مؤتمر هرتسليا: محرك للسياسات والأمن والمصالح الإسرائيلية بمشاركة مسؤولين من السلطة وأطراف عربية التقارير والمقالات | مؤتمر هرتسليا: محرك للسياسات والأمن والمصالح الإسرائيلية بمشاركة مسؤولين من السلطة وأطراف عربية
تاريخ النشر: 09-07-2017

بقلم:
يعتبر مؤتمر هرتسليا الذي يقام سنويًا في معهد الدراسات المتعددة المجالات (IDC) في مدينة هرتسليا، والذي تقيمه مؤسسة الدبلوماسية والدراسات الإستراتيجية، أحد أهم المؤتمرات في إسرائيل، وأحد أهم الأماكن التي تحدد فيها السياسة الإسرائيلية والإستراتيجيات المختلفة، وبه أيضًا تقاس نجاعة السياسات السابقة والخطوات التي أخذت.
وكان ما قاله مدير الأبحاث في قسم السياسة والإستراتيجية في المعهد، يسرائيل ألتمان، أول تصريح رسمي لأهداف هذا المؤتمر، إذ قال في المؤتمر الخامس إن /هذا المؤتمر يحدد جدول الأعمال الإستراتيجي للدولة العبرية، ويشكل المؤتمر مرجعية للبحث في السياسات العملية وتحديد الأولويات للمشروع الوطني الصهيوني/.
ويجمع المؤتمر كبار القادة السياسيين والعسكريين والأمنيين الإسرائيليين ومختلف النخب الأكاديمية والثقافية، بالإضافة إلى مشاركة عربية مثيرة للجدل سنويًا، بالإضافة إلى مشاركة مسؤولين من مختلف دول العالم، مثل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي،  ويختلف موضوع البحث من عام لآخر، لكنها تصب بالنهاية في فحص مصالح دولة إسرائيل بمختلف المجالات، منها السياسية والدبلوماسية والعسكرية والإستراتيجية والاقتصادية.

النقاط العشر التي خرج بها مؤتمر هيرتسيليا:
1. يجب على إسرائيل أن تحسن علاقاتها مع الدول العربية السنية
قال جلعاد أردن وزير الأمن العام في إسرائيل: إن «هناك فرصة تاريخية لاقامة ائتلاف جديد بين إسرائيل والدول الغربية الأخرى والدول العربية السنية على أساس المصالح المشتركة».
وقد طرحت فكرة هذا التحالف مرارًا خلال المؤتمر. وزعم موشيه يعلون وزير الدفاع الاسرائيلى السابق أن «عبارة» الصراع العربى الإسرائيلى لم تعد صالحة «لأن إسرائيل لم تعد تتعارض مع المعسكر السنى العربى».
وقال هيرزي هاليفي، رئيس إدارة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي: إن «المصالح المتبادلة بين إسرائيل والدولة السنية البراجماتية قد نمت بشكل كبير».
وكررت هذه التصريحات في مؤتمر صحفي قدمه وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس في أبريل (نيسان) الماضي عندما قال: إن التحالف بين واشنطن وإسرائيل «حجر الزاوية في هيكل أمني اقليمي أوسع يشمل التعاون مع مصر والأردن والسعودية وشركائنا في الخليج».
2. دعوة المسئولين السعوديين لزيارة إسرائيل
دعا عدد من كبار الوزراء الإسرائيليين، بمن فيهم وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، العاهل السعودي الملك سلمان إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل.
وطلب وزير الاستخبارات والنقل الإسرائيلي يسرائيل كاتس من العاهل السعودي دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى الرياض في مقابل إرسال ولي عهده الأمير محمد بن سلمان إلى تل أبيب.
وقال كاتز: «لقد رأينا كم كنت مضيفًا رائعًا…عندما كان الرئيس ترامب هناك»، في إشارة إلى زيارة الرئيس الأمريكي للملكة في مايو (أيار) الماضي.
