهم .
الإرشاد والتوجيه وبيان المواقف والاتجاهات .
التثقيف .
تنمية العلاقات الاجتماعية بين الناس .
التربية والتعليم بطريق هادفة وموجهه من خلال التلفزيون التربوي والإذاعة أو الصحف أو المجلة المدرسية .
* وظائف وسائل الإعلام وأبعادها التربوية :
الإعلام بوسائله يمد الفرد بفرص تعلم مستمرة مدى الحياة ويساعده علي مواجهة متطلبات النمو المتزايدة والمتغيرة والتي لم تعد المؤسسات التربوية النظامية قادرة وحدها علي توفيرها في ظل ما يشهده العصر الحالي من انفجار معرفي .
ومن الملاحظ أن الوظائف التي تؤديها وسائل الإعلام للمجتمع تتنوع تبعا لاحتياجات كل مجتمع من المجتمعات ومن ثم فإن وسائل الإعلام تتصل اتصالا وثيقا بالتنشئة الاجتماعية حيث تؤدي دورا مهما في توسيع آفاق الفرد وإثراء حصيلته من المعرفة فيسمع ويرى أشياء لم يتعرفها من قبل كما تساعد علي رفع مستوى تطلعات الأفراد إلي حياة أفضل مما يؤثر بشكل إيجابي في تطور الحياة وتقدمها نحو الأفضل .
ولا تتوقف مهمة وسائل الإعلام عند حد إخبار الجمهور أو إعلامه بما يدور حوله من أحداث بل عليها أيضا أن تساعده علي فهم المادة التي تقدمها إليه فتتولى شرحها وتوضيح غير المعروف منها ذلك أن التطور السريع في مجالات المعرفة أدى إلي زيادة الأعباء الملقاة علي الفرد العادي فلم يعد يملك الوقت أو الجهد أو المال أو العلم الذي يمكنه من فهم الجوانب المختلفة لشتى المعارف خاصة في العصر الراهن بعد أن صار معدل تضاعف المعرفة الإنسانية يتم كل بضع سنوات بدلا من خمسين عاما كما كان في الحرب العالمية الثانية .
ويبرز الدور الحيوي لوسائل الإعلام في مجال التوجيه المعتمد علي الدلائل والحقائق في لغة سهلة مبسطة مما يساعد علي إكساب الجماهير في التعامل الذكي مع وسائل الإعلام بحيث لا يتقبلون كل ما تقدمه وسائل الإعلام وإنما يتفاعلون معه بعقلية واعية ناقدة .
وقد أصبحت وظيفة التثقيف إحدى الوظائف المهمة لوسائل الإعلام خاصة مع النمو السريع للمعلومات الذي جعل البعض يشير إلي أن عملية الحث على المعلومات قد أصبحت الوظيفة الأساسية في مجال الاتصال وبرز مفهوم تفجر المعلومات باعتباره عنصرا أساسيا في التنافس بين الدول ويكفي القول بأن المعلومات الآن لدى الدول المتقدمة قد أصبحت المعدل التنافسي لما تملكه الدول النامية من موارد الطاقة والثروات الطبيعية .
وفي إطار دور وسائل الإعلام في مجال التنشئة الاجتماعية تقوم بالعمل علي تكامل المجتمع من خلال ترسيخ القيم والمبادئ وتثبيت الاتجاهات والمحافظة عليها والمساعدة علي نقل التراث الثقافي من جيل إلي جيل وذلك بتوحيد المجتمع عن طريق تكوين قاعدة مشتركة بين أبناء المجتمع من القيم والخبرات الاجتماعية .
كما يجب علي وسائل الإعلام أن تتيح الفرصة للإسهام في عملية اتخاذ القرارات وأن يعمل علي أن يقوم نوع من الحواجز يشمل جميع من يجب عليهم اتخاذ قرار التغيير .
ويلاحظ أن هذه الأدوار لا يمكن الفصل بينها فصلا مطلقا حيث يتداخل كل هدف مع غيره من الأهداف .
