السياحة ومقوماتها المجلس الثقافي | السياحة ومقوماتها
تاريخ النشر: 28-04-2019

بقلم: د.محمدعرب الموسوي

مقدمة: يستند مفهوم السياحة على أساسين ، يختص الأول بانتقال الإنسان من موطنه الأصلي أو من مقر عمله إلى دولة أخرى أو إقليم آخر، لسبب معين يرتكز أساساً على الإنتفاع بوقت الفراغ ، بينما الثاني يتمثل في أن عملية الانتقال تكون مؤقتة وتتراوح بين أربعة وعشرين ساعة أو اقل من أثنى عشر شهراً، أي أن الانتقال في هذه الحالة لايكون بهدف الهجرة أو الإقامة الطويلة من أجل العمل أو الدراسة.
ومفهوم ظاهرة السياحة تبلور أكثر في بداية القرن العشرين ، إذ أشار الألماني (جويير فرويلر) أن السياحة تمثل ظاهرة ناتجة عن حاجة الإنسان المرهق من ضغوط الحياة الحديثة إلى الراحة والمتعة والتغيير ، وتطرق البعض الأخر إلى إعطاء تعريف اقتصادي لمفهوم السياحة ، فعرفها (شوليون) بأنها الأنشطة الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن وصول زوار إلى إقليم أو دولة بعيدا عن موطنهم الأصلي، والتي توفر الخدمات التي يحتاجونها وتشبع حاجاتهم المختلفة طول فترة إقامتهم .
أما مؤتمر السياحة والسفر الذي نظمته الأمم المتحدة عام 1963 م فقد عرف السائح على أنه الشخص الذي يزور دولة غير دولته أو غير الدولة التي يقيم فيها إقامة دائمة لأي سبب غير العمل والكسب.
وفي اللغة العربية تعني التنقل من بلد لآخر طلبا للتنزه والأستطلاع والبحث والكشف.
وتعكس السياحة صورة التطور الحضاري لشعوب العالم ، وهي تعتبر صناعة من أهم الصناعات في العصر الراهن لما لها من تأثير على اقتصاديات الدول ، لأنها تمثل مصدراً للدخل القومي ، ونشاطاً مركب ومتداخل مع العديد من القطاعات ، وليست كما يرى البعض بأنها ترف اجتماعي ، فهي تساعد على إنجاح مخططات التنمية، وتهيئ الفرص لتعمل على خلق صناعات تخدمها ، كالصناعات التقليدية والأغذية ، وبناء المرافق مثل الفنادق والطرق والموانئ والمطارات والمطاعم والمقاهي والقرى السياحية ، والتي بدورها تتيح فرص العمل، فهي إذن صناعة خدمات، لذلك فقد تأثرت بالتقدم العلمي والتكنولوجي ، اللذين أصبحا سمة بارزة بالعصر الحالي، مما أدى إلى اتساع نطاقها وتعدد جوانبها وازدياد أهميتها حتى أطلق عليها الصناعة الواعدة مستقبلا.( 1)
تؤدي السياحة والسفر دوراً هاماً في أي بيان اقتصادي لكثرة ما تخلقه من فرص عمل في أنشطتها المختلفة ، كما أنها مصدر للعملات الأجنبية وتعد قطاعاً رئيسياً في جذب الإستثمارات الأجنبية المباشرة ، وتساهم السياحة العالمية بنحو ثلث خدمات التجارة في العالم ، بينما تساهم بنحو 13% من إجمالي الناتج المحلي والعالمي ، ويعمل بها أكثر من 129 مليون عامل في العالم ، كما أنها تؤدي دوراً بارزاً وفعالا في النمو الاقتصادي في العديد من الدول النامية .
السياحة أو صناعة السياحة لا تقف على تعريف واحد بذاته لأن لها أنواع مختلفة، وتعريف كل نوع يعتمد على الغرض الذي تقوم من أجله.
مفهوم السياحة كنشاط قديم نشأ منذ أن بدأ الإنسان ينظر ويتدبر ليرى أن احتياجاته في المكان الذي يقيم فيه دائما لا تشبعها الإمكانيات المتوافرة بهذا المكان ، فبدأ يبحث عنها في أماكن أخرى يستطيع أن يذهب إليها ويعود بما يعود عليه وعلى غيره بالنفع ، وبما أن هناك أماكن أخرى تتوافر بها حاجات الإنسان ، رأى أن يذهب بها للعرض والبيع من أجل الكسب ،إن هذا النشاط القديم ما هو في الحقيقة إلا السفر من أجل التجارة وعقد الصفقات وحضور المعارض التجارية أو سياحة رجال الأعمال.
