اقتصاد الحرب للدول المنتصرة التقارير والمقالات | اقتصاد الحرب للدول المنتصرة
تاريخ النشر: 26-12-2017

بقلم: المهندس نبراس خضور
لا أحد ينكر أن إيران من أكثر الدول الحليفة لنا في هذه الحرب الكونية التي نشهدها والتي دخلت عامها السابع . .
وحديث الشارع عن معاناة كبيرة يعيشها المواطن السوري بمختلف شرائحة طالت كل مناحي الحياة، والحكومة ليست مع رفع المعاشات والرواتب بل مع تخفيض الأسعار (التخفيض الغير ملموس حتى الأن) . .
إيران يا سادتي وفي أيامنا هذه وللعلم فإن عملتها من أقل القيم للعملات في العالم، ففي عام 1980 عانت من حرب عاصفة مع جارتها العراق استمرت زهاء ثماني سنوات، حرب ضروس مع جيش نظامي مدعوم من ذات الدول التي تدعم الحرب الكونية (حرب العصابات) علينا اليوم تلاها مقاطعة وتضييق ظالم . . لن أدخل في تفاصيل تلك الحرب لكن سأتحدث في الجانب الاقتصادي وسعر الريال الإيراني وفي ذلك الوقت كان من المعتبر أنه شهد انخفاضاً في سعره بعد نجاح الثورة.
في عام 1979 كان سعر الصرف (1 دولار = 100 ريال).
في عام 1980 كان سعر الصرف (1 دولار = 140 ريال) السنة التي بدأت فيها الحرب.
في عام 1990 كان سعر الصرف (1 دولار = 1200 ريال) وهو تراجع كبير وانخفاض هائل في سعر صرف الريال بسبب الحرب التي انتهت عام 1988 ، لنقل أن هذا الانخفاض مبرر (بسبب الحرب).
استمر الانخفاض حتى وصل لأسعار جنونية خلال الفترة بين (2000-1998) إذ وصل الصرف إلى:
بين عامي 1998 – 2000 كان سعر الصرف (1 دولار = 4780 ريال إلى 8630 ريال) انخفاض سريع خلال عامين وتدهور ملحوظ في سعر الصرف.
تم على إثرها محاولات خجولة لدعم الريال فشهدت الأعوام الخمسة التي تلتها حتى عام 2004 عودة طفيفة في سعر الصرف كان خلالها سعر الدولار الواحد بين 8120 ريال و 8320 ريال.
في بداية عام 2011 أصبح سعر الصرف (1 دولار = 14840 ريال) وظهر الفارق الكبير بين سعر الصرف وسعر السوق السوداء ووصل في بداية عام 2012 إلى (1 دولار = 19000 ريال) .
في أيلول 2012 أصبح سعر الصرف (1 دولار = 22000 ريال) وانهار سعر الصرف بعد ذلك وخلال أربعة أيام ليصبح (1دولار = 40000 ريال)
واليوم وبعد الاتفاق النووي أِصبح سعر الصرف حوالي (1 دولار = 32000 ريال).
طيب بعد هذا السرد للتاريخ الحديث لسعر الصرف في دولة من الدول المنتجة للنفط والتي تحسن واقعها العلمي لأبعد الدرجات . . أقول ان عملتها انهارت ولم ينهار مواطنيها رغم الحصار والمعاناة اليتي يعيشوها.
ألا يجدر بنا التشبث أكثر بحكومتنا ورغم كل السلبيات ودولتنا رغم كل التضييق عليها لم ينهار اقتصادها . . الكلام يجب أن ينال التروي والأذن الصاغية، وعلى المعنيين إعادة النظر في كثير من قراراتهم والانتقال لسياسة دعم المواطن من قبل الحكومة وتخصيص بطاقات أزمة حقيقية بدلاً من سياسة المراوغة، المواطن يحتاج لصمودة تامين متطلبات العيش بسعر يحفظ له كرامته ، أن يكون هناك عودة لقسائم التموين للمواد الأساسية وتفعيل دورالمؤسسات الإجتماعية من جديد لتكون منفس الروح بدلاً من الجرعات المسكنة والإسعافية، فنحن لا نزال على شاطئ الامان وعملتنا رغم كل الانخفاض الحاصل لا تزال تتحدث ويمكن المحافظة على سوق المواطن . .
في إيران وخلال عشر سنوات كل شيء تم ضربه بـ 10 أي الصرف من 100 إلى 1200
ونحن خلال السنوات الست كل شيء ضرب 10 أي من 50 إلى 500
علماً أن إيران لم تعاني من حرب عصابات داخلية ولم تهدم منشآتها وبناها التحتية كما يحدث اليوم في وطني ولم يحدث سرقة ونهب وقلة في الأخلاق والقيم كما يحدث في وطني . .
اليوم وفي كل خطوة نصر يخطوها أسود الجيش العربي السوري وقواته الرديفة لا بد من إعادة النظر بسياسات دعم الصمود للمواطن بعيداً عن تجارة السوق وأسعار الصرف . .
لذا أدعوا الجميع للتأني قبل زيادة جرعة اليأس فإيران رغم انهيار عملتها انتصرت، وسورية رغم جراحها وضيق المعيشة . . منتصرة . . بإذن الله.

تنويه | المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع

جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013