ويمكن إجمال الأبعاد التربوية التي تقوم وسائل الإعلام بتغطيتها والوظائف التي تؤديها في النقاط التالية :
1- الإعلام
2- التعليم
3- التثقيف
4- التوجيه
5-التعارف الاجتماعي
6- التنشئة الاجتماعية
7- الترفيه
8- الدعاية والإعلان
خامسا : دور الأندية التربوي :-
تلعب الأندية دورا مماثلا لما تلعبه جماعة الرفاق في بعض الأمور ومماثلا لما تلعبه الطبقة والأسرة والثقافة الوطنية في بعض الأمور الأخرى فقد تقوم بتغذية الطفل بكل ما تغذيه به هذه الجماعات تأكيدا وتدعيما أو دحضا وتحريرا علي أن الأندية بها نشاطات غنية بالمجالات التربوية فالملعب يعرف الطفل كثيرا من قوانين اللعب وتنظيمات الفرق الرياضية والاجتماعية والمسرحية كما يتعلم منها معنى العمل من خلال فريق ومعنى القيادة والتبعية ومعنى كثير من القيم التي تربط الفرق المختلفة وفيها يكشف العضو عن إمكاناته واستعداداته ففي الملعب يستطيع الطفل أن يكتشف نفسه كما يستطيع الكبار والأخصائيون والنفسييون والاجتماعيون أن يكتشفوه كذلك .
الأندية أماكن لشغل أوقات الفراغ بما يعود علي الفرد بالنفع حيث يجد النشء فيها فرصة لتنمية مواهبه وسط مناخ أسري يجد فيه حرية التحرك والتوجيه المطلوب له نحو ممارسة الهوايات والأنشطة .
إن أهم ما يميز الأندية هو تعدد نواحي النشاط فيها مثل : النشاط الثقافي ، والنشاط الرياضي ، والنشاط الاجتماعي ….الخ حتى يمكن للفرد أن يمارس النشاط الذي يميل إليه ويرغب فيه ويتمشى مع قدراته وامكاناته واتجاهاته الثقافية والاجتماعية والنفسية وإذا كانت الأندية تركز علي الناحية الرياضية فإن انطلاق الطاقة الجسمية خلال ممارسة لعبة معينة تؤدي إلي الاستقرار النفسي والعاطفي كما أن التعاون بين الأعضاء يخلق علاقات إنسانية سوية تؤدي إلي تقوية بعض القيم الخلقية والاجتماعية كحب الجماعة والولاء لها .
* الخصائص التربوية العامة لوسائط التربية غير المدرسية :
مع تنوع واختلاف هذه الوسائط في شكل وفي محتوى ما تقدمه لأبناء المجتمع من خبرات إلا أنها تعتبر أداة هامة جدا من أدوات الضبط الاجتماعي والتماسك القومي فهي تسهم في تشكيل معايير الجماعة واتجاهاتها وقيمها ومهاراتها مما يساعد علي بقائها واستمرارها وتطورها وتقدمها :
فهي مصدر لمعرفة كثير من الحقوق والواجبات الخاصة بالمواطنين .
وهي مصدر لممارسة أدوار اجتماعية كثيرة كعضوية الأسرة أو الجماعة الدينية أو الأندية .
وهي وسيلة لنقل الثقافة والمحافظة عليها ونشرها وتطويرها .
وهي مصدر لبث القيم الجديدة والتبشير بالفكر الجديد والمستحدثات المختلفة
المراجع
جمال أحمد السيسي :ياسر ميمون عباس ، محاضرات في أصول التربية ، كلية التربية النوعية ، جامعة المنوفية ، 2007 .
السيد عبد القادر شريف : الأصول الفلسفية الاجتماعية للتربية ، جامعة القاهرة ، كلية رياض الأطفال، 2005 .
علي خليل أبو العنين وآخرون : تأملات في علوم التربية كيف نفهمها : القاهرة – الدار الهندسية ، 2004.
محمد الهادي عفيفي ، في أصول التربية ، الأصول الثقافية للتربية ، القاهرة ، مكتبة الأنجلو المصرية 1985.
سميح أبو مغلي وآخرون : التنشئة الاجتماعية للطفل – الأردن ، دار اليازوي العلمية للنشر والتوزيع، 2002 .