وقياسا على هذا النشاط التجاري منذ القدم ، هناك أيضا عدة أنواع من السفر كان يقوم بها الإنسان أما لتلقى العلم أو العلاج أو القيام بالمناسك الدينية ، كما اختلفت وسائل الانتقال وتطورت من السفر على الدواب ،ثم السفن ، والقطارات ، والطائرات ، فالسيارات الخاصة والعامة ، واختلفت أماكن الإقامة من إقامة التاجر القديم بنصب خيمته ، أو عند تجار أمثاله إلى النزل ، والاستراحات، فالفنادق وأماكن الإقامة المختلفة، وتنوعت أشكال السياحة أما سياحة أفراد أو مجموعات وعائلات ، وتعددت أغراض السياحة فمنها السفر من أجل التجارة، أو لتلقى العلوم ، أو لقضاء العطلات الموسمية أو للعلاج أو لأداء المناسك الدينية والتي يطلق عليها السياحة الدينية والسياحة العلاجية، والرياضية، والترفيهية، ويتضح مما سبق أن السفر نشاط قديم متجدد،لأغراض متعددة، بوسائل مختلفة إلى جهات وأماكن شتى ، وكلها أنشطة ضرورية تشبع حاجات الإنسان وتحقق آماله وتعود عليه بالنفع، وهناك نشاط انسانى يدعونا الله تعالى للقيام به ، هذا النشاط المتمثل في السير على الأرض للنظر والاعتبار،وجميع أنواع السياحة تتفق في عناصر ثلاثة رئيسية تكون مفهوم السياحة لدى أي شعب من الشعوب:
1- السائحون: وهى الطاقة البشرية التي تستوعبها الدولة المضيفة صاحبة المعالم السياحية وفقاً لمتطلبات كل سائح.
2- المعرضون: وهى الدول التي تقدم خدمة السياحة لسائحيها بعرض كل ما لديهم من إمكانات في هذا المجال تتناسب مع طلبات السائحين من أجل خلق بيئة سياحية ناجحة.
3- الموارد الثقافية (المعالم السياحية): باختلاف أنواعها والتي تتمثل في أنواع السياحة وتقديم التعريفات المختلفة لها فنجد منها: السياحة البيئية، والسياحة العلاجية، والسياحة الرياضية، والسياحة الاجتماعية، وسياحة التسوق، وسياحة المغامرات، وسياحة الشواطئ، والسياحة الفضائية، وسياحة الآثار ... الخ.
بالإضافة إلى العناصر الثلاث السابقة التي تتكون منها السياحة هناك نمطين أساسيين من الأنماط السياحية هما:-
أ- السياحة الدولية: هي النشاط السياحي الذي يتم تبادله ما بين الدول عبر السفر من حدود دولة لأخرى.
ب- السياحة الداخلية: وهو النشاط السياحي الذي يتم بين مواطني الدولة ومدنها المختلفة، التي يوجد بها جذب سياحي أو معالم سياحية تستحق الزيارة ، أي أن السياحة الداخلية هي صناعة تكون داخل حدود الدولة ولا تخرج عن نطاقها.
لكن هذا المفهوم (مفهوم السياحة الداخلية) يختلف عند بعض الدول، فنجد أمريكا وكندا تعرف السياحة الداخلية حسب مسافة الرحلة التي يقطعها المسافر فإذا كانت الرحلة تبعد 100 كم أو أكثر بعيداً عن مقر إقامته يعتبر سائحاً داخلياً، أما في بلغاريا وألمانيا فيعرفون السائح الداخلي على أن المواطن الذي يقضى خمسة أيام بعيداً عن محل إقامته ، ويلاحظ عند البلجيك والبريطانيين أن السائح الداخلي ،هو ذلك الشخص الذي يقضى أربع ليالٍ أو أكثر بعيداً عن سكنه لغير أغراض العمل.
ويستخلص من التعريف العام للسياحة "الركوب براً وبحراً وجواً".(2)
- مقومات صناعة السياحة
يتطلب قيام أي نشاط سياحي توفر مقومات لها والتي تتكون من جانبين الأول منها طبيعي وآخر بشري، وكلها تعمل مع بعض في إطار واحد يصعب فصلها عن بعض.
1- المقومات الطبيعية
أ- الموقع: للموقع الجغرافي دوراً مؤثراً في صناعة السياحة، فالموقع من دوائر العرض يحدد نوع المناخ الذي بدوره يحدد نوع النباتات والحيوانات البرية ، ويتحكم أيضا بقصر النهار وطوله الذي يؤثر على نوع الحركة السياحية، ويكمن تأثيره في حركة السياحة كالقرب والبعد عن مناطق الطلب السياحي ، فكلما كان الموقع قريبا من الأسواق أسهم ذلك في زيادة الجذب السياحي بسبب تأثيره على أسعار النقل الجوي.(3)
وللموقع دوراً مهماً في تحديد جنسية السياح بالقرب من دول معينة تشكل نطاقات رئيسية للطلب السياحي بحكم ضخامة عدد سكانها وارتفاع مستوى الثقافة بها، كما أن القرب المكاني لبعض دول العرض السياحي من دول الطلب يقلل من تكاليف السفر بسبب قصر المسافة مما يزيد من احتمالات طول مدة الإقامة .
ب- المناخ: يعد المناخ من الموارد الطبيعية التي تقوم عليها صناعة السياحة، فالكثير من السياح يتجهون إلى بعض المناطق ذات المناخ الذي يلائمهم ويستمتعون بفصله، وبالتالي فهو مؤثرا حقيقيا على حركة السياح وحجمها.
