مملكة الخيانة، بعضاً من تاريخ الخيانات التقارير والمقالات | مملكة الخيانة، بعضاً من تاريخ الخيانات
تاريخ النشر: 05-06-2017

بقلم: د. وليد سعيد البياتي
تصلني بين فترة وأخرى وثائق تؤرخ لطبيعة الصراع العربي الاسرائيلي، ولعلاقة الكثير من الأنظمة العربية بالغرب، وكنت قد عثرت في الوثائق البريطانية عن الشيء الخطير في طبيعة نشؤء دولة بني سعود، وقد وصلتني إحدى هذه الوثائق عن علاقة المملكة السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية وهو ما اشرت اليه سابقاً في العديد من بحوثنا ومقالاتنا الخاصة بهذا الموضوع، وهذه الوثيقة وصلتني عن طريق أخي الدكتور نبيل ياسين صاحب موقع عقلاني، وكما عودت القراء أن أضع الحقيقة أمام أعينهم وبين أيديهم ليكون الحكم منطلقاً من رأي المجتمع الإسلامي والعربي حول التاريخ الخياني للمملكة السعودية، وسأقوم بالتعليق بعد عرض الرسالة المرسلة لي والتي هي:
بالوثائق ــ التاريخ الغامض يعيد نفسه في غزة // وثيقة من الملك (فيصل) الى الرئيس الأميركي (جونسون) يطلب منه ومن إسرائيل ضرب مصر والعراق وسوريا!!! 



نص رسالة الملك السعودى الراحل فيصل بن عبد العزيز إلى الرئيس الأمريكى ليندون جونسون قبل حرب 1967
هذه الرسالة منشورة فى كتاب ( عقود من الخيبات ) للكاتب حمدان حمدان الطبعة الأولى 1995 عن دار بيسان على الصفحات من 489- 491 .
وأعرض لكم الآن نص الرسالة:  تقول الرسالة التى بعثها الملك فيصل إلى الرئيس جونسون (وهي وثيقة حملت تاريخ 27 ديسمبر 1966 الموافق 15 رمضان 1386، كما حملت رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودي) ما يلى:
... من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس، ومما عرضناه بإيجاز يتبين لكم أن مصر هى العدو الأكبر لنا جميعاً، وأن هذا العدو إن ترك يحرض ويدعم الأعداء عسكرياً وإعلامياً، فلن يأتي عام 1970 – كما قال الخبير فى إدارتكم السيد كيرميت روزفلت – وعرشنا ومصالحنا في الوجود، لذلك فأننى أبارك، ما سبق للخبراء الأمريكان فى مملكتنا، أن اقترحوه، لأتقدم بالاقتراحات التالية:
- أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولى به على أهم الأماكن حيوية فى مصر، لتضطرها بذلك، لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة لن يرفع بعدها أي مصري رأسه خلف القناة، ليحاول إعادة مطامع محمد علي وعبد الناصر فى وحدة عربية.
بذلك نعطي لأنفسنا مهلة طويلة لتصفية أجساد المبادئ الهدامة، لا فى مملكتنا فحسب، بل وفي البلاد العربية ومن ثم بعدها، لا مانع لدينا من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية إقتداء بالقول (أرحموا شرير قوم ذل) وكذلك لإتقاء أصواتهم الكريهة في الإعلام..
- سوريا هي الثانية التي لا يجب ألا تسلم من هذا الهجوم، مع إقتطاع جزء من أراضيها، كيلا تتفرغ هي الأخرى فتندفع لسد الفراغ بعد سقوط مصر.
- لا بد أيضا من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة، كي لا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك، وحتى لا تستغلهم أية دولة عربية بحجة تحرير فلسطين، وحينها ينقطع أمل الخارجين منهم بالعودة، كما يسهل توطين الباقى ف الدول العربية.
- نرى ضرورة تقوية الملا مصطفى البرازانى شمال العراق، بغرض إقامة حكومة كردية مهمتها إشغال أي حكم في بغداد يريد أن ينادى بالوحدة العربية شمال مملكتنا في أرض العراق سواء في الحاضر أو المستقبل، علماً بأننا بدأنا منذ العام الماضى (1965) بإمداد البرازانى بالمال والسلاح من داخل العراق، أو عن طريق تركيا وإيران.