محمود السيد سلطان ، مقدمة في التربية ، جدة المملكة العربية السعودية ، دار الشروق 1983
علي خليل أبو العنين وآخرون : تأملات في علوم التربية كيف نفهمها : القاهرة – الدار الهندسية 2004 .
أحمد محمود عياد ، محاضرات في أصول التربية ، الجزء الأول ، كلية التربية جامعة المنوفية ، د ، ث .
جمال أحمد السيسي :ياسر ميمون عباس ، محاضرات في أصول التربية ، كلية التربية النوعية ، جامعة المنوفية ، 2007 .
إبراهيم عصمت مطاوع : أصول التربية ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1995 .
محمد الهادي عفيفي ، في أصول التربية ، الأصول الثقافية للتربية – القاهرة – مكتبة الأنجلو المصرية ، 1985 .
محمود السيد سلطان بحث في عملية التربية ، صحيفة الآداب والتربية ، الكويت ، جامعة الكويت ، ع 8 ديسمبر 1975 .
محمود السيد سلطان ، مقدمة في التربية ، جدة ، المملكة العربية السعودية دار الشروق 1983 .
محمود السيد سلطان ، دراسات في التربية والمجتمع ، القاهرة ، دار المعارف 1975 .
محمد عبد السميع عثمان : الأسس الاجتماعية والثقافية للتربية ، الأصول الاجتماعية والثقافية للتربية ، كلية التربية ، جامعة الأزهر 2004 .
السيد عبد القادر شريف : الأصول الفلسفية الاجتماعية للتربية ، جامعة القاهرة ، كلية رياض الأطفال، 2005 .
محمد أحمد كريم ، شبل بدران : المناقشة في الأصول الفلسفية للتربية ، الإسكندرية ، مطابع الجمهورية ، 1997 .
إبراهيم ناصر : التربية وثقافة المجتمع : تربية المجتمعات – بيروت ، دار الفرقان ، مؤسسة الرسالة 1983 .
محمد الهادي عفيفي ، في أصول التربية ، الأصول الثقافية للتربية ، القاهرة ، مكتبة الأنجلو المصرية 1985.
أحمد محمود عياد ، محاضرات في أصول التربية ، الجزء الأول ، كلية التربية جامعة المنوفية ، د ، ث .
أعضا ء هيئة التدريس : الأصول الاجتماعية والثقافية للتربية ، جامعة الأزهر ، كلية التربية 2004 .
سميح أبو مغلي وآخرون : التنشئة الاجتماعية للطفل – الأردن ، دار اليازوي العلمية للنشر والتوزيع، 2002 .
محمود السيد سلطان ، مقدمة في التربية ، جدة المملكة العربية السعودية ، دار الشروق 1983
خليفة حسين العسال : بحوث في الثقافة الإسلامية – الدوحة – دار الحكمة للنشر، 1993 .
سعد مرسي أحمد : التربية والتقدم ، القاهرة ، عالم الكتب 1996 .
محمد عابد الجابري : العولمة والهوية الثقافية – تقييم نقدي لممارسات العولمة في المجال الثقافي – مؤتمر العرب والعولمة – بيروت – مركز دراسات الوحدة العربية 1998 .
طلال عتريسي ، العرب والعولمة – بيروت ، مركز دراسات الوحدة العربية 1998 .
نبيل علي : الثقافة وعصر المعومات ، عالم المعرفة ، الكويت ، المجلس الوطني ، للثقافة والفنون والآداب ، العدد 184 لسنة 1994 .
علي بركات ، محاورات في الثقافة والتربية ، القاهرة ، دار النهضة المصرية للطباعة والنشر 1989 .
محمود السيد سلطان : مقدمة في التربية ، جدة ، المملكة العربية السعودية دار الشروق 1983 .
إبراهيم عصمت مطاوع : أصول التربية ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1995 .
عطية محمد شعبان : فصول في أصول التربية ، الأصول السياسية والاقتصادية والاجتماعية – جامعة المنوفية – كلية التربية 2006 .
عبد الباسط حسن : علم الاجنماع ، القاهرة : مكتبة غريب ، 1982 .
ماهرعمر : سيكولوجية العلاقات الاجتماعية ، الاسكندرية ، دار المعرفة الجامعة ، 1988 .