وتبعا للعلاقة بين المناخ والسياحة يمكن تقسيم مناخات العالم إلى نمطين هما:-
-مناخات هادئة: تتصف بضالة تقلب خصائص عناصرها ، كما هو الحال بالنسبة لمناخ البحر المتوسط والمناخات السائدة في العديد من النطاقات الغابية، غير متطرفة الموقع، والسفوح الجبلية منخفضة المنسوب.
- مناخات تتسم بالإثارة لكثرة تباين وتقلب خصائص بعض عناصرها، التي تتصف بالتطرف لهبوب الرياح الشديدة وسقوط الأمطار الغزيرة وكثرة تساقط الثلوج وما قد يتبعها من انهيارات جليدية ، ومثل هذه المناخات تعيق أنشطة السياحة بسبب ماتخلفه من تدمير لبعض المنشآت السياحية أو غلق الطرق بفعل الانهيارات الجليدية أو قطع الاتصالات.
ج- أشكال سطح الأرض: تتمثل في الجبال والسهول والأخاديد والمنخفضات والمسطحات المائية بأنواعها ،وهذا بدوره يؤدي إلى تنوع المشاهد الطبيعية واختلاف البيئات المناخية بحسب نوعية شكل السطح ، وبالتالي تستغل الدول مالديها من أشكال مختلفة وتسخر الإمكانيات المادية لعمل منتجعات سياحية بعد أن تطور البنى التحتية التي تسهم في زيادة أعداد السائحين للمكان، فغالبا ماتستغل الدولة المرتفعات الجبلية خصوصاً في فصل الشتاء والتي يجعلها وجهة لمحبي رياضة التزلج على الجليد ، شكل رقم ((1 كما تستغل في موسم الصيف التي ترتفع فيه درجات الحرارة مما يجعلها ذات مناخ معتدل يرتادها السائحين.

شكل رقم ( 1 ) بيئة جبلية سياحية مكتسية بالجليد

وعموماً فالتغيرات المناخية المحلية بسبب ارتفاع سطح الأرض تؤثر في الحياة النباتية والحيوانية ، وبالتالي فأن تنوعها يكون عامل جذب للسياح فضلا عن أهمية المناطق الشاطئية في فصل الصيف والمناطق الصحراوية في الربيع والشتاء.
د-النبات الطبيعي: يمثل أحد الأسس السياحية في العديد من أقاليم العالم لما يتمتع به من ملامح طبيعية ذات قيمة جمالية تجعل من بيئتها عامل جذب ، ودأبت الكثير من دول العالم على الاهتمام بهذا الجانب من خلال إعادة تشجير العديد من النطاقات الغابية وزراعة البراري وزيادة الاستثمار في مجال السياحة وبخاصة في الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية ، علاوة على ذلك فأن للغابات أهمية كبيرة بهذا المجال ، لذا يلاحظ تردد السائحين عليها خصوصا الاستوائية منها كما في جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية ووسط إفريقيا ، شكل رقم(2).

شكل رقم ( 2 ) زراعة البراري واستثمارها سياحيا

2- المقومات البشرية
أ- مناطق الآثار: هناك العديد من المناطق الأثرية في العالم تشكل جانباً سياحياً مهماً يرتاده الكثيرون ويتمتعون بمظهره الحضاري علاوة ،على التعرف على أبرز الجوانب التاريخية التي يجسدها المعلم الأثري، كما في آثار روما القديمة والآثار اليونانية بأثنا والفرعونية بمصر والبابلية والأشورية بالعراق والفينيقية والرومانية بليبيا وغيرها من الكنوز التاريخية في العالم ، شكل رقم ( 3 ) .
ب- المتاحف: توجد العديد من المتاحف ذات الشهرة العالمية يرتادها السائحون من جميع أنحاء العالم ، كمتحف اللوفر في باريس والمتحف البريطاني في لندن والمتحف الانثروبولوجي في المكسيك ومتحف التاريخ الطبيعي في نيويورك.
شكل رقم ( 3 ) الفورم الروماني في مدينة صبراتة بليبيا

ج- طرق النقل: إن تطور المواصلات بأنواعها تساهم في نمو حركة السياحة الداخلية والدولية ، حيث قصرت المسافات وخفضت التكاليف المادية، علاوة على ذلك ساهم انتشار السيارات الخاصة وتحسن نوعية طرق النقل وخدماتها في انتشار حركة السياحة في العالم، لذا فالعلاقة وثيقة بين السياحة ووسائل النقل ، فكلما تحسنت وسائل النقل أدى ذلك إلى زيادة الأفواج السياحية، وكلما زاد عدد السياح زادت الرغبة في قيام شبكة مواصلات أفضل.
