مصر وسوريا والمصير المشترك التقارير والمقالات | مصر وسوريا والمصير المشترك
تاريخ النشر: 21-09-2015

بقلم: علي محمود
....لقد قادت مصر المقاومة الأولى في وجه المخططات الاستعمارية الصهيونية الغربية، والتي تستهدف إعادة تقسيم المنطقة وفق رؤى ومصالح الكيان الصهيوني الذي يحتل أرضنا العربية، ويعيث فيها فسادًا ويقتل إخوتنا، ويسعى لتدمير بلادنا وتقسيمها لتصبح دويلات صغيرة تسبح بحمده وتعيش بجواره راضية راضخة، ولكي يكتمل ضلعي المقاومة يجب أن يتم التنسيق مع الجانب السوري، والذي يواجه جزءا كبيرا من المؤامرة منذ ما يزيد عن 4 سنوات.   كما أن تراكب الأحداث وتراكمها على مدار السنوات الماضية، تؤكد ضرورة أن يكون بين مصر وسوريا تنسيق كامل، لمواجهة المخططات الصهيونية الغربية، في العلن ودون مواربة، كفانا عمل في الخفاء خوفًا من بعض التيارات أو الشخصيات التي تزايد على وطنيتنا وقوميتنا، وهي في الأصل لا ترى حقيقة الأمن القومي لبلدها، فتلك التيارات التي تهاجم النظام السوري، هي نفسها التي تهاجم النظام المصري والجيش المصري، بسبب ما تراه انتهاكات في سيناء، والذي نعرف ويعرف كل منصف أنه حرب شرعية على الإرهاب.   ممن نخاف بعد أن واجهنا المخططات الغربية الخبيثة، والتي سخرت كل قواها لمواجهتنا ولتأجيج الأوضاع في بلادنا، فجعلت كل منا يشك في وطنيه الآخر، وكل منا يرى في الآخر غير جدير بتمثيل بلده في أي شيء لأنه ببساطة "خائن"، ولا أعرف كيف؟ فكيف يكون من يقاتل من أجل مصلحة وطنه خائنًا لبلده، لكن هؤلاء منهم الكثير "مرتزقة"، يحصلون على ملايين الدولارات ضمن المخطط الغربي لشن حربًا إعلامية على النظامين المصري والسوري فلا ضمان لأمن الصهاينة في وجود جيشين أقوياء كالجيش المصري والجيش السوري، الذين يمثلان خطر على أمن الكيان الصهيوني.   وإذا ما تحدثنا عن دعم الجيش السوري والحفاظ عليه، وهي الرؤية المصرية التي تقوم أساسًا، على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، فإننا هنا نتحدث عن ضرورة دعم الرئيس الشرعي، بشار الأسد، والذي وصل إلى حكم سوريا بالطرق الدستورية الشرعية وباختيار الشعب السوري، فلا يمكن الفصل بين الرئيس والجيش السوري فهو جزء منه، والجيش السوري جيش وطني يعمل وفق قواعد دستورية، كما أن الأسد هو الشخص القادر على مواجهة الإرهاب، لكنه يحتاج للدعم بعد أن استطاع الصمود في وجه الإرهاب للسنة الخامسة حتى الآن.   وفي سبيل العمل العلني للتواصل والتعاون الأمني بين مصر وسوريا، جاءت زيارة رئيس مكتب الأمن القومي السوري، اللواء علي مملوك إلى القاهرة ولقاءه بالرئيس السيسي، كخطوة في الاتجاه الصحيح، وينبغي أن تستكمل بخطوات أخرى علنية وواضحة، ويجب السير في هذا الطريق دون الالتفات إلى الأصوات الرافضة للتقارب بين البلدين، فتلك الأصوات أنفسها تعارض ما يقوم به الجيش المصري في سيناء، وتصف حربه على الإرهاب بالانتهاكات بحق أهالي سيناء، بالرغم من دعم أهالي سيناء للجيش في كل تحركاته.   لكن تبقى العقبة الوحيدة في سبيل التقارب المصري السوري، هي علاقات مصر بالسعودية والإمارات ودول الخليج التي تعارض التقارب مع النظام السوري وتشترط رحيل الرئيس بشار الأسد، ولو كانت الأزمة تحل برحيل الأسد لرحل منذ زمن، لكن الجميع يعلم أن الإرهاب لا يشغله من يحكم سوريا، وكل همه السيطرة على الأرض وتفتيت سوريا، وكسر الجيش القوي القابع بالقرب من الأرض العربية المحتلة، لذا على مصر أن تعمل على إقناع دول الخليج أولا بقبول بقاء الأسد من أجل هزيمة "داعش" ومن معها من الجماعات الإرهابية، ومعها في هذا الطريق ستكون روسيا أيضا لها دور قوي في الضغط على دول الخليج، وقد نرى في الأيام القادمة تطورات تنبئ بمستقبل أفضل للمنطقة.

تنويه | المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع

جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013