التتار في الاتجاه المعاكس التقارير والمقالات | التتار في الاتجاه المعاكس
تاريخ النشر: 20-08-2017

بقلم: ادريس هاني
ليس لداعش حنين إلاّ لجغرافيا سبق ومارست عليها سلطتها واجتماعها المتوحّش، وهي بذلك لا يهمّها إن هي اندكت دولتها أن تتجه غربا أو شرقا، لأنّها تتغلّب في بداية الأمر على البسائط..وتتبع طريقة الذّئب في تصيّد الفريسة وطريقة الضباع في إنهاكها..ثمة مجالين تسعى داعش لاستعادة مكانها المفترض لتأسيس دولتها المؤقتة لأنّ كل ما هو داعشي مؤقّت..لنسميها إذن دولة_راحلة..في الفيليبين شرقا حيث المجال الأوراسي يحتاج إلى بعض من التوحش لكي تجد الإمبريالية موطئ قدم راسخة هناك استكمالا لملاحم التويض التي خاضتها في المنطقة..من يا ترى أعطى الإشارة والمعلومة لداعش كي تهجم على مراوي جنوب الفلبين الآهلة بالمسلمين ومحاولة السيطرة عليها تزامنا مع الزيارة التي كان مزمعا أن يقوم بها الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي الى موسكو؟ خروج داعش من العراق أو لنقل تفككها في العراق وكذا في سوريا قريبا سيجعلها تفكّر في العودة إلى المجال الأسيوي، وربما سيكون لها الكثير من النشاط الفرعي في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل لكن باستثناء الوضع القائم في ليبيا فإنّ نشاطها هناك حساس وليس نزهة..وهي على كل حال تلقت ضربات كثيرة حتى داخل ليبيا: تلقت ضربة قاضية قبل أن تنشئ لها دويلتها هناك..فشلت داخل ليبيا كما ستفشل في أفريقيا لأسباب كثيرة..حاولت داعش في منطقة المغرب العربي أن تستغل جملة من العوامل منها الهشاشة التي تعاني منها تونس والوضع الكارثي في ليبيا وهشاشات جنوب الصحراء ومنطقة الساحل ولكن الأهم هو استغلالها عبثا للنزاع السياسي بين المغرب والجزائر، غير أنّ ذلك لم يمنحها قدرة على التمكن بل وجود بعض فراخها هناك هو مسألة وقت..ستتجه أمريكا ناحية الأوراسي، وحتما ستحمل حقائبها وسيرافقها هناك بقايا التنظيمات المتوحّشة..اليوم لا نستبعد أن تشهد منطقة آسيا هجمة تتار معكوسة من قبل داعش وأشباهها لتمهيد الطريق أمام أشكال جديدة من التدخل في المجال الأوراسي..هناك حيث الأسواق الواعدة والثروة والصراع الأكبر على النفوذ..وستكون داعش هي الوريث لطالبان..هي من سيكتسح الألغام وفكك المناعة، ودائما الدخول من جهة الخاصرة الأضعف..من مناطق النزاع أو استغلال مناطق الأقليات المسلمة في آسيا..الإمبريالية تسعى لتحويل المجال الإسلامي إلى عامل كسح ألغام أمام تدفّق الراسميل..استغلال العنفوان الانتحاري المفقود في كل الدنيا إلاّ في هذا العالم واستثماره واستغلاله في خدمة الإمبريالية كفزاعة لترويع المجال..في البحث عن أفغانستان جديدة وبعد نهاية المهمة في الشرق الأوسط، الإمبريالية تغير وجهتها وسيلحق بها جروان التّوحّش..المعركة القادمة ستكون في أطراف المجال الأوراسي..

تنويه | المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع

جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013