د- الجوانب الخدمية الأخرى: المتمثلة بمحطات المواصلات وشبكة الاتصالات والمياه وخدمات الصرف الصحي والشوارع ونظام الأمن والمبيت بأنواعه ، كل هذه تعتبر قاعدة تؤمن وصول السياح إلى وجهاتهم ، وتوفر الراحة والأمان للسائحين
أنماط السياحة
1- السياحة الدينية
هي السفر من دولة لأخرى أو الانتقال داخل حدود دولة بعينها لزيارة الأماكن المقدسة فهي سياحة تهتم بالجانب الروحي للإنسان وتعد مزيج من التأمل الديني والثقافي، وهذا النوع من السياحة قديم جداً تشتهر به العديد من الدول التي يقصدها الحجاج بالملايين من أنحاء العالم في مواسم معينة ، وتأتي السعودية في مقدمة هذه الدول حيث يفد إليها سنويا الملايين من المسلمين لأداء فريضة الحج أو العُمرَة شكل رقم (4 )، َ شكل رقم ( 4 ) الملايين من المسلمين يؤدون فريضة الحج

وهناك مزارات عديدة على مستوى العالم موجودة في روما والصين والهند تأتي إليها الطوائف المختلفة لزيارتها.
2- السياحة العلاجية
يتضح من اسمها فهي سياحة لإمتاع النفس والجسد معاً بالعلاج، أو هي سياحة العلاج من أمراض الجسد مع الترويح عن النفس وتنقسم إلى قسمين:
أ- السياحة العلاجية
تعتمد السياحة العلاجية على إستخدام المراكز والمستشفيات الحديثة ، بما فيها من تجهيزات طبية وكوادر بشرية لديها من الكفاءة ما تساهم به في علاج الأفراد الذين يلجئون إلى هذه المراكز.
ب- السياحة الاستشفائية
تعتمد السياحة الاستشفائية على العناصر الطبيعية في علاج المرضى وشفائهم ، مثل الينابيع المعدنية والكبريتية والرمال والشمس بغرض الإستشفاء من بعض الأمراض الجلدية والروماتيزمية،وتطلق السياحة العلاجية على كلا النوعين ، وتتضمن عناصر السياحة العلاجية ، حمامات المياه المعدنية ومياه البحر والمصحات العلاجية، ومن ابرز معالم هذه السياحة:
مواقع العلاج الطبيعي في البحر الميت بالأردن ، بينما في لبنان تنتشر المصحات العلاجية لمرضى التدرن الرئوي ومواقعها في الجبال منها مصح بحنس ومصح حمانا التي يقطنها المرضى لفترات طويلة قد تصل إلى العامين ، وفي ليبيا توجد العديد من المواقع السياحية التي يقصدها السكان المحليين كما في مدينة العجيلات ، شكل رقم (5 ) حيث الحمام السياحي ذو المياه الكبريتية التي تساعد على شفاء العديد من الأمراض الجلدية، وبحيرة قبر عون وسط الصحراء.
شكل رقم (5 ) جوانب من مركز العجيلات للعلاج الطبيعي في ليبيا

ومصحات الإدمان والأمراض النفسية في إنجلترا (Priory Hospital)، لمعالجة الأمراض النفسية والإدمان حيث يتجه إليها المرضى من جميع أنحاء العالم لقضاء فترات علاجية طويلة تمتد إلى أشهر.
ودور العجزة والمسنين: وهي متوافره على نطاق واسع في أوربا وأصبحت تمثل جزءاً من القطاع الاقتصادي فيها.
واحة سيوه بمصر: تتميز بمناخها الجاف طوال العام والرمال الساخنة التي تساعد في علاج آلام المفاصل والعمود الفقري ، كما تتميز بكثرة عيون المياه التي تندفع من باطن الأرض ،فعامل الطقس الجاف يساهم في الاستشفاء من أمراض الجهاز التنفسي، والرمال الساخنة الموجودة بجبل "الدكرور" بها إشعاعات تساعد في علاج الروماتيزم وشلل الأطفال والصدفية والجهاز الهضمي ، أما استخدام المياه الساخنة فينقسم إلى قسمين مياه ساخنة عادية ومياه ساخنة كبريتية، حيث يتم معالجة نوع خاص من الطين بهذه المياه ويعالج كثيراً من الأمراض الجلدية ومشاكل البشرة بالإضافة إلى علاج الجهاز التنفسي، لكنه لم يستخدم حتى الآن في مصر على الرغم من أنه متوفر في كثير من البلدان الأوربية.
3- السياحة الاجتماعية
يطلق عليها أحياناً السياحة الشعبية أو سياحة الإجازات ، وسبب تواجدها أنها كانت مقتصرة في القدم على الطبقات الثرية فقط ، وبما أن التطورات العالمية توجب التغير في كل ما يوجد من حولنا، فكان لابد من هذه التغيرات أن تحدث أيضاً مع السياحة لتواكب التطورات والمستحدثات العالمية لكي تضم السياحة أو تشرك معها الطبقات التي تمثل الغالبية العظمى من المجتمعات ذوى الإمكانيات المحدودة بإعداد رحلات سياحية لها.