3. ما هو حزب الله؟
قال متحدثون عديدون في المؤتمر: إن الخطر الأكبر على إسرائيل هو التهديد المحتمل على حدودها الشمالية. وقال آموس جيلد رئيس المعهد الإسرائيلي للسياسة والاستراتيجية ومسؤول أمني رفيع المستوى سابقًا: «بينما يعاني تنظيم داعش، يتشكل تحالف بديل بها أمام أعيننا: إيران وحزب الله والأسد [سوريا]. أطلق عليه اسم: حزب الله، وهو كيان أقوى بكثير يشكل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل».
وأضاف أن روسيا أخذت «قرارًا استراتيجيًا لدعم هذا التحالف». وحذر من احتمال اندلاع حرب محتملة على الحدود الشمالية لإسرائيل يشنها حزب الله بدعم مالي من قبل الكرملين.
4. دعم السيسي
أشاد جلعاد أيضًا بجهود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدوره في قمع جماعة الإخوان المسلمين. وقال آموس إنه ليس متدينًا «ولكنه بدأ يعتقد أكثر فأكثر في المعجزات»؛ لأن السيسي لم يكن ليجد طريقة أفضل لمساعدة إسرائيل التي يقول إنها كانت مهددة من قبل جماعة الإخوان المسلمين.
أطاح السيسي في عام 2013 بالرئيس محمد مرسي الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، واستهدف الحركة التي يعتبرها عدوه السياسي منذ ذلك الحين. وقال جلعاد: «لو تم تشكيل ائتلاف بين الإخوان في مصر والحكومة التركية، لكنا قد مررنا بوضع مختلف تمامًا».
5. القضية الفلسطينية
شدد عدة متحدثين على ضرورة معالجة القضية الفلسطينية؛ حتى يمكن تطبيع التحالف العربي الإسرائيلي السني. وقال توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق: «ليس سرًا كبيرًا أن أقول إن أشكال التعاون التي تتخذ تدابير أمنية تحدث بالفعل، ولكن مفتاح العلاقة الحقيقية … فوق الطاولة وليس تحت الطاولة، هذا المفتاح يبقى القضية الفلسطينية».
6. الوضع الراهن بدلًا عن التسوية
ما هو الشكل الذي سيتخذه الحل الإسرائيلي – الفلسطيني؟ أشار بعض المتحدثين إلى أن من مصلحة إسرائيل الحفاظ على «الوضع الراهن» من الهدوء بدلًا عن التسوية الدائمة.
وأعرب ياعالون عن أمله في أن تقنع زيارة جاريد كوشنر، مبعوث الرئيس ترامب، إلى الشرق الأوسط الحكومة الأمريكية، أنه لا توجد فرصة للتوصل إلى تسوية دائمة في المستقبل المنظور.
وأضاف أن إسرائيل يجب أن تحسن الوضع على الأرض، لكن مع «السماح للفلسطينيين بالاعتماد على إسرائيل في الاقتصاد والبنى التحتية والأمن لسنوات عديدة قادمة».
ومن ناحية أخرى قال هاليفي: إن الحل الدائم كان ينظر إليه في الماضي باعتباره إنجازًا، ولكن «الدافع الآن هو المصالح والطريقة هي تحالفات خاصة، وأن أكبر إنجاز، والذي يمكننا أن نتحدث عنه، هو التوصل إلى استقرار ديناميكي».
7. الاقتصاد
قال وزير المالية الإسرائيلي موشي كاهلون إنه يعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والضفة الغربية. وأضاف «ليس هناك اقتصاديات، ولكنه اقتصاد واحد، يجري التعامل بنفس العملة (الشيكل)، نفس معدل الاستيراد والتصدير… كان هناك تعاون جيد خلال العامين الماضيين».