عثمان لبيب فراج : تطور نمو الطفل المصرى من خلال التنشئة الإجتماعية .
محمود السيد أبو النيل : علم النفس الاجتماعى ، دراسات عربية وعالمية ، حـ 2 ، القاهرة ، مطابع دار الشعب ، 1984 .
محى الدين أحمد حسين : التنشئة الاجتماعية وأهميتها من منظور سيكولوجى ، الكتاب السنوى للعلوم الاجتماعية ، العدد الثالث ، القاهرة ، دار المعارف ، أكتور 1982 .
عبد الرحمن العيسوى : سيكولوجية التنشئة الاجتماعية ، الإسكندرية ، دار الفكر العربي ، 1985 .
حامد عبد السلام زهران : علم النفس الإجتماعى ، القاهرة : عالم الكتب ، 1984 .
سيد أحمد عثمان : علم نفس الاجتماعى التربوي التطبيع الاجتماعى القاهرة : الأنجلو المصرية ، 1970 .
عطوف محمود ياسين : مدخل فىعلم النفس الأجتماعى ، بيروت دار النهار للنشر 1981 .
عبد الله الراشدان : علوم اجتماعى التربية ، عمان ، دار الشرق ، القاهرة 1999 .
عبد العزيز القوصى : أسس الصحة النفسية ، القاهرة : مكتبة النهئة المصرية ، ط9 ، 1981 .
محى الدين مختار : التنشئة الإجتماعية المفهوم والأهداف : مجلة العلوم الإنسانية ، جامعة قسنطينية ، عدد 9 ، 1998 .
إقبال أمير السملوطى : التنشئة الإجتماعية ودورها فى تعميق ثقافة التصور ، مجلة القاهرة للخدمة الإجتماعية ، المعهد العالى للخدمة الإجتماعية بالقاهرة ع 13 ، 2003 م .
حسين كامل بهاء الدين التعليم و المستقبل القاهرة الهيئة المصرية العامة للكتاب مهرجان القراءة للجميع سنة 1999
محمد سيد احمد العولمة المفهوم السمات عالم يتحول و وض يستجيب القاهرة الهيئة العامة لقصور الثقافة سنة 1999
السيد احمد مصطفى عمر إعلام العولمة و تاثيره فى المستهلك 0المستقبل العربى بيروت مركز دراسات الوحدة العربية ع 256 سنة 2000
الفريد فرج العولمة فى مراة الثقافة العربية 15 / 10 / 1998
السيد ياسين العولمة و الطريق الثالث القاهرة الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1999
لطفى بركات تحديات القرن 21 فى التربية القاهرة دار العربى ط1 سنة 1998
1-Beare, H . and Slavughter , R.Educution for the twenty first century . London . Routledge press – 1993
2-Mason , Robin . Globalisaition Education , trends and applicatios . p 67
3-Ralph M.Stair , Principls of information systems amaeagariol , approach Boyd & Fraser publishing cowpceng . Thomas Walker publishing , Boston , USA 1992
4-Wright , Thomorsu & Landa , donald. technology education – aposition statement. Journal of the international technology education associations . jonuary . 1993
5 – Kerk a, Sendra . Life and Work in atechnoloical society 1994Eric Ogest .1994
6 -Eillen Scanlon & Tim oshea . educational computing , John Wiley and Sons ,Chichister , 1987
7- H. Beare and w, Lowe Boydy , Restrucing school : An international Perspective on the movement to trans form theCntral and Performance schools
8- Razik Taher.( Innovations in teacher Training and Prepartion )Teacher Edueation In the Arab States .
9-UNESCO .World action in Education,2 and Education , Paris : UNESCO 1993
10- Strak Joans and other , Professional Education Eric digest , 1987 .
11 – Linicome, M. Nationalism Internationalization and The Dilemma of Educational Reform in Japan. Comparative Education Review – v ol32 1993
12 – Elalfi, Ramadan.Globalisation and securng( Negative and Positive Repercussions )ALAhram Centrefor Political and Strategic studies – stratgic Papers no 72 1998
13 – Ratinoff , L, Global insecurity and Education , the Culture of Globalization ,