كان أول ظهور للسياحة الاجتماعية في دول الكتلة الشرقية، حيث أعدت للعاملين معسكرات في مختلف المناطق السياحية لتجديد نشاطهم وقدراتهم النفسية والبدنية على العمل، وأصبحت السياحة الاجتماعية الآن نشطة في كثير من دول العالم ، حيث يتم تنظيم الرحلات السياحية الجماعية بأسعار مخفضة وتسهيلات متعددة ،مثل توفير أماكن الإقامة الرخيصة مثل بيوت الشباب والفنادق المتواضعة ( ثلاثة نجوم أو أقل) ، أو ما يسمى بنظام السياحة بالتقسيط الذي يتيح الفرصة لأي فرد بالسفر في أي وقت على أن يتم تسديد نفقات رحلته على عدة أقساط، وهذا متبع في الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك نظام الادخار السياحي حيث يتمكن المدخرون من تخصيص نسبة معينة من دخولهم وإيداعها في صندوق للادخار من أجل السياحة وتعتبر سويسرا رائدة في هذا النظام.
- سياحة السيارات والدراجات
تندرج سياحة السيارات والدراجات تحت الأنماط السياحية الجديدة ، التي تخضع لظروف ومتطلبات معينة غير موجودة إلا في عدد قليل من الدول مثل الطرق السريعة التي تربط بين الدول ، ومدى توافر محطات الخدمة والصيانة ومراكز النجدة والإسعاف والاستراحات على هذه الطرق.
وهذه السياحة منتشرة في دول أوربا وبعض الدول العربية.
4- سياحة المعارض
تشمل جميع أنواع المعارض وأنشطتها المختلفة ، من المعارض الصناعية والتجارية والفنية التشكيلية ومعارض الكتاب وغيرها ، فمن خلالها يستطيع الزائر التعرف على آخر الإنجازات التكنولوجية والعلمية للبلدان المختلفة والتي تعتبر من عوامل الجذب السياحي وتنشيطه، وارتبط هذا النوع من السياحة بالتطور الصناعي الكبير الذي حدث في مختلف بلدان العالم.
5- سياحة المؤتمرات
أرتبط هذا النوع بالتطورات الكبيرة في العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية بين معظم دول العالم حيث ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسياحة المعارض ، ويعتمد النهوض السياحي في هذا القطاع على توافر عوامل عدة منها اعتدال المناخ ، وتوافر المرافق ووسائل الأتصالات ، ووجود الفنادق ، والقاعات المجهزة لعقد الاجتماعات ، والمطارات الدولية ، ومواقع التجمعات السياحية بالمدن.
6- السياحة العلمية( أو البحثية)
تشمل دراسات البيئة النباتية والحيوانية وكذلك دراسة حركة الطيور وهجراتها العالمية، مثال على ذلك محافظة الفيوم بمصر، حيث تتميز محميات الفيوم الطبيعية في بحيرتي قارون ووادي الريان بوجود أنواع من الطيور المهاجرة وبخاصة خلال فصل الشتاء ومن أهم أنواع الطيور المهاجرة في الفيوم (الخضراوى - الكوركى - البجع - الصقور النادرة).
7- سياحة السباقات والمهرجانات
تنطبق على سباقات السيارات والدراجات والمهرجانات السينمائية ، بالإضافة إلى سباقات الهجن، حيث تعتبر رياضة بدوية خالصة تشهد إقبالاً هائلاً من المشاركين والسياح، كما يرتبط بها كرنفالات واسعة للأزياء والفنون الشعبية.
8- سياحة السفاري والمغامرات
هي تلك السياحة التي تتم عبر الصحارى وتختلف أنواعها وأهدافها فبعضها يتجه إلى السلاسل الجبلية ومغامرة تسلقها، والبعض الآخر يتجه إلى زيارة الوديان وعيون الماء، وآخرها تلك التي تكون من أجل الصيد البرى في المناطق المسموح فيها بالصيد.
9 - السياحة الرياضية
هو السفر من مكان لآخر داخل الدولة أو خارجها من أجل المشاركة في بعض الدورات والبطولات أو من أجل الممارسة أو الاستمتاع بالأنشطة الرياضية المختلفة ، والمتمثلة في ممارسة رياضة الغوص والإنزلاق على الماء والصيد ، ويشترط في ممارستها توافر المقومات الخاصة بها من الشواطئ الساحرة بالإضافة إلى الملاعب والصالات وحمامات السباحة إذا كان الغرض إقامة الدورات والمسابقات الدولية.
10- سياحة التجوال
سياحة مستحدثة تتمثل في القيام بجولات منظمة سيراً على الأقدام إلى مناطق نائية تشتهر بجمال مناظرها الطبيعية، وتكون الإقامة في مخيمات في البر والتعايش مع الطبيعة.
11- سياحة التسوق
سياحة حديثة أيضاً تكون بغرض التسوق وشراء منتجات بلد ما ،تسرى عليها التخفيضات من أجل الجذب السياحي، كما هو الحال في مهرجان السياحة والتسوق بدبي من كل عام.