كما تطرق إلى أزمة الكهرباء في غزة: طلبت السلطة الفلسطينية من إسرائيل خفض إمدادات الكهرباء التي تصل إلى الأراضي التي تسيطر عليها حماس. قال مسؤولون إسرائيليون مؤخرًا: إن إسرائيل سوف تخفض إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة، بعد أن قلصت السلطة الفلسطينية المبلغ الذى تدفعه للكهرباء التي تصل قطاع غزة.
وقال المسؤولون: إن قرار مجلس الوزراء الأمنى الإسرائيلى من المتوقع أن يخفض المعدل اليومي لتشغيل الكهرباء بالقطاع، الذي يمتد لأربع ساعات بمقدار بمقدار 45 دقيقة، في القطاع الذي يعتمد فيه مليونا شخص على شبكة كهرباء تعتمد على الإمدادات الإسرائيلية.
8. هل يريد عباس صراعًا بين إسرائيل وحماس؟
اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عباس رئيس حركة فتح بمحاولة إشعال صراع جديد بين الدولة وحركة حماس في غزة.
وقال ليبرمان في مؤتمر صحافي: إن «أبو مازن لم يخفض المبلغ الذي يدفعه في مقابل الكهرباء لمرة واحدة. إن نيته هي في الواقع مواصلة التخفيضات، وووقف دفع ثمن الوقود والأدوية والرواتب خلال بضعة أشهر وأشياء أخرى كثيرة، وفي رأيي أن الاستراتيجية هي إيذاء حماس، وأيضًا لجر حماس إلى صراع مع إسرائيل».
9- من يخلف عباس؟
جلعاد حذر من أن خليفة عباس قد يكون خطرًا. وقال: «إن أبا مازن لا يعد خلفاء؛ فهو يعتقد أنه سيظل في السلطة إلى الأبد، لكنه لن يكون. إذا لم نبدأ عملية دبلوماسية، أعتقد أننا سنجد أنفسنا نعيش في واقع سفك الدماء بعد استقالته».
أشاد عدة متحدثين بالتنسيق العسكري والاستراتيجى الحالي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والذي يقول الخبراء: إنه يمكن إسرائيل من الحفاظ على الحكم العسكرى بكفاءة فى الضفة الغربية. ووفقًا لاستطلاع للرأي أجري في وقت سابق من هذا الشهر، فإن 65% من الفلسطينيين يريدون من الرئيس عباس تقديم استقالته.
10. اختلافات بين أوباما وترامب
انتقد يعالون بشدة قرار الإدارة الأمريكية السابقة بعدم التصرف كشرطي دولي في الشرق الاوسط، وقال: إن الولايات المتحدة كانت ترغب في الانفصال عن المنطقة. وقال: إن «الفراغ الذي خلقته هذه السياسة ملأته ثلاث قوى إسلامية متطرفة: (…) داعش وإيران والإخوان المسلمون برئاسة أردوغان».
كانت إدارة أوباما قد واجهت انتقادات في إسرائيل لمفاوضاتها مع إيران، في حين تم التعامل مع انتخاب ترامب بتفاؤل، حيث يعتقد الكثيرون أنه سيخدم مصالح الدولة في المنطقة بشكل أفضل.
ووفقًا لياعلون، هناك دلائل إيجابية على أن إدارة ترامب تتبنى سياسة مختلفة عن سابقتها. وقال: «إن الولايات المتحدة لا تقف على الهامش، ولا تخشى عبور الخطوط الحمراء»، في إشارة إلى تورط واشنطن المتزايد في سوريا.
مؤتمر هرتسليا: محرك للسياسات والمصالح الإسرائيلية بمشاركة عربية
كتب رامي حيدر: يعتبر مؤتمر هرتسليا الذي يقام سنويًا في معهد الدراسات المتعددة المجالات (IDC) في مدينة هرتسليا، والذي تقيمه مؤسسة الدبلوماسية والدراسات الإستراتيجية، أحد أهم المؤتمرات في إسرائيل، وأحد أهم الأماكن التي تحدد فيها السياسة الإسرائيلية والإستراتيجيات المختلفة، وبه أيضًا تقاس نجاعة السياسات السابقة والخطوات التي أخذت.