يا فخامة الرئيس:
إنكم ونحن متضامين جميعا سنضمن لمصالحنا المشتركة و لمصيرنا المعلق ، بتنفيذ هذه المقترحات أو عدم تنفيذها ، دوام البقاء أو عدمه ..
أخيرا .
أنتهز هذه الفرصة لأجدد الإعراب لفخامتكم عما أرجوه لكم من عزة ، و للولايات المتحدة من نصر وسؤدد ولمستقبل علاقتنا ببعض من نمو و ارتباط أوثق و ازدهار .
المخلص : فيصل بن عبد العزيز
ملك المملكة العربية السعودية

انتهى نص الرسالة كما ورد فى كتاب ( عقود من الخيبات ) وأظن أننا جميعا نعرف ما تم تنفيذه من مقترحات الملك ، قرأت الرسالة وأردت أن يقرأها غيرى لتزول عنا الغشاوة عن حقيقة بعض الشخصيات ونوع الأدوار التى قاموا بها على مسرح الأحداث .

* لاحقاً تمكن الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز من قتل الملك فيصل بن عبد العزيز واليكم الوثيقة:
اليوم: 25أذار (مارس) 1975.
الزمان: القصر الملكي في الرياض .
الحدث : الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز يدخل مكتب عمه الملك فيصل بن عبدالعزيز للسلام عليه.
يتهيأ الملك لاستقبال ابن اخيه, فيبادره بست رصاصات، وافراد الحرس ينقلون الملك المصاب الى المستشفي, لكن القدر كان بالمرصاد, ولفظ الملك انفاسه . .
تحليل:
بعد ان عرضت الرسالة الوثيقة كما وردتني، اود أن اشير الى انني كنت قد عثرت على العديد من هذه الوثائقل المحفوظة في مركز الوثائق التابع للمكتبة البريطانية وايضا مكتبة المتحف البريطاني، واني احتفظ بسجل خطير حول العلاقات الدولية بين أبن سعود والمخابرات البريطانية وايضا بينه وبين المخابرات الامريكية، وقد اشرت غلى ذلك في اكثر من موقع، إن هذه الوثيقة تكشف عدد من الحقائق الخطيرة التالية:
1- علاقة المملكة بالمخابرات الامريكية بشكل عام بإعتبارها من تسلم امر المملكة من المخابرات البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية.
2- علاقة الملك فيصل بالمخابرات الامريكية بل وخضوعه التام لها وربط قضية استمرار العرش السعودي بقوة هذه العلاقة وتطورها.
3- تكشف الوثيقة العلاقات السعودية الاسرائيلية بل ان فيصل يطلب من الولايات المتحدة مساعدة اسرائيل لضرب مصر في عهد عبد الناصر بسبب دعوة الاخير لمنهج الوحدة العربية.
4- ان المملكة السعودية تبذل جل جهدها لتقويض اي عمل عربي مشترك ولتقويض فكرة الوحدة العربية التي كانت ناشطة في ذلك العصر (عصر الستينات والسبعينات).
5- دعوة اسرائيل للاستيلاء على الضفة الغربية كي لايفسح المجال للفلسطينين المطالبة بحقوقهم.
6- التحريض المباشر والعلني لضرب مصر بل ولاحتلالها لاجل اضعافها وتحجيم دورها العربي.
7- التحريض المباشر لضرب سوريا باعتبارها قوة عربية فاعلة.
8- تحريض الاكراد في عهد الملا مصطفى البارزاني (وليعذرني الاخوة الاكراد لانني انقل الموضوع كما ورد لي).
9- الاشتراك في اغتيال جمال عبد الناصر بالاتفاق مع الموساد الاسرائيلي كما ذكرت وثائق اخرى، وكان ذلك بعلم وموافقة السعودية لايصال السادات للسلطة.

 
والآن يمكن لنا أن نفهم العمل السعودي خلال القمم العربية وكيف أنها قد قوضت جل العمل العربي واسقطت معظم المشاريع العربية الصادقة واحلت محلها مشاريع وهمية غايتها الوحيدة الحفاظ على عرش المملكة، وهذا التصور يقودنا إلى العلاقة الحالية بين السعودية وكل من مصر والاردن، لكننا من خلال الوثائق نعرف أن بقاء هذا الثلاثي مرتبط بعلاقاتهم الوثيقة بالولايات المتحدة، ونحن لانشك في الدور الخياني لهذا الثلاثي، خاصة ان هذا الدور انكشف واضحا في حرب حزب الله مع العدو الاسرائيلي صيف 2006، وايضا حرب غزة الاخيرة ومواقف هذا الثلاثي من العلاقات العربية العربية ككل، ومن العلاقات الاسلامية مع الشيعة بشكل خاص


تنويه | المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع

جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013