12- السياحة الترفيهية
أقدم الأنماط السياحية وأكثرها انتشاراً ، حيث وصلت نسبة السياحة الدولية إلى 80%، تعتبر دول حوض البحر المتوسط من أكثر المناطق أجتذاباً لحركة السياحة الترفيهية ، لما تتمتع به من مقومات مناخية معتدلة وشواطئ خلابة وتفرعت منها الأنواع الأخرى كالسياحة الرياضية والعلاجية وغيرها ، وتكون السياحة الترفيهية بغرض الاستمتاع والترفيه عن النفس وليس لغرض ، آخر ويتم ممارسة الأنواع الأخرى من السياحة معها ويطلق عليها هنا الهوايات
مثل صيد السمك والغوص تحت الماء والانزلاق والذهاب إلى المناطق الصحراوية والجبلية والزراعية.
13- السياحة الثقافية (السياحة الأثرية والتاريخية)
يهتم بهذا النوع من السياحة شريحة معينة من السائحين على مستويات مختلفة من الثقافة والتعليم ، حيث يتم التركيز على زيارة الدول التي تتمتع بمقومات تاريخية وحضارية كثيرة ، وهي تشكل نسبة 10% من حركة السياحة العالمية ، ويلاحظ أنها تتمثل في الاستمتاع بالحضارات القديمة ، وأشهرها الحضارة الفرعونية المصرية القديمة والحضارات الإغريقية والرومانية والهندية شكل رقم ( 6 ) والحضارات الإسلامية والمسيحية.

شكل رقم ( 6 ) تاج محل بالهند

14- السياحة الشاطئية
تنتشر هذه السياحة في البلدان التي تتوافر لها مناطق ساحلية جذابة ، وبها شواطئ رملية ناعمة ، ومياه صافية خالية من الصخور، وتوجد في الكثير من بلدان العالم مثل دول حوض البحر المتوسط ودول البحر الكاريبي.
15- سياحة الغوص
لها علاقة مباشرة بالسياحة الشاطئية في المناطق الساحلية ، ويشترط لقيام مثل هذا النوع من السياحة توافر كنوز رائعة بالمناطق الساحلية ، وتوافر مقومات الغوص بها مثل: الشعب المرجانية ، الأسماك الملونة ، المياه الدافئة طوال العام ، واليابسة ساحرة ، والخلجان، والينابيع، والحيوانات والطيور، والنباتات البرية المتنوعة.
اقتصـاديات السيـاحـة
- الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للتنمية السياحية
يرى الكثير من المهتمين بقطاع السياحة بأن لها دوراً هامٌ في تنمية الجوانب الاقتصادية والأجتماعية ، لأنها تسهم في رفع مستوى المعيشة من خلال الانتعاش الاقتصادي الذي تجلبه ، المتمثل في جلب العملات الصعبة التي تحتاجها الدول في عمليات التنمية ، كما تستوعب السياحة نسبة كبيرة من الأيدي العاملة وتسهم في بناء البنية التحتية وتطويرها مثل شبكات النقل والمواصلات وشبكات المياه ونظام الصرف الصحي وتسهيلات الضيافة وتشييد الحدائق وغيرها لقيام هذه الصناعة وتطورها.
من جهة أخرى تعتبر صناعة السياحة أداة اجتماعية بما توفره من فرص للتعارف والتآلف بين الشعوب، غير أنها لا تخلو من الجوانب السلبية شأنها شأن بقية الصناعات ، ومن بين مشاكلها الاقتصادية التضخم والموسمية ، أما اجتماعيا فتتمثل المشاكل البيئية في سوء استخدام الموارد والتلوث بأنواعه المختلفة ، لذلك يجب الإلمام بجوانب هذه الصناعة المتعددة حتى يمكن درء المشاكل وتعزيز المزايا عند تنمية هذا القطاع بالطرق التي تفي باحتياجات الحاضر والمستقبل.
تعتمد مواقع السياحة الأكثر نجاحا في الوقت الحاضر على المحيط المادي النظيف ، والبيئات المحمية والأنماط الثقافية المميزة للمجتمعات المحلية ، أما المناطق التي لاتقدم هذه المميزات فتعاني من تناقص في الأعداد ونوعية السياح ، وهو ما يؤدي بالتالي إلى تناقص الفوائد الاقتصادية للمجتمعات المحلية.
ومن الجائز أن تكون السياحة عاملاً بارزاً في حماية البيئة عندما يتم تكييفها مع البيئة المحلية ، والمجتمع المحلي ، وذلك من خلال التخطيط والإدارة السليمة ، ويتوفر هذا عند وجود بيئة ذات جمال طبيعي وتضاريس مثيرة للاهتمام ، وحياة نباتية برية وافرة وهواء نقي وماء نظيف ، مما يساعد على جذب السائحين.
ويتساوى كل من التخطيط والتنمية السياحية في الأهمية من أجل حماية التراث الثقافي لمنطقة معينة، وتشكل المناطق الأثرية والتاريخية ، وتصاميم العمارة المميزة وأساليب الرقص الشعبي، والموسيقى ،والدراما والفنون ، والحرف التقليدية والملابس الشعبية ،والعادات والتقاليد وثقافة وتراث المنطقة عوامل جذب للزوار ، وبخاصة إذا كانت على شكل محمية يرتادها السياح بانتظام فتتعزز مكانتها وإلا تبقى ذات أهمية أقل ، وكل ذلك يرجع للطريقة التي يتم بها تنمية السياحة وإدارتها.