وكان ما قاله مدير الأبحاث في قسم السياسة والإستراتيجية في المعهد، يسرائيل ألتمان، أول تصريح رسمي لأهداف هذا المؤتمر، إذ قال في المؤتمر الخامس إن ‘هذا المؤتمر يحدد جدول الأعمال الإستراتيجي للدولة العبرية، ويشكل المؤتمر مرجعية للبحث في السياسات العملية وتحديد الأولويات للمشروع الوطني الصهيوني/.
ويجمع المؤتمر كبار القادة السياسيين والعسكريين والأمنيين الإسرائيليين ومختلف النخب الأكاديمية والثقافية، بالإضافة إلى مشاركة عربية مثيرة للجدل سنويًا، بالإضافة إلى مشاركة مسؤولين من مختلف دول العالم، مثل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ويختلف موضوع البحث من عام لآخر، لكنها تصب بالنهاية في فحص مصالح دولة إسرائيل بمختلف المجالات، منها السياسية والدبلوماسية والعسكرية والإستراتيجية والاقتصادية.
مؤتمر هرتسليا 2017:/الفرص والمخاطر التي تواجه إسرائيل في عامها الـ70′
المؤتمر 17: فرص إسرائيل
وفي هذا العام، يبحث المؤتمر في دورته الـ17 ‘الفرص والمخاطر التي تواجه إسرائيل في عامها الـ70/، ويشارك فيه مختلف الوزراء، بينهم وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، ووزير المالية موشيه كحلون، ونخبة من الأكاديميين وقادة الأجهزة الأمنية.
وعربيًا، يلقي عدد من المسؤولين كلمات وخطابات بينهم مستشار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للعلاقات الدولية ومسؤول العلاقات الدولية في حركة فتح، نبيل شعث، إلى جانب مداخلة من رئيس ما يسمى بلجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، إلياس الزنانيري، فضلاً عن مشاركة فلسطينية في جلسة مغلقة حول أمن المياه في المنطقة وتأثيراته، يشارك فيها إلى جانب الفلسطينية نداء جدلاني، رئيس هيئة مياه وادي الأردن في المملكة الأردنية الهاشمية، سعد الحمر.
مؤتمر هرتسليا 16: هوية إسرائيلية بمشاركة عربية
سعى مؤتمر هرتسليا عام 2016 إلى تعزيز الهوية الإسرائيلية الجامعة وتسويقها عالميًا، وحشد لذلك نخبة من السؤولين السياسيين وعلى رأسهم رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، الذي قال خلال خطابه إن على إسرائيل ‘ تكوين هوية إسرائيلية عالمية مشتركة، ودمج العناصر الأربعة في المجتمع، العلمانيون، اليهودية الحديثة،اليهودية المتشددة والعرب، بحيث تتكون شراكة مجتمعية، قائمة على بناء الهوية الإسرائيلية، لدعم مفهوم الوطن القومي/.
ريفلين يعلن مبادرته للهوية الإسرائيلية المشتركة بمؤتمر هرتسليا
وأبدى ريفلين استعداده لرئاسة اجتماع يتخلل حوار بين هذا العناصر الأربعة، فيما عقدت جلسات لدراسة سلخ العرب في الداخل عن هويتهم وضمهم للهوية الإسرائيلية التي تهدف المؤسسة لبنائها، وكانت الجلسات بعنوان ‘الأقلية العربية في إسرائيل… الإدماج و الإدراج/.
وشارك في جلسات المؤتمر المختلفة كل من سفيري مصر والأردن وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، ورئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، وتطرقوا إلى ‘أهمية إقامة الدولة الفلسطينية بالنسبة للأمن القومي الإسرائيلي الذي لن يستتب بلا إقامة هذه الدولة/.


تنويه | المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع

جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013