ومن المزايا الاقتصادية للسياحة هو ميزان المدفوعات الذي يعني العلاقة بين ما ينفق من أموال خارج الدولة على وارداتها ،وما يرد إليها من الخارج من أموال نضير صادراتها خلال فترة زمنية معينة ، وتسعى كل دولة إلى إيجاد ميزان مدفوعات إيجابي حتى لا يكون لديها عجز، ويدرج ضمن ميزان المدفوعات قيمة كل السلع والهدايا والقروض والمساعدات ، ويعتبر الإنفاق السياحي خارج الدولة والإيرادات السياحية داخلها إحدى أشكال هذه الحركة ونتيجة لذلك يتم تشجيع تصدير السلع والخدمات السياحية بوصفها صادرات غير مرئية من أجل دعم ميزان المدفوعات ، فكلما زادت موارد دولة معينة من السياحة زادت قدرتها على التعاقد من الخارج وسداد ديونها، فالموارد السياحية تنعش التجارة الدولية وتوسع قاعدة الالتزامات المالية نحو الخارج، سواء على شكل زيادة الواردات أو عن طريق القدرة على سداد المستحقات غير المنظورة، كتحويل أجور العمال الأجانب الذين يستدعي استخدامهم في التوسع في المشروعات السياحية(4).
ومن بين المزايا الاقتصادية للسياحة استيعابها لأعداد كبيرة من الأيدي العاملة ، وذلك لاعتمادها على العمالة المكثفة ، وتجدر الإشارة إلى أن قطاع السياحة يحتاج إلى رأس مال كبير من أجل تشييد البنية الأساسية، مما يؤدي إلي رفع تكاليف فرص العمل وبخاصة في مراحلها الأولى.
أما المزايا الاجتماعية والثقافية للسياحة ، فتكمن في حماية جوانب مهمة من التراث الثقافي والتاريخي للدول المختلفة ، كحماية المعالم الأثرية والأماكن التاريخية والطراز المعماري المميز، وأيضا حماية وإنعاش الفنون الشعبية المتمثلة في الموسيقى والرقص والمسرح والتقاليد وغيرها .
وتعتبر السياحة الدولية نافذة تطل منها الشعوب المختلفة بعضها على البعض ، حيث تسهم في توفير الاحتكاك المباشر بين الشعوب فيحدث التعارف وتزداد الروابط وينشأ الاحترام المتبادل نتيجة للتبادل الثقافي.
إن التنمية السياحية تلعب دورا ًبارزاً وأساسياً في التنمية الاقتصادية ،حيث يؤثر رواج صناعة السياحة بشكل مباشر على اقتصاد ورواج الصناعات والأنشطة المرتبطة بصناعة السياحة ، فالإنفاق على الخدمات والسلع المرتبطة بصناعة السياحة يؤدي إلى انتقال أموال من جيوب السائحين إلى أصحاب هذه الخدمات والسلع ، فتتفرع عن هذا الانتقال للأموال سلسلة أخرى من الإنفاق منها:
- الإنفاق على الخدمات الفندقية ، الذي يشمل المبيت والطعام والغسيل والاتصالات وسائر الخدمات التي يطلبها السائح .
- الإنفاق على منظمي الرحلات السياحية داخل الدولة ، من وكلاء السياحة والسفر على اختلاف أنواعها.
-الإنفاق على خدمات المطاعم السياحية.
-الإنفاق على خدمات وسائل النقل.
- الإنفاق على المشتريات من المصنوعات التقليدية اليدوية.
- الإنفاق على المرشدين السياحيين.
- الإنفاق على خدمات أعمال الصرافة والتأمين والاتصالات.
ولاشك أنه كلما زاد تدفق حجم الحركة السياحية زاد الإنفاق العام على السلع الاستهلاكية، وبالتالي إلى ارتفاع معدلات الادخار مما ينشط هذه الصناعات والخدمات المتصلة بصناعة السياحة سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، الأمر الذي يولد اتساع نطاق العمل في هذه الصناعات والخدمات المرتبطة والمتصلة بها.
ومن المسلم به في نظرية الاقتصاد أن كل استثمار جديد يولد عنه إنفاق جديد فينشئ دخلا جديدا ، كما يوجد نوع آخر من الإنفاق ليس من جانب السائحين وإنما من قبل المستثمرين والدولة ،كالإنفاق على إنشاء المشروعات السياحية مثل الفنادق وقرى الإجازات والمنتجعات الشاطئية ومدن الألعاب الترفيهية، والإنفاق على مشروعات للبنى الأساسية ومرافق الخدمات العامة ، وهذا الإنفاق يؤدي إلى تنشيط الحركة الاقتصادية إذ يمثل انتقال الأموال من الدولة وأصحاب المشروعات السياحية كمدخول للأفراد والمقاولين وغيرهم.
- التنمية السياحية مصدر للعملات الصعبة
إن ناتج النشاط السياحي هو قيمة المنتج السياحي المباع إلى أعداد السائحين المنتمين عادة لدول أخرى، والذين يدفعون بالعملات الصعبة نظير إشباع رغباتهم السياحية سواء كانت ثقافية أو علمية أو بيئية، لذا فأن السياحة تعتبر مصدراً من مصادر الدخل الأجنبي وتقاس أهميتها الاقتصادية بحجم تأثيرها على ميزان مدفوعات الدول ، وهذا الميزان يمثل قيداً مزدوجاً منظما لكافة المعاملات بين الدول المعنية وسائر دول العالم ، والنشاط السياحي يمثل جزاءا من المعاملات غير المنظورة كالملاحة والتأمين والمعاملات المصرفية.
ويتحدد هذا التأثير بالقيمة الصافية للميزان السياحي ، ونسبتها إلى النتيجة الصافية للميزان التجاري سواء كانت سلبية أم ايجابية ، فإذا كانت النتيجة الصافية للميزان التجاري سلبية وكان التأثير الصافي للميزان السياحي ايجابيا فأنه قد يغير العجز في الميزان التجاري إلى فائض أو يخفف منه على الأقل ، أما إذا كانت النتيجة الصافية للميزان التجاري إيجابية وكان التأثير الصافي للميزان السياحي إيجابياً سيساعد هذا التأثير في زيادة تلك الإيجابية في الميزان التجاري ، وبالتالي سوف ينعكس التأثير إيجابياً على ميزان المدفوعات للدولة ، ويقصد بالقيمة الصافية للميزان السياحي صافي العملية الحسابية للمصروفات السياحية بما فيها الإنفاق على السياحة الخارجية ،أي إنفاق المقيمين من المواطنين والأجانب الوافدين من الخارج ،وما تحققه من إيرادات سياحية بما فيها عائدات السياحة الوافدة إلى دولة المقصد السياحي.
التنمية السياحية وقدرتها على زيادة موارد الخزينة العامة للدولة
إن الخزانة العامة للدول السياحية تستفيد من الموارد التالية:
- الضرائب على المواد الغذائية.
- ضرائب الأرباح التجارية والصناعية والمشروعات السياحية عموماً.
- ضرائب الدخول التي تتزايد حصيلتها بتزايد دخول أرباح المنتجين بكافة الأعمال المتصلة بصناعة السياحة.
- رسوم التراخيص بمزاولة المهن والأعمال المتصلة بصناعة السياحة.
- رسوم تقديم خدمات الكهرباء والماء والاتصالات والبريد.
- رسوم الملاحة البحرية كرسو السفن في الموانئ.
- التنمية السياحية وقدرتها على امتصاص البطالة
تعمل التنمية السياحية على خلق فرص عمل متعددة سواء في القطاع السياحي نفسه مثل شركات السياحة، المطاعم، الفنادق، شركات النقل السياحي، محال بيع الهدايا أو الصناعات التقليدية.
ومن خلال نتائج عدد من الدراسات التي أجريت في الكثير من الدول السياحية الأوربية والأمريكية حول مدى تأثير التنمية السياحية على العمالة ، أكدت العديد منها على قدرة التنمية السياحية على امتصاص العمالة، فقد أوضحت دراسة سياحية أجراها الخبير الأستشاري الدولي Archer) ) في منطقة البحر الكاريبي أن العمالة المتولدة عن وحدة من الإنفاق في التنمية السياحية تؤدي إلى ضعف العمالة المتولدة عن وحدة واحدة من الإنفاق في أي قطاع آخر،كما أكدت دراسة أخرى أجراها (Guide) في المكسيك أكد فيها على أن الاستثمار في الفنادق يؤدي إلى توفير فرص عمالة بمعدل أكبر من الاستثمار في أي قطاع آخر في الاقتصاد المكسيكي5).(
ومعظم الدراسات التي أجريت أكدت على أن بناء غرفة فندقية جديدة يخلق ثلاثة فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، لذلك فأن زيادة تخصيص المواد اللازمة لتطوير المناطق السياحية التي تتمتع بمزايا طبيعية ومناخية مثل المحميات الطبيعية والشواطئ والجزر والمناطق الصحراوية والجبلية ومناطق ينابيع المياه الحارة إضافة إلى تحفيز القطاع الخاص المحلي والعربي والأجنبي على الاستثمار السياحي في هذه المناطق ،سوف يضاعف من العمل وستتحول هذه المناطق النائية إلى مناطق جاذبة لعمالة سكان المجتمعات المحلية في هذه المناطق بعد أن كانت طاردة لها.
لذلك يلاحظ أن التنمية السياحية تزيد من فرص العمالة المباشرة وغير المباشرة من خلال ترابطها الأمامي والخلفي وتكاملها مع القطاعات الأخرى، مثل الصناعات الغذائية والمشروبات وصناعة الأثاث الفندقي والمصارف


جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013